ليث بن البختري
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » ليث بن البختري

 البحث  الرقم: 9798  المشاهدات: 2121
قال النجاشي: " ليث بن البختري المرادي: أبو محمد، وقيل أبو بصير
الأصغر، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، له كتاب، يرويه
جماعة، منهم: أبو جميلة المفضل بن صالح. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي
القزويني، قال: حدثنا علي بن حاتم بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن عبد الله
ابن جعفر، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا ابن فضال،
عن أبي جميلة، عنه، به ".
وقال الشيخ (586): " ليث المرادي: يكنى أبا بصير، روى عن الصادق
والكاظم عليهما السلام، له كتاب ".
وعده في رجاله (تارة) من أصحاب الباقر عليه السلام (1)، قائلا: " ليث
ابن البختري المرادي: يكنى أبا بصير، كوفي ".
(وأخرى) في أصحاب الصادق عليه السلام (1)، قائلا: " الليث بن
البختري المرادي: أبو يحيى، ويكنى أبا بصير، أسند عنه ".
و (ثالثة) في أصحاب الكاظم عليه السلام (2)، قائلا: " ليث المرادي: يكنى
أبا بصير "
وذكره البرقي في أصحاب الباقر عليه السلام مرتين، تارة بعنوان أبي بصير
ليث المرادي، (وأخرى) بعنوان ليث بن البختري، وفي أصحاب الصادق عليه
السلام بعنوان ليث بن البختري.
أقول: ذكره مرتين في أصحاب الباقر عليه السلام من سهو القلم، أو من
غلط النسخة، إذ لا يشك في أن الليث المرادي هو ابن البختري نفسه.
وتقدم في ترجمة بريد، عن الكشي نسبة عده من أصحاب الاجماع إلى
بعضهم، وأرسل ابن داود كونه من أصحاب الاجماع إرسال المسلمات في آخر
القسم الأول من كتابه، في فصل عقده لذكر أصحاب الاجماع الثمانية عشر.
وعد ابن شهرآشوب أبا بصير من الثقات الذين رووا النص الصريح على
إمامة موسى بن جعفر عليه السلام من أبيه. المناقب: الجزء 4، باب أبي إبراهيم
موسى بن جعفر، في (فصل في معالي أموره عليه السلام).
وقال ابن الغضائري: " ليث بن البختري المرادي: أبو بصير، يكنى أبا
محمد، كان أبو عبد الله عليه السلام يتضجر به ويتبرم، وأصحابه مختلفون في
شأنه، وعندي أن الطعن إنما وقع على دينه لا على حديثه، وهو عندي ثقة "
(إنتهى).
ثم إن الكشي ذكر في أبي بصير ليث بن البختري المرادي (68) عدة
روايات، بعضها مادحة وبعضها ذامة، فمن المادحة:
" حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي
عمير، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بشر
المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي،
ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء
انقطعت آثار النبوة واندرست ".
وقال في ترجمة زرارة (62): " حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد،
عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد الأقطع، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أجد أحدا أحيا ذكرنا وأحاديث أبي
إلا زرارة وأبو بصير، ليث المرادي، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي،
ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حلال
الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة ".
وتقدمت.
أقول: هاتان الروايتان صحيحتان.
" حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب
العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما احتجنا أن نسأل عن
الشئ، فممن نسأل؟ قال: عليك بالأسدي، يعني أبا بصير ".
أقول: الرواية وإن كانت صحيحة، إلا أن المذكور فيها الأسدي وهو يحيى
ابن القاسم، ولم يظهر لنا وجه ذكرها في ترجمة ليث المرادي.
" حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن محمد
ابن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن
سرحان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إني لأحدث الرجل
الحديث، وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله، فأنهاه عن القياس، فيخرج من
عندي فيتأول حديثي على غير تأويله، إني أمرت قوما أن يتكلموا، ونهيت قوما،
فكل تأول لنفسه، يريد المعصية لله ولرسوله، فلو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم
ما أودع أبي أصحابه، إن أصحاب أبي كانوا زينا أحياء وأمواتا، وأعني زرارة،
ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوامون بالقسط،
هؤلاء هم القوامون بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون ".
