محفوظ بن وشاح
المسار الصفحة الرئيسة » الرجال » محفوظ بن وشاح

 البحث  الرقم: 9921  المشاهدات: 557
قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (688): " الشيخ شمس الدين محفوظ
ابن وشاح بن محمد: كان عالما، فاضلا، أديبا، شاعرا، جليلا، من أعيان العلماء
في عصره، ولما توفي رثاه الحسن بن علي بن داود، بقصيدة تقدم منها أبيات في
ترجمته، وجرى بينه وبين المحقق نجم الدين جعفر بن سعيد، مكاتبات
ومراسلات من النظم والنثر، ذكر جملة منها الشيخ حسن في إجازته، فقال عند
ذكره: وكان هذا الشيخ من أعيان علمائنا في عصره.
ورأيت بخط الشهيد الأول في بعض مجاميعه: حكاية أمور تتعلق بهذا
الشيخ، وفيها تنبيه على ما قلناه، فمنها: أنه كتب إلى الشيخ المحقق نجم الدين
ابن سعيد أبياتا، من جملتها:
أغيب عنك وأشواقي تجاذبني * إلى لقائك جذب المغرم العاني
إلى لقاء حبيب مثل بدر دجى * وقد رماه بإعراض وهجران
ومنها:
قلبي وشخصك مقرونان في قرن * عند انتباهي وبعد النوم يغشاني
حللت فيه محل الروح من جسدي * فأنت ذكراي في سري وإعلاني
لولا المخافة من كره ومن ملل * لطال نحوك تردادي وإتياني
يا جعفر بن سعيد يا إمام هدى * يا واحد الدهر يا من ماله ثاني
إني بحبك مغرى غير مكترث * بمن يلوم وفي حبيك يلحان
فأنت سيد أهل الفضل كلهم * لم يختلف أبدا في فضلك اثنان
ومنها:
في قلبك العلم مخزون بأجمعه * تهدى به من ضلال كل حيران
وفوك فيه لسان حشوه حكم * يروى به من زلال كل ظمآن
وفخرك الراسخ الراسي وزنت به * رضوى فزاد على رضوى وثهلان
وحسن أخلاقك اللاتي فضلت بها * كل البرية من قاص ومن داني
تغنى عن المأثرات الباقيات ومن * يحصي جواهر أجبال وكثبان
يا من علا درج العلياء مرتقيا * أنت الكبير العظيم القدر والشأن
فأجابه المحقق بهذه الأبيات:
لقد وافت قصائدك العوالي * تهز معاطف اللفظ الرشيق
فضضت ختامهن فخلت أني * فضضت بهن عن مسك عبيق
وجال الطرف منها في رياض * كسين بناظر الزهر الأنيق
وكم أبصرت من لفظ بديع * يدل به على المعنى الدقيق
وكم شاهدت من علم خفي * يقرب مطلب الفضل السحيق
شربت بها كؤوسا من معاني * غنيت بشربهن عن الرحيق
ولكني حملت بها حقوقا * أخلف (أخاف) لثقلهن عن العقوق
فسر يا با الفضائل بي رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق
وحمل ما أطيق به نهوضا * فإن الرفق أنسب بالصديق
فقد صيرتني لعلاك رقا * ببرك بل أرق من الرقيق
وكتب بعدها نثرا، من جملته: (ولست أدري كيف سوغ لنفسه الكريمة مع
حنوه على إخوانه وشفقته على أوليائه وخلانه، إثقال كاهلي بمالا تطيق الرجال
حمله، بل تضعف الجبال أن تقله، حتى صيرني بالعجز عن مجاراته أسيرا، وأوقفني
في ميدان محاورته حسيرا، فما أقابل ذلك البر الوافر، ولا أجازي ذلك الفضل
الغامر، واني لأظن كرم عنصره، وشرف جوهره، بعثه على إفاضة فضله، وإن
أصاب به غير أهله، أو كأنه مع هذه السجية الغراء، والطوية الزهراء، استملى
بصحيح فكرته، وسليم فطرته الولاء، من صفحات وجهي، وفلتات لساني، وقرأ
المحبة من لحظات طرفي، ولمحات شأني، فلم ترض همته العلية من ذلك الايمان
بدون البيان، ولم يقنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلا بالعيان، فحرك ذلك منه
بحرا لا يسمح إلا بالدرر، وحجزا لا يرشح بغير الفقر، وأنا أستمد من انعامه
الاقتصار على ما تطوع به من البر، حتى أقوم بما وجب علي من الشكر إن شاء
الله ". (إنتهى).
وقد رثاه أيضا الشيخ محمود بن أحمد بن يحيى بقصيدة تأتي منها أبيات في
ترجمته، ورثاه أيضا (السيد) صفي الدين محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي
بقصيدة تأتي في ترجمة أبيات منها ".


الفهرسة