قال ابن شهرآشوب في المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي محمد علي بن الحسين (عليهما السلام)، فصل في زهده: " قال عبد الله بن المبارك: حججت بعض السنين إلى مكة، فبينا أنا أسير في عرض الحاج وإذا بصبي سباعي أو ثماني وهو يسير في ناحية من الحاج بلا زاد ولا راحلة، فقدمت إليه وسلمت عليه، وقلت له: مع من قطعت البر؟ قال: مع الباري، فكبر في عيني، فقلت: يا ولدي أين زادك وراحلتك؟ فقال: زادي تقواي، وراحلتي رجلاي، وقصدي مولاي، فعظم في عيني، فقلت: يا ولدي ممن تكون؟ فقال: مطلبي، فقلت: أبن لي، فقال: هاشمي، فقلت: أبن لي، فقال: علوي فاطمي. ثم ساق حديث شعره - إلى أن قال - ثم غاب عن عيني إلى أن أتينا مكة فقضيت حجتي ورجعت، فأتيت الأبطح فإذا بحلقه مستدبرة، فاطلعت لأنظر من فيها، فإذا هو صاحبي فسألت عنه، فقيل: هذا زين العابدين ". أقول: إذا كانت القضية صادقة فليس هذا هو المعروف بابن المبارك الذي هو من فقهاء العامة المولود عام 118، أي بعد وفاة الإمام الباقر (عليه السلام)، بل هو رجل آخر، وقد ذكر ابن شهرآشوب، فقال: وقد روى عنه (الباقر (عليه السلام) معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين - إلى أن قال -: ومن الفقهاء نحو ابن المبارك، والزهري، والأوزاعي، وأبو حنيفة، ومالك، والشافعي... (إلخ). المناقب: الجزء 4، باب في إمامة أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، فصل في علمه (عليه السلام).