أقول: هذه الرواية ضعيفة من جهة محمد بن عبد الله المسمعي، ومحمد بن
سنان.
وقال في ترجمة بريد (115): " حدثنا الحسين بن الحسن بن بندار القمي،
قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عبد الله
المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد، وعلي بن أسباط، عن جميل بن دراج، قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة: محمد
ابن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين ".
وتقدمت.
وهذه الرواية أيضا ضعيفة، ولا أقل من جهة محمد بن عبد الله.
وقال في ترجمة زرارة (62): " حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي،
قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثنا علي بن سليمان
ابن داود الداري، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي
عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: زرارة، وأبو بصير،
ومحمد بن مسلم، وبريد من الذين قال الله تعالى: " والسابقون السابقون أولئك
المقربون ".
وتقدمت.
أقول: الرواية ضعيفة، ولا أقل من جهة علي بن سليمان.
وقال في ترجمة ليث بن البختري (68): " محمد بن مسعود، قال: حدثني
أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، وعبد الله بن محمد الأسدي، عن ابن أبي
عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه
السلام، فقال لي: حضرت علباء عند موته؟ قال: قلت نعم، وأخبرني أنك ضمنت
له الجنة، وسألني أن أذكرك ذلك، قال: صدق، قال: فبكيت، ثم قلت: جعلت
فداك، فمالي، ألست كبير السن، الضعيف، الضرير، البصير، المنقطع إليكم؟
فاضمنها لي، قال: قد فعلت، قال: قلت: اضمنها لي على آبائك وسميتهم واحدا
واحدا، قال: فعلت، قلت: فاضمنها لي على رسول الله صلى الله عليه وآله، قال:
قد فعلت، قال: قلت: إضمنها لي على الله تعالى، قال: فأطرق، ثم قال: قد
فعلت ".
والرواية ضعيفة بأحمد بن منصور، وأحمد بن الفضل، مع أن أبا بصير مطلق
ولم يعلم أن المراد منه هو ليث المرادي، وتقدمت هذه الرواية، عن شعيب
العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، في ترجمة علباء بن دراع
الأسدي، كما تقدمت رواية أخرى قوية السند دالة على ضمان الإمام عليه السلام
الجنة لعلباء وأبي بصير.
" حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن (بن بندار القمي)، قالا:
حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني
علي بن حديد المدائني، عن جميل بن دراج، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه
السلام، فاستقبلني رجل خارج من عند أبي عبد الله من أهل الكوفة من
أصحابنا، فلما دخلت على أبي عبد الله، قال لي: لقيت الرجل الخارج من عندي؟
فقلت: بلى، هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة، فقال: لا قدس الله روحه
ولا قدس مثله، إنه ذكر أقواما كان أبي عليه السلام ائتمنهم على حلال الله
وحرامه، وكانوا عيبة علمه، وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سري،
أصحاب أبي عليه السلام حقا، إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم
السوء، هم نجوم شيعتي أحياء وأمواتا، يحيون ذكر أبي، بهم يكشف الله كل
بدعة، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الضالين، ثم بكى، فقلت:
من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله ورحمته أحياء وأمواتا، بريد العجلي،
وزرارة، وأبو بصير، ومحمد بن مسلم ". (الحديث). وتقدم في ترجمة زرارة.
أقول: هذه الرواية ضعيفة، ولا أقل من جهة محمد بن عبد الله المسمعي،
وعلي بن حديد.
" محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد،
عن أحمد بن الحسن، عن علي بن الحكم، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير، قال:
دخلت على أبي جعفر عليه السلام، فقلت: تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤا
الأكمه والأبرص؟ فقال لي: بإذن الله، ثم قال: إدن مني، ومسح على وجهي وعلى
عيني فأبصرت السماء والأرض والبيوت، فقال لي: أتحب أن تكون كذا ولك
ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة، أم تعود كما كنت ولك الجنة الخالص؟ قلت
أعود كما كنت، فمسح على عيني فعدت ".
