الكوفي: روى عن علي بن الحسن بن فضال جميع كتبه، وروى أكثر الأصول، روى عنه التلعكبري، وأخبرنا عنه أحمد بن عبدون، ومات ببغداد سنة (348) وقد ناهز مائة سنة، ودفن في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام. رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام (22). أقول: مر عن النجاشي أيضا ذكر تاريخ وفاته بسنة (348) في ترجمة أبان ابن تغلب، كما مر عنه في ترجمة أحمد بن عبد الواحد، المعروف بابن عبدون، تكنيته بأبي الحسن، حيث قال: " وكان قد لقي أبا الحسن علي بن محمد القرشي، المعروف بابن الزبير وكان علوا في الوقت " (إنتهى). بقي الكلام في وثاقة الرجل وعدمها، قد يقال: إنه ثقة، ويستدل على ذلك بوجهين، الأول: أنه من مشايخ الإجازة، وقد روى الشيخ عنه أكثر الأصول بواسطة أحمد بن عبدون. ويرده أنه لم يقم دليل على وثاقة كل من يكون شيخ إجازة، إذ لافرق بين أن يروي أحد عن آخر رواية أو روايتين وبين أن يروي عنه أصلا من الأصول أو كتابا من الكتب. الثاني: أن قول النجاشي وكان علوا في الوقت يدل على وثاقته، فعن السيد الداماد أن معنى هذه الجملة أنه كان في غاية الفضل والعلم والثقة والجلالة في وقته وأوانه. ويدفعه أن معنى هذه الجملة ليس كما ذكر، فقد ذكر النجاشي هذه الجملة في إسحاق بن الحسن بن بكران مع طعنه فيه بأنه ضعيف في مذهبه، وأنه رآه بالكوفة وكان في هذا الوقت غلوا فلم يسمع منه شيئا. بل الصحيح أن كلمة غلوا بالغين المعجمة، والضمير في قوله: وكان غلوا يرجع إلى أحمد بن عبد الواحد، معناه أن لقاء أحمد بن عبد الواحد، علي بن محمد بن الزبير كان في عنفوان شبابه، وقد أوضحنا ذلك في ترجمة أحمد بن عبد الواحد. ثم إنه على تقدير تسليم أن الكلمة بالعين المهملة والواو المشددة (علوا)، وأن الضمير في قوله: وكان علوا في الوقت، يرجع إلى علي بن محمد بن الزبير، لم تكن في العبارة دلالة إلا على أن علي بن محمد بن الزبير كان في الوقت رجلا شاخصا، ومن المعاريف، وأما وثاقته فلا تستفاد من العبارة بوجه، وما حكي عن السيد الداماد من تفسير العبارة لم تقم عليه قرينة. والمتحصل أن علي بن محمد بن الزبير، لم تثبت وثاقته.