عده الشيخ في رجاله (تارة) من أصحاب رسول الله صلى عليه وآله (33)، و (أخرى) في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (1)، مضيفا قوله: " يكنى أبا اليقظان، حليف بني مخزوم، ينسب إلى عنس بن مالك، وهو من مذحج بن أدد رابع الأركان ". وعده البرقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، قائلا: " أبو اليقظان عمار بن ياسر: حليف بني مخزوم، وينسب إلى عنس بن مالك وهو مذحج بن أدد "، وعده من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. روى الصدوق باسناده، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سأل رجل عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان السائل من محبينا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: إن الله عز وجل، بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف... (إلى أن قال): وقال عمار: قاتلت تحت هذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته ثلاثا وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر، لعلمنا أنا مع الحق، وأنهم على الباطل. الخصال: باب الخمسة في بعث النبي بخمسة أسياف، الحديث 18. وروى أيضا باسناده أنه قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي سلام الله عليه: الجنة تشتاق إليك، وإلى عمار، وسلمان، وأبي ذر، والمقداد. الخصال: باب الخمسة: إن الجنة تشتاق إلى خمسة، الحديث 80، ورواه في العيون: الجزء 2، باب 31 ما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار المجموعة، الحديث 306. وروى أيضا أنه قال أمير المؤمنين عليه السلام فيما قاله لليهودي: فكتب (ابن آكلة الأكباد) يتحكم علي يتمنى الأماني، ويشترط علي شروطا لا يرضاها الله عز وجل ورسوله، ولا المسلمون، ويشترط في بعضها أن أدفع إليه أقواما من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أبرارا، فيهم عمار بن ياسر، وأين مثل عمار، والله لقد رأيتنا مع النبي صلى الله عليه وآله وما تقدمنا خمسة إلا كان سادسهم، ولا أربعة إلا كان خامسهم، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم! (إنتهى). الخصال: باب السبعة، في امتحان الله عز وجل أوصياء الأنبياء في حياة الأنبياء في سبعة مواطن، وبعد وفاتهم في سبعة مواطن، الحديث 58، في السادسة من المواطن السبعة التي ذكر عليه السلام أن الله تعالى امتحنه فيها بعد النبي صلى الله عليه وآله. وهو من الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة. رواه الصدوق في الخصال: في أبواب الاثني عشر، الحديث 4. وذكره البرقي في آخر رجاله. وهو من الذين لم يغيروا، ولم يبدلوا بعد نبيهم. رواه الصدوق في الخصال: باب الواحد إلى المائة في خصال من شرائع الدين، الحديث 9، ورواه في العيون: فيما كتبه الرضا عليه السلام في محض الاسلام وشرايع الدين، الجزء 2، الحديث 1. وقال الكشي: 1 - " حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن محمد بن سنان عن أبي خالد، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت: ما تقول في عمار؟ قال: رحم الله عمارا - ثلاثا -، قاتل مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله، وقتل شهيدا. قال: قلت في نفسي: ما تكون منزلة أعظم من هذه المنزلة، فالتفت إلي فقال: لعلك تقول مثل الثلاثة هيهات هيهات، قال: قلت: وما علمه أنه يقتل في ذلك اليوم؟ قال: إنه لما رأى الحرب لا تزداد إلا شدة والقتل لا يزداد إلا كثرة ترك الصف وجاء إلى أمير المؤمنين فقال: يا أمير المؤمنين هو هو؟ قال: إرجع إلى صفك. فقال له ذلك ثلاث مرات كل ذلك يقول له: إرجع إلى صفك، فلما أن كان في الثالثة، قال له: نعم، فرجع إلى صفه وهو يقول: اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه ". 2 - " محمد بن أحمد بن أبي عوف البخاري ومحمد بن سعيد بن يزيد الكشي، قالا: حدثنا أبو علي المحمودي محمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال: عمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله - وقد ألقته قريش في النار - (يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم)، فلم يصبه منها مكروه، وقتلت قريش أبويه ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول: صبرا يا آل ياسر، موعدكم الجنة، ما تريدون من عمار؟ عمار مع الحق والحق مع عمار حيث كان، عمار جلدة بين عيني وأنفي، تقتله الفئة الباغية. وقال وقت قتلهم إياه: اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه، عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ". 3 - " حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، عن عاصم ابن حميد، عن فضيل الرسان، قال: سمعت أبا داود، وهو يقول: حدثني بريدة الأسلمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة. قال: فجاء أبو بكر فقيل له: يا أبا بكر أنت الصديق! وأنت ثاني اثنين إذ هما في الغار، فلو سألت رسول الله صلى الله عليه وآله من هؤلاء الثلاثة؟ قال: إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو تيم، قال: ثم جاء عمر، فقيل له: يا أبا حفص، إن رسول الله عليه وآله قال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة، وأنت الفاروق، وأنت الذي ينطق الملك على لسانك!! فلو سألت رسول الله صلى الله عليه وآله من هؤلاء الثلاثة؟ فقال: إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم، فتعيرني بنو عدي، ثم جاء علي عليه السلام فقيل له: يا أبا الحسن إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة فلو سألته من هؤلاء الثلاثة؟ فقال: أسأله إن كنت منهم حمدت الله وإن لم أكن منهم حمدت الله، قال: فقال علي عليه السلام: يا رسول الله إنك قلت: إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة، فمن هؤلاء الثلاثة؟ قال: أنت منهم وأنت أولهم وسلمان الفارسي، فإنه قليل الكبر وهو لك ناصح، فاتخذه لنفسك، وعمار بن ياسر يشهد معك مشاهد غير واحدة ليس منها إلا وهو فيها، كثير خيره ضئ نوره عظيم أجره ". 4 - " محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري، والعمركي بن علي البوفكي النيسابوري، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله الحجال، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وعمار يعملون مسجدا، فمر عثمان في بزة له يخطر، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أرجز به، فقال عمار: لا يستوي من يعمر المساجدا * يظل فيها راكعا وساجدا ومن تراه. عاندا معاندا * عن الغبار لا يزال حائدا قال: فأتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: أسلمنا لتشتم أعراضنا وأنفسنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفتحب أن يقال بذلك، فنزلت آيتان (يمنون عليك أن أسلموا..) ثم قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أكتب هذا في صاحبك، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: أكتب هذه الآية (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله...) ". 5 - " جعفر بن معروف، قال: حدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أبيه، عن صالح الحذاء، قال: لما أمر النبي صلى الله عليه وآله ببناء المسجد قسم عليهم المواضع وضم إلى كل رجل رجلا، فضم عمارا إلى علي عليه السلام، قال: فبينا هم في علاج البناء إذ خرج عثمان من داره وارتفع الغبار فتمنع بثوبه وأعرض بوجهه، قال: فقال علي عليه السلام لعمار: إذا قلت شيئا فرد علي، فقال علي عليه السلام: لا يستوي من يعمر المساجد * يظل فيها راكعا وساجدا كمن يرى عن الطريق حائدا قال: فأجابه عمار، كما قال، فغضب عثمان من ذلك فلم يستطع أن يقول لعلي شيئا، فقال لعمار: يا عبد، يا لكع، ومضى، فقال علي عليه السلام لعمار: أرضيت بما قال لك، ألا تأتي النبي صلى الله عليه وآله فتخبره؟ قال: فأتاه فأخبره، فقال: يا نبي الله إن عثمان قال لي: يا عبد، يا لكع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من يعلم ذلك؟ فقال: علي عليه السلام، قال: فدعاه وسأله، فقال له كما قال عمار، فقال لعلي عليه السلام: إذهب، فقل له حيث ما كان يا عبد، يا لكع، أنت القائل لعمار يا عبد يا لكع، فذهب علي عليه السلام فقال له ذلك فانصرف ". 6 - " جعفر بن معروف، قال: حدثني محمد بن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن حسين بن أبي حمزة، عن أبيه أبي حمزة، قال: والله إني لعلى ظهر بعيري بالبقيع إذ جاءني رسول فقال: أجب يا أبا حمزة، فجئت وأبو عبد الله عليه السلام جالس، فقال: إني لأستريح إذا رأيتك، ثم قال: إن أقواما يزعمون أن عليا عليه السلام لم يكن إماما حتى شهر سيفه، خاب إذا عمار، وخزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة، وقد خرج يومئذ صائما بين الفئتين بأسهم فرماها قربى يتقرب بها إلى الله تعالى حتى قتل، يعني عمارا ". 