أقول: هذه الرواية ضعيفة فإن علي بن محمد (بن فيرزان) لم يوثق، ومحمد
ابن أحمد مجهول، فإنه محمد بن أحمد بن الوليد على ما يظهر مما رواه قبل ذلك
بثلاث روايات، وهو لم يذكر في كتب الرجال.
نعم رواها محمد بن يعقوب بسند معتبر، عن أبي بصير على وجه أبسط، وفي
آخرها قال: فحدثت ابن أبي عمير بهذا، فقال: أشهد أن هذا حق كما أن النهار
حق. الكافي: الجزء 1، باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام 108،
الحديث 3، ولكن لم يظهر أن المراد بأبي بصير فيها هو المرادي، بل الظاهر أنه
يحيى بن (أبي) القاسم الضرير دون ليث بن البختري، فإنه لم يدل شئ على
كونه ضريرا، والله العالم.
" محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثني
علي بن سليمان بن داود الرازي، قال: حدثنا علي بن أسباط، عن أبيه أسباط
ابن سالم، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: إذا كان يوم
القيامة (إلى أن قال) ثم ينادي المنادي أين حواري محمد بن علي، وحواري جعفر
ابن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية
العجلي، ومحمد بن مسلم، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ". (الحديث).
وتقدمت في ترجمة سلمان (1).
أقول: الرواية ضعيفة، فإن علي بن سليمان مجهول، وأسباط بن سالم لم
يوثق.
هذا، وقد ورد في عدة روايات أخر مدح أبي بصير، منها: ما رواه محمد بن
يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن
أبيه، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد خفره
النفس، فلما أخذ مجلسه، قال له أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد، ما هذا
النفس العالي؟ فقال: جعلت فداك، يا بن رسول الله، كبر سني ودق عظمي
واقترب أجلي، مع أنني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي، فقال أبو عبد الله
عليه السلام: يا أبا محمد، وإنك لتقول هذا؟ قال: جعلت فداك، وكيف لا أقول
هذا؟ فقال: يا أبا محمد، أما علمت أن الله تعالى يكرم الشباب منكم، ويستحيي
من الكهول (الحديث). والرواية طويلة، وفيها مدح بليغ للشيعة ولأبي بصير.
الروضة: الحديث 6.
ورواها في الاختصاص في بيان ما ورد من المدح للشيعة الإمامية، عن محمد
ابن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسن بن متيل، عن إبراهيم بن إسحاق
النهاوندي، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبي سليم الديلمي، عن أبي بصير،
قال: أتيت أبا عبد الله عليه السلام (الحديث)، باختلاف ما.
أقول: الرواية بكلا طريقيها ضعيفة، مع أنه يحتمل أن يكون المراد بأبي
بصير فيها، يحيى بن أبي القاسم دون الليث المرادي.
ومنها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم، قال: صلى بنا أبو بصير
في طريق مكة (الحديث). الكافي: الجزء 3، باب السجود والتسبيح والدعاء فيه
25، الحديث 8، ورواه الشيخ باسناده، عن أحمد بن محمد مثله. التهذيب: الجزء
2، باب كيفية الصلاة وصفتها من الزيادات، الحديث 1208.
والرواية صحيحة، ودلالتها على جلالة أبي بصير في فقهه وورعه من جهة
إئتمام محمد بن مسلم به واضحة، إلا أنه لم يعلم أن المراد بأبي بصير هو المرادي،
بل الظاهر أن المراد به يحيى بن أبي القاسم، فإن الاطلاق ينصرف إليه على
ما يأتي بيانه.
وأما الروايات الذامة، فمنها: ما رواه الكشي مرسلا، قال: " روي عن ابن
أبي يعفور، قال: خرجت إلى السواد أطلب دراهم للحج ونحن جماعة، وفينا أبو
بصير المرادي، قال: قلت له: يا أبا بصير اتق الله وحج بمالك فإنك ذو مال كثير،
فقال: اسكت فلو أن الدنيا وقعت لصاحبك لاشتمل عليها بكسائه ".
