قال النجاشي: " علي بن جعفر الهماني البرمكي يعرف منه وينكر، له مسائل لأبي الحسن العسكري عليه السلام. أخبرنا ابن الجندي، عن ابن همام، عن ابن مابنداذ أنه سمع ابن المعافى الثعلبي (التغلبي) من أهل رأس العين يحدث عن أحمد بن محمد الطبري، عن علي بن جعفر بالمسائل ". وعده الشيخ في رجاله (تارة) في أصحاب الهادي عليه السلام (15)، قائلا: " علي بن جعفر، وكيل، ثقة ". و (أخرى) في أصحاب العسكري عليه السلام (1): قائلا: " علي بن جعفر، قيم لأبي الحسن عليه السلام، ثقة ". وعده في الغيبة في السفراء الممدوحين قائلا: " ومنهم علي بن جعفر الهماني، وكان فاضلا مرضيا، من وكلاء أبي الحسن، وأبي محمد عليهما السلام. روى أحمد بن علي الرازي، عن علي بن مخلد الأيادي، قال: حدثني أبو جعفر العمري (رضي الله عنه)، قال: حج أبو طاهر بن بلال فنظر إلى علي بن جعفر، وهو ينفق النفقات العظيمة، فلما انصرف كتب بذلك إلى أبي محمد عليه السلام، فوقع في رقعته: قد كنا أمرنا له بمائة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها فأبى قبوله إبقاء علينا ما للناس والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه، قال: ودخل على أبي الحسن العسكري عليه السلام، فأمر له بثلاثين ألف دينار " (إنتهى). كتاب الغيبة: في (فصل في ذكر طرف من أخبار السفراء... فمن المحمودين). وعده البرقي أيضا في أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام. وعده ابن شهرآشوب من رواة النص على إمامة أبي محمد العسكري من أبيه عليهما السلام، ومن ثقات أبي محمد عليه السلام، المناقب: الجزء 4، باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام تحت عنوان: (ورواة النص من أبيه)، وعنوان: (ومن ثقاته). وروى محمد بن يعقوب، عن محمد بن علي، عن موسى بن جعفر بن وهب، عن علي بن جعفر، قال: " كنت حاضرا أبا الحسن عليه السلام لما توفي ابنه محمد، قال للحسن: يا بني أحدث لله شكرا، فقد أحدث فيك أمرا ". الكافي: الجزء 1، باب الإشارة والنص على أبي محمد عليه السلام (75)، الحديث 4. روى (علي بن جعفر الهماني) عن علي بن محمدالعسكري عليه السلام، وروى عنه أحمد بن المعافى الثعلبي. كامل الزيارات: الباب 57، في من اغتسل في الفرات وزار الحسين عليه السلام، الحديث 5. وقال الكشي (503): " محمد بن مسعود، قال: قال يوسف بن السخت: كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن عليه السلام، وكان رجلا من أهل همينيا (هميشا)، قرية من قرى سواد بغداد فسعي به إلى المتوكل، فحبسه فطال حبسه، واحتال من قبل عبد الله بن خاقان بمال ضمنه عنه بثلاثة آلاف دينار، فكلمه عبد الله فعرض جامعه على المتوكل، فقال: يا عبد الله لو شككت فيك لقلت إنك رافضي! هذا وكيل فلان وأنا عازم على قتله، قال: فتأدى الخبر إلى علي بن جعفر، فكتب إلى أبي الحسن عليه السلام: يا سيدي الله الله في، فقد والله خفت أن أرتاب، فوقع في رقعة: أما إذ بلغ بك الامر ما أرى فسأقصد الله فيك، وكان هذا في ليلة الجمعة، فأصبح المتوكل محموما فازدادت علته حتى صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه حتى ذكر هو علي بن جعفر، فقال لعبد الله: لم لم تعرض علي أمره؟ فقال: لا أعود إلى ذكره أبدا، قال: خل سبيله الساعة، وسله أن يجعلني في حل، فخلى سبيله وصار إلى مكة بأمر أبي الحسن عليه السلام، فجاور بها وبرئ المتوكل من علته. محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أبي يعقوب يوسف بن السخت، قال: حدثني العباس، عن علي بن جعفر، قال: عرضت أمري على المتوكل فأقبل على عبد الله بن يحيى بن خاقان، فقال له: لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا وأشباهه فإن عمه (عمك) أخبرني أنه رافضي وأنه وكيل علي بن محمد، وحلف أن لا يخرج من الحبس إلا بعد موته فكتبت إلى مولانا أن نفسي قد ضاقت، وأني أخاف الزيغ، فكتب إلي: أما إذا بلغ الامر منك ما أرى فسأقصد الله فيك، فما عادت الجمعة حتى أخرجت من السجن ". وقال في ترجمة فارس بن حاتم القزويني (391): " وجدت بخط جبرئيل ابن أحمد، قال: قال موسى بن جعفر، عن إبراهيم ابن محمد أنه قال: كتبت إليه جعلت فداك قبلنا أشياء يحكى عن فارس والخلاف بينه وبين علي بن جعفر، حتى صار يبرأ بعضهم من بعض، فإن رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما وأيهما يتولى حوائج قبلك حتى لا أعدوه إلى غيره فقد احتجت إلى ذلك، فعلت متفضلا إن شاء الله؟ فكتب: ليس عن مثل هذا يسأل ولا في مثله يشك، قد عظم الله قدر علي بن جعفر متعنا الله تعالى به عن أن يقايس إليه، فاقصد علي بن جعفر بحوائجك، واخشوا فارسا وامتنعوا من إدخاله في شئ من أموركم، تفعل ذلك أنت ومن أطاعك من أهل بلادك، فإنه قد بلغني ما تموه به على الناس فلا تلتفتوا إليه إن شاء الله. محمد بن مسعود، قال: وكتب إبراهيم بن محمد الهمداني مع جعفر ابنه في سنة أربعين ومائتين، يسأله عن العليل وعن القزويني أيهما يقصد بحوائجه وحوائج غيره، فقد اضطرب الناس فيهما وصار يبرأ بعضهم من بعض. فكتب إليه: ليس عن مثل هذا يسأل ولا في مثله يشك، وقد عظم الله من حرمة العليل أن يقاس عليه القزويني! سمى باسمهما جميعا، فاقصد إليه بحوائجك ومن أطاعك من أهل بلادك أن يقصدوا إلى العليل بحوائجهم، وأن يجتنبوا القزويني أن يدخلوه في شئ من أمورهم فإنه قد بلغني ما تموه به عند الناس فلا تلفتوا إليه إن شاء الله. وقد قرأ منصور بن العباس هذا الكتاب وبعض أهل الكوفة ". أقول: يظهر من هاتين الروايتين أن العليل المذكور في الرواية الثانية يراد به علي بن جعفر، وعليه فقد ورد توثيقه في رواية الكشي المتقدمة في ترجمة إبراهيم بن محمد الهمداني، إلا أن هذه الروايات كلها ضعيفة. بقي هنا أمران: الأول: الظاهر أن علي بن جعفر الهماني الذي عنونه النجاشي، هو علي بن جعفر الوكيل الذي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام، وذلك من جهة تصريحه في كتاب الغيبة، كما مر أن الوكيل هو علي بن جعفر الهماني، ويؤيد ذلك ما تقدم في الرواية الأولى من روايات الكشي من أن علي بن جعفر الوكيل كان من أهل همينيا. هذا وقد عنون ابن داود علي بن جعفر أولا في القسم الأول (1005)، وقال: " (دي) (جخ) وكيله، ثقة، كان في حبس المتوكل وخاف القتل والشك في دينه فوعده أن يقصد الله فيه، فحم المتوكل فأمر بتخلية من في السجن مطلقا وتخليته بالتخصيص "، وعنونه ثانيا في القسم الثاني (323)، وقال: " علي بن جعفر الهماني منسوب إلى همينا قرية من سواد بغداد (جش) يعرف منه وينكر " (إنتهى). وظاهر كلامه أن الوكيل الثقة مغاير للهماني الذي عنونه النجاشي. وأما العلامة فقد بنى على التعدد فذكر علي بن جعفر الوكيل في القسم الأول، وعلي بن جعفر الهماني في القسم الثاني: (26) من الباب (1) من حرف العين، والغريب أنه ذكر علي بن جعفر الوكيل في القسم الأول مرتين، فقال أولا (12) من الباب (1) من حرف العين: " علي بن جعفر من أصحاب أبي الحسن عليه السلام، قيم لأبي الحسن عليه السلام، ثقة "، ثم قال بعد عدة أسماء (25) من الباب المذكور: " علي بن جعفر: قال الكشي: قال محمد بن مسعود: قال يوسف بن السخت: كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن عليه السلام، وكان في حبس المتوكل وخاف القتل والشك في دينه، فوعده بأن يقصد الله فيه، فحم المتوكل فأمر بتخلية من في السجن مطلقا، وتخليته عينا " (إنتهى). أقول: ظاهر كلامه أن علي بن جعفر الوكيل كان متعددا، وإلا لم يكن وجه للتكرار مع أنه لا شك في عدم تعدد الوكيل، وإنما الاشكال في اتحاد الوكيل، والهماني وتغايرهما. الثاني: قد عرفت من الشيخ وابن شهرآشوبالشهادة على وثاقة علي بن جعفر الوكيل المؤيدة بأمور أخر مما تقدم، ولا يعارض ذلك بما ذكره النجاشي يعرف منه وينكر، فإن ذلك لا ينافي وثاقة الرجل في نفسه، فقد يروي الثقة أمرا منكرا بعيدا عن الواقع ونفس الامر لحسن ظنه بالراوي أو لغير ذلك من الأسباب.