7 - " ومن طريق العامة: خلف بن محمد الملقب بالمنان الكشي، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن سلمة، عن مجاهد، قال: رآهم وهم يحملون حجارة المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مالهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، وذلك دار الأشقياء الفجار ". 8 - " خلف بن محمد، قال: حدثنا عبيد بن حميد، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت قيس بن أبي حازم، قال: قال عمار بن ياسر: إدفنوني في ثيابي فإني مخاصم ". 9 - " خلف بن محمد، قال: حدثنا عبيد بن حميد، قال: أخبرنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن حبيب، عن أبي البختري، قال: أتي عمار يؤمئذ بلبن، فضحك ثم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: آخر شراب تشربه من الدنيا مذقة من لبن حتى تموت ". 10 - وفي خبر آخر قال له: " آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن ". 11 - " خلف بن محمد، قال: حدثنا عبيد، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن أبي قيس الأودي، عن الهذيل، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وآله: إن عمارا سقط عليه جدار فمات، فقال: إن عمارا لن يموت ". 12 - " خلف، قال: حدثنا فتح بن عمرو الوراق، قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا إسرائيل، وسفيان، عن أبي إسحاق، عن هاني بن هاني، قال: قال علي عليه السلام: استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وآله فعرف صوته فقال: مرحبا، إئذنوا للطيب ابن الطيب ". 13 - " خلف، قال: حدثنا حاتم بن نصير، قال: حدثنا حاتم بن يونس عن أبي بكر، قال: حدثنا أبو إسحاق عن هاني بن هاني، عن علي عليه السلام، قال: استأذن عمار على النبي صلى الله عليه وآله فقال: من هذا؟ فقيل: عمار. قال: مرحبا بالطيب ابن الطيب ". 14 - " خلف، قال: حدثنا أبو حاتم، قال: سمعت أحمد بن يونس، قال: سمعت أبا بكر بن عياش في قوله عز وجل: (أم من هو قانت آناء الليل) قال: ساعات الليل (ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) قال: عمار، (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) قال: عمار (والذين لا يعلمون) مواليه بنو المغيرة ". 15 - " خلف، قال: حدثنا حاتم، قال: حدثنا عمر وبن مرزوق، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، قال: سمعت محمد بن عبد الرحمان بن عوف، عن عبد الرحمان بن زيد، عن الأشتر، قال: كان بين عمار وخالد بن الوليد كلام، فشكى خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه من يعادي عمارا يعاديه الله، ومن يبغض عمارا يبغضه الله، ومن سبه سبه الله. قال سلمة: هذا أو نحوه ". 16 - " خلف، قال: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن عمر مولى غفرة، قال: حبس عمار في من حبس وعذب، قال: فانفلت فيمن انفلت من الناس، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: أفلح أبو اليقظان. قال: ما أفلح ولا أنجح لنفسه لأنهم لا يزالون يعذبونه حتى ينال منك. قال: إن سألوا من ذلك فزدهم ". 17 - " خلف، قال: حدثنا الفتح بن عمرو الوراق، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، قال: أخبرني أسود بن مسعدة، عن حنظلة بن خويلد العنزي، قال: إني لجالس عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار، يقول كل واحد منهما: أنا قتلته! فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: ليطب به أحدكم نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تقتله الفئة الباغية، فقال معاوية: ألا يغني عنا (مخبرتك) بجنونك يا بن عمرو فما بالك معنا؟ فما بالك معنا! قال: إني معكم ولست أقاتل، إن أبي شكاني إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه، فإني معكم ولست أقاتل ". أقول: الروايات في مدح عمار وجلالة شأنه كادت أن تكون متواترة إجمالا وهي مذكورة في أبواب متفرقة، تطلب من مظانها. روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وروى عنه أبو مريم الأنصاري. الروضة: الحديث 518.