أقول: الرواية لا يعتد بها لارسالها.
" حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن
عبد الرحمان، عن أبي الحسن المكفوف، عن رجل، عن بكير، قال: لقيت أبا بصير
المرادي، قلت: أين تريد؟ قال: أريد مولاك، قلت: أنا أتبعك، فمضى معي
فدخلنا عليه وأحد النظر إليه، فقال: هكذا تدخل بيوت الأنبياء وأنت جنب،
قال: أعوذ بالله من غضب الله وغضبك، فقال: استغفر الله ولا أعود، روى ذلك
أبو عبد الله البرقي عن بكير ".
أقول: هذه الرواية أيضا لا يعتد بها لارسالها.
هذا وقد روى في كشف الغمة: الجزء 2، في فضائل الامام السادس أبي
عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، أن دخول أبي بصير على أبي
عبد الله عليه السلام جنبا لم يكن تسامحا منه، وإنما دعاه إلى ذلك خوفه أن يفوته
الدخول مع جماعة من الشيعة عليه عليه السلام، وفيه أيضا: أن أبا بصير دخل على
أبي عبد الله عليه السلام جنبا متعمدا، وهو يريد أن يعطيه الإمام عليه السلام
من دلالة الإمامة مثل ما أعطاه أبو جعفر عليه السلام، وفي آخرها: فقمت
واغتسلت، وسرت إلى مجلسي، وقلت عند ذلك إنه إمام.
" الحسين بن أشكيب، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، وأبي العباس، قال: بينما نحن عند أبي عبد الله إذ دخل أبو
بصير، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد لله الذي لم يقدم أحد يشكو
أصحابنا العام، قال هشام: فظننت أنه تعرض بأبي بصير ".
أقول: الحسين بن أشكيب من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام،
فلا يمكن أن يروي عنه الكشي بلا واسطة، فالرواية مرسلة، والظن بأن
الواسطة محمد بن مسعود لا يترتب عليه أثر، على أن الرواية ليس فيها دلالة
على الذم، بل لعلها تدل على المدح، وأنه سلام الله عليه حمد الله على عدم
شكاية أحد أصحابه أبا بصير وأضرابه، وأما ظن هشام فلا أثر له، هذا مضافا
إلى عدم القرينة فيها على إرادة الليث بن البختري.
" حمدان، قال: حدثنا معاوية، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن امرأة تزوجت ولها زوج فظهر عليها، قال:
ترجم المرأة ويضرب الرجل مائة سوط لأنه لم يسأل، قال شعيب: فدخلت على
أبي الحسن عليه السلام، فقلت له: امرأة تزوجت ولها زوج؟ قال: ترجم المرأة
ولا شئ على الرجل، فلقيت أبا بصير فقلت له: إني سألت أبا الحسن عليه
السلام عن المرأة التي تزوجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شئ على الرجل،
قال: فمسح صدره، وقال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد! ".
أقول: الرواية مرسلة فإن الكشي لا يمكن أن يروي عن حمدان.
" علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان،
قال: خرجت أنا وابن أبي يعفور وآخر إلى الحيرة أو إلى بعض المواضع، فتذاكرنا
الدنيا، فقال أبو بصير المرادي: أما إن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، قال:
فأغفى، فجاء كلب يريد أن يشغر عليه فذهبت لأطرده، فقال لي ابن أبي يعفور:
دعه، فجاءه حتى شغر في أذنه ".
أقول: هذه الرواية أيضا ضعيفة لما تقدم.
" حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن حماد بن عيسى، عن الحسين
ابن المختار، عن أبي بصير، قال: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن، قال:
فمازحتها بشئ، قال: فقدمت على أبي جعفر عليه السلام، قال: فقال لي: يا أبا
بصير، أي شئ قلت للمرأة؟ قال: قلت بيدي هكذا، وغطى وجهه، قال: فقال
لي: لا تعودن إليها ".
