قال النجاشي: " الفتح بن يزيد أبو عبد الله الجرجاني، صاحب المسائل، أخبرنا أبو الحسن بن الجندي، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا عبد الله ابن جعفر، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الفتح، بها ". وقال الشيخ (574): " الفتح بن يزيد الجرجاني، له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن المختار بن بلال بن المختار بن أبي عبيدة (عبيد)، عن فتح بن يزيد ". وعده في رجاله (تارة) في أصحاب الهادي عليه السلام (2)، و (أخرى) فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام (5)، قائلا: فيهما: " الفتح بن يزيد الجرجاني ". وقال فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام أيضا (8): " المختار بن هلال بن المختار ابن أبي عبيد، روى عن فتح بن يزيد الجرجاني، وروى عنه الصفار ". وعده البرقي في أصحاب الهادي عليه السلام. وقال ابن الغضائري: " الفتح بن يزيد الجرجاني صاحب المسائل لأبي الحسن عليه السلام، واختلفوا أيهم هو الرضا أم الثالث عليهم السلام، والرجل مجهول، والاسناد إليه مدخول " (إنتهى). وعده ابن شهرآشوب من أصحاب الهادي عليه السلام. المناقب: باب إمامة أبي الحسن علي بن محمد النقي عليه السلام، في (فصل في المقدمات). ثم إن فتح بن يزيد الجرجاني له روايات أكثرها عن أبي الحسن عليه السلام من دون تقييد، فمنها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني، ومحمد بن الحسن، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا، عنه. الكافي: الجزء 1، باب آخر من باب معاني الأسماء، من كتاب التوحيد 17، الحديث 1، وبهذا الاسناد في باب المشيئة والإرادة 26، من الجزء 1، الحديث 4. وبهذا الاسناد أيضا، الجزء 5، في باب أنه يجب أن يكف عنها من كان مستغنيا، من كتاب النكاح 96، الحديث 2. وبهذا الاسناد الجزء 6، باب ما ينتفع به من الميتة وما لا ينتفع به منها، من كتاب الأطعمة 9، الحديث 6. ورواه الشيخ باسناده، عن محمد بن يعقوب مثله. التهذيب: الجزء 9، باب الذبايح والأطعمة، الحديث 323، والاستبصار: الجزء 4، باب تحريم جلود الميتة، الحديث 341. ولكن الشيخ روى في الكتابين الحديث: عن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن المختار بن محمد بن المختار، مضافا إلى أن الفتح بن يزيد. الجرجاني في الاستبصار ساقط. وروى محمد بن يعقوب بالاسناد المتقدم في الكافي: الجزء 7، باب الرجل يقتل مملوكه أو ينكل به، من كتاب الديات 23، الحديث 5. ورواه الشيخ باسناده، عن محمد بن يعقوب، مثله. التهذيب: الجزء 10، باب القود بين الرجال والنساء، الحديث 758، والاستبصار: الجزء 4، باب أنه لا يقتل حر بعبد، الحديث 1036. وروى محمد بن يعقوب بالاسناد المتقدم، في باب من لا دية له، من كتاب الديات 14، والكافي: الجزء 7، الحديث 16. ورواه الشيخ باسناده، عن المختار بن محمد بن المختار، وعبد الله بن الحسن العلوي، مثله. التهذيب: الجزء 10، باب القضاء في قتيل الزحام، الحديث 825. وروى محمد بن يعقوب المتقدم أيضا. الكافي: الجزء 7، باب بعد باب العاقلة، من كتاب الديات 54، الحديث 4. ورواه الشيخ باسناده، عن المختار بن محمد، وعبد الله بن الحسن مثله. التهذيب: الجزء 10، باب من الزيادات، الحديث 1161. هذا وقد روى محمد بن يعقوب باسناده، عن المختار بن محمد بن المختار، وعبد الله بن الحسن، عن الفتح بن يزيد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. الكافي: الجزء 5، باب وقوع الولد، من كتاب النكاح 109، الحديث 3. ورواه الشيخ باسناده، عن محمد بن يعقوب مثله. التهذيب: الجزء 7، باب تفصيل أحكام النكاح، الحديث 1156، والاستبصار: الجزء 3، باب أن ولد المتعة لاحق بأبيه، الحديث 559، إلا أن فيه عبد الله بن الحسين، والصحيح ما في التهذيب الموافق للكافي المتقدم عليه. وقد روى الصدوق، عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثني علي بن العباس، قال: حدثني جعفر بن محمد الأشعري، عن فتح ابن يزيد الجرجاني، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسأله عن شئ من التوحيد، فكتب إلى بخطه. قال جعفر: وإن فتحا أخرج إلى