من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، رجال الشيخ (3). حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين أن يوصي. روى مسلم بإسناده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ايتوني بالكتف والدواة (أو اللوح والدواة) أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر!!. وروى باسناده، عن عبيد الله بن عبد الله بن عطية، عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي البيت رجال، فيهم عمر ابن الخطاب، فقال صلى الله عليه وآله: هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع!! وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله عليه وآله كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وآله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قوموا، قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. صحيح مسلم: الجزء 5، باب ترك الوصية لمن ليس له شئ يوصي فيه، من كتاب الوصية، ص 76. والقصة رواها البخاري في عدة مواضع، منها: باب كتاب العلم من كتاب العلم، من الجزء 1، وفيها تصريح بأن القائل كان هو عمر. ومنها باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم، من الجزء 5، وفيها: فقالوا ما شأنه أهجر؟ استفهموه. أقول: إن هذه الروايات واضحة الدلالة على وقوع الضلالة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن المانع من الضلالة إنما كان منحصرا بكتابته صلى الله عليه وآله، فلنعم ما قاله ابن عباس إن الرزية كل الرزية.. (الخ).