أقول: لا دلالة في الرواية على الذم، إذ لم يعلم أن مزاحه كان على وجه
محرم، فمن المحتمل أن الإمام عليه السلام نهاه عن ذلك حماية للحمى، لئلا
ينتهي الامر إلى المحرم، والله العالم.
" محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرائيل بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن
عيسى، عن يونس، عن حماد الناب، قال: جلس أبو بصير على باب أبي
عبد الله عليه السلام ليطلب الاذن فلم يؤذن له، فقال: لو كان معنا طبق لاذن،
قال: فجاء كلب، فشغر في وجه أبي بصير، قال: أف أف، ما هذا؟ قال جليسه:
هذا كلب شغر في وجهك ".
أقول: جبرائيل بن أحمد لم يوثق، على أن الظاهر أن المراد بأبي بصير فيها
يحيى بن القاسم، فإنه كان ضريرا، وأما المرادي فلم نجد ما يدل على كونه
ضريرا، ومجرد التكنية بأبي بصير لا يدل عليه، كما هو ظاهر.
" علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسن، عن
صفوان، عن شعيب بن يعقوب العقرقوفي، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام
عن رجل تزوج امرأة لها زوج ولم يعلم، قال: ترجم المرأة، وليس على الرجل
شئ إذا لم يعلم، فذكرت ذلك لأبي بصير المرادي، قال: قال ولي والله جعفر: ترجم
المرأة ويجلد الرجل الحد، قال: فضرب بيده على صدره يحكها (تحكما): أظن
صاحبنا ما تكامل علمه ".
أقول: الرواية ضعيفة، فإن علي بن محمد لم يوثق، ومحمد بن أحمد مجهول،
ومحمد بن الحسن الذي يروي عن صفوان لم يوثق.
فالمتحصل أن الروايات الذامة لم يتم سندها فلا يعتد بها. نعم، روى الشيخ
هذه الرواية الأخيرة بسند معتبر، مع اختلاف يسير في المتن.
فقد روى باسناده، عن علي بن الحسن، عن أيوب بن نوح، والسندي بن
محمد، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب العقرقوفي، قال: سألت أبا الحسن عليه
السلام، إلى أن قال: قال: فذكرت ذلك لأبي بصير، فقال لي: والله لقد قال جعفر
عليه السلام: ترجم المرأة ويجلد الرجل الحد، وقال بيده على صدره يحكه (صدري
فحكه): ما أظن صاحبنا تكامل علمه. التهذيب: الجزء 7، باب الزيادات في فقه
النكاح، الحديث 1957، والاستبصار: الجزء 3، باب الرجل يتزوج بامرأة ثم علم
بعد ما دخل بها أن لها زوجا، الحديث 687.
وروى هذا المضمون أيضا بإسناده، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن شعيب، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام، عن رجل تزوج امرأة لها زوج،
قال: يفرق بينهما، قلت: فعليه ضرب؟ قال: لا، ماله يضرب!، فخرجت من عنده
وأبو بصير بحيال الميزاب، فأخبرته بالمسألة والجواب، فقال لي: أين أنا؟ فقلت:
بحيال الميزاب، قال: فرفع يده، فقال، ورب هذا البيت، أو رب هذه الكعبة،
لسمعت جعفرا يقول: إن عليا عليه السلام قضى في الرجل تزوج امرأة لها زوج،
فرجم المرأة وضرب الرجل الحد، ثم قال: لو علمت أنك علمت لفضخت رأسك
بالحجارة، ثم قال: ما أخوفني ألا يكون أوتي علمه. التهذيب: الجزء 10، باب
حدود الزنا، الحديث 76.
