قال الشيخ الحر في أمل الآمل (133): " السيد نور الدين علي بن علي ابن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي: كان عالما، فاضلا، أديبا، شاعرا، منشئا، جليل القدر، عظيم الشأن، قرأ على أبيه وأخويه، السيد محمد صاحب المدارك وهو أخوه لأبيه، والشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وهو أخوه لأمه: له كتاب شرح المختصر النافع أطال فيه المقال والاستدلال لم يتم، وكتاب الفوائد المكية، وشرح الاثني عشرية في الصلاة للشيخ البهائي، وغير ذلك من الرسائل، وقد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر فقال فيه: طود العلم المنيف، وعضد الدين الحنيف ومالك أزمة التأليف والتصنيف، الباهر بالدراية والرواية والرافع لخميس المكارم أعظم راية، فضل يعثر في مداه مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه، وكرم يخجل المزن الهاطل، وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل... وكان له في مبدأ أمره بالشام، بحال لا يكذبه بارق العز إذا شام... ثم أثنى عاطفا عنانه وثانيه، فقطن بمكة شرفها الله تعالى وهو كعبتها الثانية... وقد رأيته بها وقد أناف على التسعين، والناس تستعين به ولا يستعين... وكانت وفاته (لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام) سنة ثمان وستين وألف، وله شعر يدل على علو محله - إنتهى - وأورد له شعرا كثيرا منه قوله: يامن مضوا بفؤادي عندما رحلوا * من بعدما بسويدا القلب قد نزلوا جاروا على مهجتي ظلما بلا سبب * يا ليت شعري إلى من بالهوى عدلوا في أي شرع دماء العاشقين غدت * هدرا وليس لهم ثار إذا قتلوا وقوله مادحا بعض الأمراء من قصيدة: لك المجد والاجلال والجود والعطا * لك الفضل والنعما لك الشكر واجب سموت على هام المجرة رفعة * ودارت على عليا علاك الكواكب أقول: وقد رأيته في بلادنا وحضرت درسه بالشام أياما يسيرة وكنت صغير السن، ورأيته بمكة أيضا أياما، وكان ساكنا بها أكثر من عشرين سنة، ولما مات رثيته بقصيدة طويلة ستة وسبعين بيتا نظمتها في يوم واحد أولها: على مثلها شقت حشا وقلوب * إذا شققت عند المصاب جيوب لحا الله قلبا لا يذوب لفادح * تكاد له صم الصخور تذوب جرى كل دمع يوم ذاك مرخما * وضاق فضاء الأرض وهو رحيب على السيد المولى الجليل المعظم * النبيل بعيد قد بكى وقريب خبا نور دين الله فارتد ظلمة * إذ اغتاله بعد الطلوع مغيب فكل جليل بعد ذاك محقر * وكل جميل بعد ذاك معيب فمن ذا يمير السائلين وقد قضى * ومن لسؤال السائلين يجيب ومن ذا يحل المشكلات بفكره * يبين خفي العلم وهو غيوب ومن ذا يقوم الليل لله داعيا * إذا عز داع في الظلام منيب ومن ذا الذي يستغفر الله في الدجى * ويبكي دما إن قارفته ذنوب ومن يجمع الدنيا مع الدين والتقى * مع الجاه إن المكرمات ضروب لتبك عليه للهداية أعين * ومدمعها منها عليه حبيب وتبك عليه للتصانيف مقلة * تقاطر منها مهجة وقلوب وتبك عليه قدس الله روحه * معالم دين في حشاه لهيب فضائل تزري بالفضائل رفعة * فأعلى المعالي من سواه عيوب ".