قال النجاشي: " عمر بن محمد بن يزيد، أبو الأسود، بياع السابري، مولى ثقيف، كوفي، ثقة، جليل، أحد من كان يفد في كل سنة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، ذكر ذلك أصحاب كتب الرجال، له كتاب في مناسك الحج وفرائضه وما هو مسنون من ذلك، سمعه كله من أبي عبد الله عليه السلام. أخبرنا أبو عبد الله القزويني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عنه، به. وأخبرنا ابن نوح، عن أحمد بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا محمد بن عبد الحميد، عنه، بكتابه. وأخبرنا أبو عبد الله النحوي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عنه، به ". أقول: ظاهر النجاشي أن محمد بن عبد الحميد، يروي كتاب عمر بن محمد بن يزيد بلا واسطة، ولكن صريح الصدوق أن محمد بن عبد الحميد يروي عنه بواسطتين، فمن المظنون سقوط الواسطة من عبارة النجاشي. وقال الشيخ (503): " عمر بن يزيد، ثقة، له كتاب، أخبرنا به الشيخ المفيد رحمه الله، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن سعد، والحميري، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن عمر بن يزيد عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه ". وعده في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام مرتين، فقال (مرة): " عمر ابن يزيد، بياع السابري، كوفي " (450)، وقال (ثانيا): " عمر بن يزيد الثقفي، مولاهم البزاز الكوفي " (457). وعده في أصحاب الكاظم عليه السلام أيضا (7)، وقال: " عمر بن يزيد بياع السابري، ثقة، له كتاب ". أقول: بما ذكره هنا يظهر أن عمر بن يزيد المذكور في الفهرست هو بياع السابري، وإن لم يصرح به هناك. وعده البرقي في أصحاب الصادق عليه السلام، قائلا: " عمر بن يزيد بياع السابري، وكنيته أبو الأسود، مولى ثقيف ". وفي أصحاب الكاظم عليه السلام، الذين هم من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، قائلا: " عمر بن يزيد ". وقال الكشي (157) عمر بن يزيد، بياع السابري: مولى ثقيف: " حدثني جعفر بن معروف، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا ابن يزيد، أنت والله منا أهل البيت، قلت له: جعلت فداك من آل محمد؟ قال: إي والله من أنفسهم، قلت من أنفسهم؟ قال إي والله من أنفسهم، يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عز وجل: (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا معه والله ولي المؤمنين) " (إنتهى). ورواها الشيخ باسناده إلى جعفر بن معروف، نحوه، وزاد في آخرها: أو ما تقرأ قول الله عز اسمه: (فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم). الأمالي: الجزء الثاني من الجزء الأول، الحديث 22. روى عمر بن يزيد بياع السابري عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عنه أبو سعيد القماط. كامل الزيارات: الباب 88، في فضل كربلاء وزيارة الحسين عليه السلام، الحديث 3. وطريق الصدوق إليه: أبوه - رضي الله عنه -، عن محمد بن يحيى العطار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، عن عمر بن يزيد. وأيضا: أبوه - رضي الله عنه -، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن عمر بن يزيد، عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه عمر بن يزيد. وأيضا: أبوه - رحمه الله -، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن عباس، عن عمر بن يزيد. والطريق صحيح. بقي هنا أمور: الأول: أن النجاشي ذكر عمر بن محمد بن يزيد، وذكر الباقون عمر بن يزيد، ولا شك في الاتحاد، ولا سيما بقرينة ما ذكره البرقي من أن كنيته أبو الأسود، وهو بياع السابري مولى ثقيف، فإن النجاشي ذكر جميع ذلك في عمر ابن محمد بن يزيد. الثاني: أن طريق الشيخ إليه وإن كان ضعيفا في الفهرست، فإن محمد بن عمر بن يزيد لم يرد فيه توثيق، إلا أنه لا مناص من الحكم بصحة طريقه أيضا، فإن الشيخ روى كتاب عمر بن يزيد عن طريق الصدوق بواسطة شيخه أبي عبد الله المفيد، والمفروض أن طريق الصدوق إلى عمر بن يزيد صحيح، فيكون طريق الشيخ إليه أيضا صحيحا. الثالث: أن الشيخ روى في التهذيب والاستبصار عن عمر بن يزيد كثيرا، والمراد به عمر بن يزيد الذي ذكره في الفهرست، ووثقه، وقال: له كتاب، وقد قلنا إنه بياع السابري، فهو المعروف الذي عبر عنه بعمر بن يزيد، بلا تقييد بشئ، وأما عمر بن يزيد بن ذبيان الصيقل، فلم يذكر الشيخ له كتابا، فإنه لم يره فلا يصح أن يعبر بعمر بن يزيد، ويريد به ابن ذبيان بلا قرينة، ومن هنا يظهر أنه لا وجه لذكر الأردبيلي في جامعه عدة من الروايات التي وقع عمر بن يزيد في إسنادها في ذيل ترجمة عمر بن يزيد بن ذبيان، فإن المراد بعمر بن يزيد فيها هو بياع السابري، والله العالم.