أقول: هاتان الروايتان لا بد من رد علمهما إلى أهله، فإن الرجل إذا لم
يثبت أنه كان عالما بأن المرأة لها زوج، فما هو الوجه في ضربه الحد، ومجردا احتمال
أنه كان عالما لا يجوز إجراء الحد عليه، هذا من جهة نفس الرواية، وأما من
جهة دلالتهما على ذم أبي بصير، فغاية الامر أنهما تدلان على أنه كان قاصرا في
معرفته بعلم عليه السلام في ذلك الزمان، لشبهة حصلت له وهي: تخيله أن
حكمه عليه السلام كان مخالفا لما وصل إليه من آبائه عليهم السلام، وهذا مع أنه
لا دليل على بقائه واستمراره لا يضر بوثاقته، مضافا إلى أن الظاهر أن المراد بأبي
بصير في الرواية يحيى بن القاسم دون ليث المرادي، فإنك ستعرف أنه لم يثبت
كون ليث من أصحاب الكاظم عليه السلام، والله العالم.
بقي هنا شئ: وهو أن ظاهر النجاشي أن ليث بن البختري لم يرو عن
الكاظم عليه السلام، كما إن ذكره الكشي في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي
جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام يقتضي ذلك، لكنك عرفت من الشيخ عده
في أصحاب الكاظم عليه السلام أيضا، والظاهر أن ما ذكره النجاشي هو
الصحيح، فإنا لم نجد له الرواية عن الكاظم عليه السلام.
وعليه فكل رواية رواها أبو بصير عن الكاظم عليه السلام، فهي عن يحيى
ابن القاسم، والله العالم.
ثم إن الصدوق - قدس سره - ذكر في المشيخة طريقه إلى أبي بصير، ولم
يذكر أن المراد به، ليث المرادي أو يحيى بن أبي القاسم، ولكن الظاهر أن المراد
بن يحيى بن أبي القاسم، بقرينة أن الراوي عنه علي بن أبي حمزة، فإنه كان قائد
يحيى بن أبي القاسم ويروي عنه، على ما تعرف في ترجمته.
نعم، ذكره الصدوق في الفقيه: أول السند أبا بصير المرادي، باب ما يجوز
الاحرام فيه وما لا يجوز، الحديث 1018.
كما ذكر ليثا المرادي من دون تكنيته بأبي بصير، أول السند في أربعة
مواضع، الجزء الأول، باب المواضع التي تجوز الصلاة فيها، الحديث 741، وباب
صلاة المريض والمغمى عليه، الحديث 1055، والجزء 2، باب ما يجوز الاحرام فيه
وما لا يجوز، الحديث 987، وباب إتيان مكة بعد الزيارة للطواف، الحديث
1413.
ولم يذكر طريقة إليه، فالطريق كطريق الشيخ إليه مجهول.
طبقته في الحديث
وقع بعنوان ليث المرادي في إسناد كثير من الروايات تبلغ سبعة وخمسين
موردا.
فقد روى عن أبي عبد الله عليه السلام في جميع ذلك، وروى في مورد واحد
عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي.
وروى عنه أبو أيوب، وأبو جميلة، وأبو المغراء، وابن بكير، وابن مسكان،
وأبان، وعبد الكريم بن عمرو الخثعمي، وعبد الله بن مسكان، والمفضل بن
صالح.
وروى بعنوان ليث بن البختري المرادي، عن أبي عبد الله عليه السلام،
وروى عنه المفضل بن صالح. التهذيب: الجزء 8، باب عدد النساء، الحديث
468، والاستبصار: الجزء 3، باب أن عدة الأمة قرءان، الحديث 1194.
وروى بعنوان ليث المرادي أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام،
وروى عنه عاصم بن حميد. الفقيه: الجزء 2، باب الوقت الذي يحرم فيه الأكل والشرب
على الصائم، الحديث 361.
وروى عن عبد الكريم بن عتبة، وروى عنه ابن مسكان. الكافي: الجزء
2، كتاب الدعاء 2، باب من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له عشرا 39،
الحديث 1.
وروى عن عبد الكريم بن عتبة الكوفي الهاشمي، وروى عنه ابن مسكان.
التهذيب: الجزء 1، باب آداب الاحداث الموجبة للطهارة، الحديث 106،
والاستبصار: الجزء 1، باب غسل اليدين قبل ادخالهما الاناء، الحديث 145.


الفهرسة