الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو: من أصحاب علي (عليه السلام)، رجال الشيخ (76). وقال الكشي (48): " حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عثمان العبدي، عن يونس ابن عبد الرحمان، عن عبد الله بن سنان، قال: حدثني أبي عن أبي جعفر (عليه السلام): أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الله!! تعالى عن ذلك علوا كبيرا فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)، فدعاه وسأله فأقر بذلك، وقال: نعم أنت هو وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي!! فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار. وقال: إن الشيطان استهواه فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك. حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب ابن يزيد ومحمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سام، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ، وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: إنه لما ادعى ذلك فيه استتابه أمير المؤمنين (عليه السلام) فأبى أن يتوب فأحرقه بالنار. حدثني محمد بن قولويه: قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب ابن يزيد، ومحمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الأزدي، عن أبان بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لعن الله عبد الله بن سبأ إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان والله أمير المؤمنين (عليه السلام) عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب علينا وإن قوما يقولون فينا مالا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم. وبهذا الاسناد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: لعن الله من كذب علينا إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمرا عظيما ما له لعنه الله، كان علي (عليه السلام) والله عبدا لله صالحا، أخا رسول الله، ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكرامة من الله إلا بطاعته الله. وبهذا الاسناد: عن محمد بن خالد الطيالسي، عن ابن أبي نجران، عن عبد الله [بن سنان]، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصدق الناس لهجة وأصدق البرية كلها، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) أصدق من برأ الله بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري على الله الكذبعبد الله بن سبأ ". أقول: وتأتي هذه الرواية الأخيرة في ترجمة محمد بن أبي زينب وفي سندها ابن سنان، بدل عبد الله. وقال الكشي: " ذكر بعض أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا (عليه السلام)، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو! فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) مثل ذلك، وكان أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي!! وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم، فمن ها هنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية!! ". أقول: بطلان قول من خالف الشيعة واضح ناشئ عن العصبية العمياء فإن أصل التشيع والرفض مأخوذ من الله عز وجل حيث قال سبحانه وتعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذيب آمنوا...) والرسول الأعظم (صلوات الله عليه وآله) حيث قال في الغدير: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه... " وأما عبد الله بن سبأ، فعلى فرض وجوده فهذه الروايات تدل على أنه كفر وادعى الألوهية في علي (عليه السلام) لا أنه قائل بفرض إمامته (عليه السلام)، مضافا إلى أن أسطورة عبد الله بن سبأ وقصص مشاغباته الهائلة موضوعة مختلقة اختلقها سيف بن عمر الوضاع الكذاب، ولا يسعنا المقام الإطالة في ذلك والتدليل عليه، وقد أغنانا العلامة الجليل والباحث المحقق السيد مرتضى العسكري في ما قدم من دراسات عميقة دقيقة عن هذه القصص الخرافية وعن سيف وموضوعاته في مجلدين ضخمين طبعا باسم (عبد الله بن سبأ) وفي كتابه الآخر (خمسون ومائة صحابي مختلق).