من مشايخ الشيخ المفيد - قدس سره - وقد صحح العلامة كثيرا من الروايات التي هو في طريقها، وكذلك الشيخ حسن صاحب المعالم، فيما حكي عنه، بل وثقه الشهيد الثاني في الدراية، والشيخ البهائي في حاشية حبل المتين. وقال الميرزا في الوسيط: " ولم أر إلى الآن، ولم أسمع من أحد يتأمل في توثيقه ". إلا أنه مع ذلك لا يمكننا الحكم بوثاقته. أما تصحيح العلامة، أو غيره للطريق، فهو اجتهاد منه، ولعله من جهة أصالة العدالة، كما استظهرنا البناء عليها من العلامة مما ذكره في ترجمة أحمد بن إسماعيل بن سمكة، أو من جهة كونه من مشايخ المفيد، ولذا قال الفاضل المجلسي في الوجيزة: يعد حديثه صحيحا لكونه من مشايخ الإجازة. لكنا قد ذكرنا في المدخل أن الشيخوخة للإجازة لا يلزمها الوثاقة، ولا الحسن. وأما توثيق الشهيد الثاني، والشيخ البهائي، فهو أيضا مبني على الاجتهاد والحدس، إذ لا يحتمل أن يكون مثل هذا التوثيق منتهيا إلى الحس والسماع من الثقات، كما هو الحال في توثيق غيرهما من المتأخرين لمن يكون الفصل بينه وبينهم مئات من السنين، ولا سيما أنه لا يوجد لأحمد هذا ذكر في كتب الرجال، حتى إن العلامة - قدس سره - أيضا أغفل ذكره. ومن هنا قال الفاضل التفريشي: " قال الشهيد الثاني في درايته: إنه من الثقات، ولا أعرف مأخذه ". فتحصل: أنه لم تثبت وثاقة الرجل بوجه، وكيف كان، فلا ينقضي تعجبي من عدم تعرض الشيخ لحاله في رجاله، مع أنه من المعاريف، وكثير الرواية، وقد وقع في طريقه إلى محمد بن الحسن بن الوليد، وغيره. طبقته في الحديث وقع بهذا العنوان في إسناد جملة من الروايات تبلغ زهاء عشرين موردا: فقد روى عن أبيه في جميع هذه الموارد، وروى عنه في جميع هذه الموارد المفيد - قدس سره - إلا في مورد واحد، روى فيه الحسين بن عبيد الله عنه، وفي موردين آخرين، روى فيهما عنه أحمد بن عبدون، والحسين بن عبيد الله، مع المفيد - قدس سره - في مشيخة التهذيب: في طريقه إلى الحسين بن سعيد، ومحمد ابن الحسن الصفار. وقد تقدمت رواياته بعنوان: أحمد بن محمد بن الحسن وبالعنوان الآتي.