قال النجاشي: " عمار بن موسى الساباطي، أبو الفضل، مولى، وأخواه قيس وصباح، رووا عن أبي عبد الله أبي الحسن عليهما السلام، وكانوا ثقات في الرواية، له كتاب يرويه جماعة، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عنه، بكتابه ". وقال الشيخ (527): " عمار بن موسى الساباطي: وكان فطحيا، له كتاب كبير، جيد، معتمد، رويناه بالاسناد الأول، عن سعد، والحميري، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمر وبن سعيد المدائني، عن مصدق بن صدقة، عنه ". وأراد بالاسناد الأول: أبا عبد الله (المفيد)، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن سعد. وعده في رجاله (تارة) في أصحاب الصادق عليه السلام (436)، قائلا: " عمار بن موسى، أبو اليقظان الساباطي، وأخوه صباح ". و (أخرى) في أصحاب الكاظم عليه السلام (15)، قائلا: " عمار بن موسى الساباطي: كوفي، سكن المدائن، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ". وعده البرقي في أصحاب الصادق عليه السلام، قائلا: " عمار بن موسى الساباطي: كوفي، وأصله من المدائن "، وفي أصحاب الكاظم عليه السلام وذكر نحوه. روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عنه مصدق بن صدقة. كامل الزيارات: الباب 4، في فضل الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، الحديث 1. وعده محمد بن مسعود من فقهاء أصحابنا، تقدم ذلك في ترجمة عبد الله بن بكير، وعده الشيخ المفيد في رسالته العددية، من الفقهاء والأعلام الرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام، والفتيا والأحكام، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم. قال الشيخ: قد ضعفه (عمار الساباطي) جماعة من أهل النقل وذكروا أن ما ينفرد بنقله لا يعمل به لأنه كان فطحيا، غير أنا لا نطعن عليه بهذه الطريقة لأنه وإن كان كذلك فهو ثقة في النقل، لا يطعن عليه، فيه. التهذيب: الجزء 7، باب بيع الواحد بالاثنين، ذيل الحديث 435، والاستبصار: الجزء 3، باب النهي عن بيع الذهب بالفضة نسيئة، ذيل الحديث 325. وذكر في العدة وجوب العمل برواية سائر فرق الشيعة إذا كان الراوي موثوقا به ومتحرجا في روايته، ولم يكن على خلافها رواية من العدل الثقة، ولم يعرف من الطائفة العمل بخلافها، وقال: ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية، وأخبار الواقفة... (إلخ). ودلالة هذا الكلام على توثيق عمار الساباطي، الذي هو من رؤساء الفطحية ظاهرة. وعلى هذا الأساس بنى في الاستبصار: الجزء 1، في باب السهو في صلاة المغرب بعد ذكر روايتين رواهما عمار، الدالتين على البناء على الأكثر في صلاة المغرب، وعدم بطلانها بالشك، فقال: فالوجه في هذين الخبرين أن لا يعارض بهما الأخبار الأولة، لأن الأصل فيهما واحد وهو عمار الساباطي، وهو ضعيف فاسد المذهب، لا يعمل على ما يختص بروايته، وقد اجتمعت الطائفة على ترك العمل بهذا الخبر... (إلخ)، ذكر ذلك ذيل الحديث 1413. ثم إن الكشي ذكر عدة روايات مادحة لعمار لكن جميعها ضعيفة، فقال (130): عمار بن موسى الساباطي: " كان فطحيا، وروي عن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال: استوهبت عمارا من ربي تعالى فوهبه لي. نصر بن الصباح، قال: حدثني الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة، قال: حدثني قاسم الصحاف، عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم، عن عمار الساباطي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أحب أن تخبرني باسم الله تعالى الأعظم، فقال لي: إنك لن تقوى على ذلك، قال: فلما ألححت قال: فمكانك إذا، ثم قام فدخل البيت هنيئة ثم صاح بي: أدخل، فقال لي: ما ذلك؟ فقلت: أخبرني به جعلت فداك، قال: فوضع يده على الأرض، فنظرت إلى البيت يدور بي، وأخذني أمر عظيم كدت أهلك، فضحك، فقلت: جعلت فداك حسبي، لا أريد ذا ". وقال في (270): " علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمان بن حماد الكوفي، عن مروك، عن رجل، قال: قال لي أبو الحسن الأول عليه السلام: إني استوهبت عمارا الساباطي عن ربي فوهبه لي ". أقول: هذه الرواية في بعض النسخ رواها مروك، عن أبي الحسن الأول عليه السلام، ولأجل ذلك ذهب بعضهم إلى أنها صحيحة، ويرده أولا: أن الظاهر صحة النسخة التي هي مشتملة على كلمة رجل بعد كلمة مروك بقرينة الرواية التي بعدها، و (ثانيا): أن علي بن محمد لم يوثق، فالرواية غير صحيحة. وقال في (363): " محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن عبد الرحمان بن حماد الكوفي، عن مروك بن عبيد، عن رجل، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: استوهبت عمارا الساباطي من ربي فوهبه لي ". فتلخص مما ذكرنا: أنه لا ينبغي الاشكال في وثاقة عمار بن موسى، ولكنه مع ذلك ذكره العلامة في (6) من الباب (12) من حرف العين، وابن داود في (348)، في القسم الثاني. والوجه في ذلك فساد عقيدة عمار وبقاؤه على الفطحية إلى أن مات. ويدل على ذلك قول الكشي أنه كان فطحيا، وقد عرفت أن ما روي من استيهاب أبي الحسن عليه السلام عمارا ضعيف لا يعتمد عليه. وتقدم في ترجمة عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام، قول هشام بن سالم، فكل من دخل عليه (الرضا عليه السلام) قطع عليه، إلا طائفة عمار الساباطي، وقد مر عن الشيخ أيضا أنه لا يعمل بما ينفرد عمار بروايته فإنه ضعيف فاسد العقيدة، وبذلك يظهر فساد ما أصر عليه بعضهم من رجوع عمار بن موسى إلى الحق والقول بامامة موسى بن جعفر عليه السلام بعد أبيه. وكيف كان، فطريق الصدوق إليه: أبوه ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنهما -، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسن بن علي ابن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح. طبقته في الحديث وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات تبلغ خمسة وسبعين موردا. فقد روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وعن جميل بن صالح. وروى عنه الحسن بن صدقة، ومروان بن مسلم، ومصدق بن صدقة، ومعاذ ابن مسلم، وهشام بن سالم. ثم روى الشيخ بسنده، عن عمار بن موسى الساباطي، عن أبي عبد الله عليه السلام. التهذيب: الجزء 1، باب المياه وأحكامها، الحديث 1322، والاستبصار: الجزء 1، باب البئر يقع فيها...، الحديث 86، إلا أن فيه: إسحاق ابن عمار، بدل عمار بن موسى الساباطي، وما في التهذيب موافق للفقيه: الجزء 1، باب المياه وطهرها، الحديث 26، وفي الوافي والوسائل عن الشيخ بسندين. وروى بسنده أيضا، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي الحسن الساباطي، عن عمار بن موسى الساباطي، عن أبي عبد الله عليه السلام. التهذيب: الجزء 7، باب بيع الواحد بالاثنين...، الحديث 431، والاستبصار: الجزء 3، باب النهي عن بيع الذهب بالفضة نسيئة، الحديث 321، إلا أن فيه أبا الحسين الساباطي، بدل أبي الحسن الساباطي، والظاهر صحة ما في التهذيب، لتكرر هذا السند وفي جميعها أبو الحسن. أقول: تقدمت له الروايات بعنوان عمار بن موسى، وتأتي له أيضا بعنوان عمار الساباطي.