قال النجاشي: " علي بن حسان الواسطي أبو الحسن القصير، المعروف بالمنمس، عمر أكثر من مائة سنة، وكان لا بأس به، روى عن أبي عبد الله عليه السلام، روى عنه حديثه في سعدان بن مسلم، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا. أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا علي بن حسان ". وقال الشيخ (395): " علي بن حسان الواسطي: له كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله عنه ". وعده في رجاله من أصحاب الجواد عليه السلام (22). وتقدم توثيقه عن علي بن فضال، وعن ابن الغضائري في ترجمة علي بن حسان بن كثير الهاشمي. روى عن بعض أصحابنا، عن الرضا عليه السلام، وروى عنه هارون بن مسلم. كامل الزيارات: الباب 99، في ثواب زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمد بن علي الجواد عليهما السلام ببغداد، الحديث 4. بقي هنا أمران: الأول: أنه ظهر مما ذكرنا أن علي بن حسان اسم لرجلين أحدهما ثقة وهو الواسطي، والآخر لم تثبت وثاقته وهو الهاشمي، الذي يروي عن عمه عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، ولكنه يناقض ذلك ما ذكره الصدوق من رواية علي بن حسان الواسطي، عن عمه عبد الرحمان بن كثير. الفقيه: الجزء 3، باب معرفة الكبائر التي أوعد الله عز وجل عليها النار، الحديث 1745. وما ذكره في المشيخة من رواية علي بن حسان الواسطي، عن عمه عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، ولأجل ذلك جزم المجلسي الأول على ما حكى عنه الوحيد - قدس سره - بالاتحاد، وأن الهاشمي والواسطي رجل واحد، ولا يخفى أن تعدد الرجلين أوضح من أن يخفى، فلابد من حمل ما ذكره الصدوق على سهو القلم، أو اشتباه من النساخ، كما ذكره العلامة - قدس سره - في الخلاصة: (30) من الباب (1) من حرف العين، من القسم الأول. أقول: إن علي بن حسان الواسطي قد روى عن عبد الرحمان بن كثير. الكافي: الجزء 5، باب القول عند الباه من كتاب النكاح 3، الحديث 4. وعليه فمن المحتمل زيادة كلمة عمه في رواية الفقيه وفي المشيخة، والله العالم. الثاني: أنه قد تكرر في الروايات ذكر علي بن حسان من دون تقييده بالواسطي أو الهاشمي، فلابد في تعيين أحدهما من قرينة، فنقول إذا كانت رواية علي بن حسان عن الكاظم عليه السلام، أو ممن لم يدرك الرضا عليه السلام، أو كان الراوي عنه لم يدرك الرضا عليه السلام فهو الواسطي، فإن الهاشمي لم يدرك الكاظم عليه السلام على ما تقدم من علي بن فضال، وأما الواسطي فقد روى عن الصادق أيضا على ما تقدم من النجاشي، ولعل الرواية هي ما رواه الشيخ باسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن علي الواسطي، عن أبي عبد الله عليه السلام. التهذيب: الجزء 9، باب الذبائح والأطعمة، الحديث 530. كما إنه إذا كانت رواية علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير، فهو الهاشمي، فإن رواية الواسطي عن عبد الرحمان بن كثير نادرة، والمعروف في الرواية عن عبد الرحمان هو الهاشمي الراوي لكتابه، وقد صرح في غير مورد بروايته عن عمه عبد الرحمان بن كثير، وأما في غير ذلك فالامر ملتبس، ولابد من التوقف، وقد يقال إنه لابد من إرادة الواسطي في هذه الموارد، لان الهاشمي لم يرو إلا عن عمه على ما تقدم، عن ابن الغضائري، ولكنه لا يتم لما تقدم من عدم ثبوت نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري، فلا مناص من التوقف، نعم ما يرويه الصدوق في الفقيه، عن علي بن حسان المبدو به السند، فالمراد به الواسطي على ما صرح به في المشيخة، والظاهر بقاء الرجلين إلى زمان الهادي عليه السلام، فإن الصفار المتوفى سنة (290) قد روى عنهما، على ما تقدم عن النجاشي هنا، ويأتي عن المشيخة، وتقدم عن الشيخ في ترجمة عبد الرحمان بن كثير. وكيف كان، فطريق الصدوق إليه: محمد بن الحسن - رضي الله عنه - عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان الواسطي، وأيضا: أبوه - رضي الله عنه -، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان الواسطي، والطريق صحيح، غير أن طريق الشيخ إليه ضعيف بأبي الفضل وبابن بطة. روى عن علي بن الحسين العبدي، وروى عنه محمد بن موسى الهمداني. التهذيب: الجزء 3، باب صلاة الغدير، الحديث 317.