من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، رجال الشيخ (8). وقال الكشي في ترجمة أبي أيوب الأنصاري (6): " وسئل (الفضل بن شاذان) عن ابن مسعود وحذيفة؟ فقال: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود، لأن حذيفة كان ركنا، وابن مسعود خلط ووالى القوم ومال معهم وقال بهم ". روى (عبد الله بن مسعود) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وروى عنه عبيدة السلماني. كامل الزيارات: الباب 4، في حب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام)، الحديث 5. ويأتي في ترجمة محمد بن أبي حذيفة من الكشي أن عبد الله بن مسعود كان شريكا في قتل عثمان، وهو من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر، ذكره الصدوق في الخصال: في أبواب الاثني عشر، باب الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة، الحديث 4. وذكر فيه عدة من الروايات، عن ابن مسعود، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل، باب الخلفاء والأئمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر، الأحاديث 6 إلى 11. أقول: هذه الروايات التي رواها الصدوق - قدس سره - كلها ضعيفة، ولو صحت لم تعارض ما ذكره الفضل بن شاذان من أن ابن مسعود والى القوم ومال معهم. ويدل على أنه لم يتبع أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يشايعه بل استقل في أمره: ما نقل من فتاواه في الفقه وما ورد من الروايات في تخطئته، فمنها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي ابن الحكم، عن عبد الله بن فرقد، والمعلى بن خنيس، قالا: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ومعنا ربيعة الرأي فذكرنا فضل القرآن، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضال، فقال ربيعة: ضال؟! فقال: نعم ضال، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): أما نحن فنقرأ على قراءة أبي. الكافي: الجزء 2، باب النوادر من كتاب فضل القرآن 14، الحديث 27. وروى الصدوق في الفقيه، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: أفسد ابن مسعود على الناس صلاتهم بشيئين، بقوله: تبارك اسم ربك وتعالى جدك... وقوله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، يعني في التشهد الأول (الحديث). الفقيه: الجزء 1، باب الجماعة وفضلها، الحديث 1190. وروى الشيخ عن أبي طالب الأنباري، قال: حدثني الحسن بن محمد بن أيوب الجوزجاني، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، عن شعبة، عن سماك، عن عبيدة السلماني، قال: كان علي (عليه السلام) على المنبر، (إلى أن قال): إن عمر بن الخطاب وقعت في إمارته هذه الفريضة فلم يدر ما يصنع!! فقال له أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله): أعط هؤلاء فريضتهم: للأبوين السدسان، وللزوجة الثمن، وللبنتين ما يبقى، فقال: فأين فريضتهما الثلثان؟ فقال له علي بن أبي طالب (عليه السلام): لهما ما يبقى، فأبى ذلك عمر وابن مسعود!... الحديث. التهذيب: الجزء 9، باب في إبطال العول والعصبة، الحديث 971. والمتلخص مما ذكرناه: أن عبد الله بن مسعود لم يثبت أنه والى عليا (عليه السلام) وقال بالحق، والله العالم. ثم إنه قد اعتنى علماء العامة بشأنه، وهو متسالم عليه عندهم في الفضل والتقى، قال ابن حجر في تقريبه: " عبد الله بن مسعود بن غافل (بمعجمة وفاء) ابن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمان، من السابقين الأولين، ومن كبار العلماء من الصحابة، مناقبه جمة وأمره عمر على الكوفة، ومات سنة اثنتين وثلاثين أو في التي بعدها بالمدينة ". أقول: على هذا الأساس أثنى عليه السيد المرتضى في الشافي، واستدل برواياته على المخالفين جدلا.