الكتاب فقرأته بخط أبي الحسن عليه السلام (الحديث). التوحيد: باب التوحيد ونفي التشبيه 2، الحديث 4. وروى الصدوق أيضا روايتين، عن محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن عليه السلام. العيون: الجزء 1، باب ما جاء عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام من الاخبار في التوحيد 11، الحديث 23 و 29. وفي بعض النسخ التصريح بالرضا عليه السلام في الرواية الثانية. والمتحصل من جميع ذلك أنه لا ينبغي الريب في رواية الفتح بن يزيد، عن الرضا عليه السلام، بل الظاهر أن المروى عنه في ما لم يذكر فيه كلمة الرضا عليه السلام هو الرضا عليه السلام، بقرينة اتحاد السند مع ما صرح فيه بروايته عن الرضا عليه السلام، ويؤكد ذلك أن فتح بن يزيد كان يسكن خراسان على ما يظهر من روايته الآتية في منصرفة من الحج إلى خراسان، فيناسب أن تكون رواياته عن الرضا عليه السلام. ويؤيد ذلك بأن الروايات الواردة في التوحيد والمعارف، الأكثر أنها عن الرضا عليه السلام، ولكنه مع ذلك فهو قد روى عن الهادي عليه السلام، على ما صرح به في الرواية المحكية عن كشف الغمة، ويظهر ذلك من غيرها. فقد روى محمد بن يعقوب بالاسناد المتقدم، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، قال، ضمني وأبا الحسن عليه السلام الطريق في منصرفي من مكة إلى خراسان، وهو سائر إلى العراق. الكافي: الجزء 1، باب جوامع التوحيد 22، الحديث 3. فإن المراد بأبي الحسن في هذه الرواية، هو الهادي عليه السلام، فإنه الذي أشخصه المتوكل، فجاء إلى العراق، وأما الرضا عليه السلام فهو لم يأت العراق، وإنما أشخصه المأمون إلى خراسان، ويكفي في إثبات كونه من أصحاب الهادي عليه السلام، شهادة البرقي والشيخ وابن شهرآشوب بذلك. بقي هنا أمور: الأول: أنه بعد ما ثبت رواية فتح بن يزيد عن الرضا عليه السلام، بل إن أكثر رواياته عنه عليه السلام، فكان الأنسب أن يذكره البرقي والشيخ في أصحاب الرضا عليه السلام أيضا، هب أن البرقي لم يطلع على روايته عن الرضا عليه السلام فلم يذكره في أصحابه، ولكن الشيخ لماذا لم يذكره وقد ذكر روايته عن الرضا عليه السلام كما عرفت. الثاني: أنك قد عرفت عن النجاشي رواية أحمد بن أبي عبد الله، عن الفتح ابن يزيد الجرجاني، وعرفت عن الشيخ رواية المختار بن بلال (هلال) بن المختار ابن أبي عبيدة، عنه. ولكنا لم نظفر بشئ من ذلك في روايتنا، على أن ما نذكره الشيخ بعيد في نفسه، فإنه يبعد عادة رواية الصفار عن حفيد المختار، فالظاهر أن ما ذكره سهو، والصحيح أن الراوي عنه المختار بن محمد بن المختار الهمداني كما مر، ولعله إلى ما ذكرناه أشار ابن الغضائري بقوله: " والاسناد إليه مدخول ". والله العالم. الثالث: قال العلامة: " أبو عبد الله الجرجاني، كان خارجيا، ثم رجع إلى التشيع بعد أن كان بايع على الخروج وإظهار السيف ". الخلاصة: (30) من الفصل (28) في الكنى، من القسم الأول. وقال ابن داود (62) من الكنى من القسم الأول: " أبو عبد الله الجرجاني (كش) كان خارجيا، ورجع إلى التشيع بعد أن بايع على الخروج وإظهار السيف ". أقول: الفتح بن يزيد الجرجاني وإن كانت كنيته أبا عبد الله، إلا أنه لم يعلم أن المراد بأبي عبد الله هنا هو الفتح بن يزيد، على أن الكشي لم يذكر هذا في أبي عبد الله نفسه، وإنما قال في ترجمة محمد بن سعيد بن كلثوم المروزي (417): قال أبو عبد الله الجرجاني: أن محمد بن سعيد كان خارجيا، ثم رجع إلى التشيع بعد أن كان بايع على الخروج وإظهار السيف (إنتهى). وقد ذكر هذا ابن داود نفسه في ترجمة محمد بن سعيد بن كلثوم، وقال: وذكر أبو عبد الله علي الجرجاني: أن محمد بن سعيد.. إلخ. فعلى ما ذكره ابن داود اسم أبي عبد الله علي، وعلى كل تقدير فالذي كان خارجيا ورجع إلى التشيع هو محمد بن سعيد، دون أبي عبد الله ثم إنه تقدم في ترجمة الريان بن الصلت قوله لابنه محمد في أبي عبد الله الجرجاني ويحيى بن حماد وغيرهما لو شغلوا بطلب العلم كان خيرا لهم عن اشتغالهم بما لا يعنيهم، يعني من طريق الغلو، لكنه لم يعلم أن المراد به فتح بن يزيد، والله العالم. وكيف كان، فطريق الشيخ إليه ضعيف بالمختار بن بلال، فإنه مجهول.