قال النجاشي: " عمرو بن خالد أبو خالد الواسطي، عن زيد بن علي، له كتاب كبير، رواه عنه نصر بن مزاحم المنقري وغيره. أخبرنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضال، عن نصر بن مزاحم، عنه، بكتابه ". وقال الشيخ في الكنى من الفهرست (849): " أبو خالد بن عمرو بن خالد الواسطي: له كتاب، ذكره ابن النديم ". أقول وبالله التوفيق: الظاهر زيادة كلمة (ابن) في جملة ابن عمرو، والصحيح: أبو خالد عمرو بن خالد. وعده في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام (69)، قائلا: " عمرو بن خالد الواسطي، بتري ". وقال في ذيل رواية رواها، عن محمد بن الحسن الصفار، عن عبيد الله بن المنبه، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليه السلام: وهذا الخبر موافق للعامة، (إلى أن قال): بين ذلك أن رواة هذا الخبر كلهم عامة ورجال الزيدية. الاستبصار: الجزء 1، باب وجوب المسح على الرجلين، الحديث 196. وتقدم عن الكشي في ترجمة الحسين بن علوان، عده من رجال العامة الذين لهم ميل ومحبة شديدة. وقال الكشي في ذيل ترجمة محمد بن سالم بياع القصب (105): " محمد بن مسعود، قال حدثني أبو عبد الله الشاذاني - وكتب به إلي - وقال: حدثني الفضل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو يعقوب المقري، وكان من كبار الزيدية، قال: أخبرنا عمرو بن خالد، وكان من رؤساء الزيدية، عن أبي الجارود، وكان رأس الزيدية، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا، إذ أقبل زيد بن علي عليهما السلام، فلما نظر إليه أبو جعفر عليه السلام، قال: هذا سيد أهل بيتي والطالب بأوتارهم، ومنزل عمرو بن خالد كان عند مسجد سماك، وذكر ابن فضال أنه ثقة ". والمتحصل مما ذكرناه، أن الرجل ثقة، بشهادة ابن فضال، إنما الاشكال في مذهبه، فقد يقال بأنه شيعي إمامي، ويستدل عليه: بما رواه الصدوق، عن محمد ابن إبراهيم بن إسحاق - رضي الله عنه - قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، مولى بني هاشم، قال: حدثنا المنذر بن محمد، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبيه، عن عمرو بن خالد، قال: قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام: في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه، وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد، لا يضل من تبعه، ولا يهتدي من خالفه. الأمالي: المجلس 81، الحديث 6. ولكن هذا القول لا يتم، لان الرواية مضافا إلى أنها مخالفة لجميع ما تقدم غير تامة في نفسها، فإن محمد بن إبراهيم بن إسحاق لم يوثق، وسليمان والد جعفر مجهول. وقد يقال بأنه من العامة البترية كما مر عن الشيخ في الرجال، وهذا القول لا يتم أيضا، فإنه لا شاهد عليه، والكشي وإن ذكره من العامة، إلا أنه لم يذكره في البترية عند تعدادهم، على أنه ينافيه ما ذكره النجاشي من أن كتابه كان عن زيد بن علي، ويأتي أن أكثر رواياته عن زيد بن علي، وينافيه أيضا ما في الرواية المتقدمة من الكشي: أنه من كبار الزيدية، وبهذا يظهر بطلان القول بأنه من العامة، فالصحيح أنه شيعي زيدي، والله العالم. وطريق الصدوق إليه: أبوه - رضي الله عنه -، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، والطريق صحيح، لكن طريق الشيخ إليه مجهول. وينبغي التنبيه على أمرين: الأول: أن الصدوق لم يقيد في المشيخة، عمرو بن خالد، بالواسطي، بل ذكره مطلقا، ولكن بقرينة أن الراوي عنه، هو الحسين بن علوان يتعين أن يكون هو الواسطي، ويستنتج من ذلك أن عمرو بن خالد عند الاطلاق ينصرف إليه. الثاني: أن عمرو بن خالد له روايات كثيرة، أكثرها عن زيد بن علي، والراوي عنه الحسين بن علوان. ولكن قد يروي عن الباقر عليه السلام، والراوي عنه الحسين بن علوان. الكافي: الجزء 4، باب فضل صوم شعبان وصلته برمضان من كتاب الصيام 13، الحديث 4. وقد يروي عن زيد بن علي والراوي عنه أبو إسحاق السبيعي. التهذيب: الجزء 1، باب تلقين المحتضرين، الحديث 977. وقد يروي عن غير زيد، والراوي عنه غير الحسين بن علوان، مثل ما رواه عن أبي حمزة الثمالي، وروى عنه أبو حفص الأعشى. الكافي: الجزء 2، باب التفويض إلى الله من كتاب الايمان والكفر 32، الحديث 2. ومثل ما رواه عن أبي حمزة الثمالي، وروى عنه محمد بن سنان. كامل الزيارات: الباب 8، في فضل الصلاة في مسجد الكوفة، الحديث 1.