- الشكر: تصور النعمة وإظهارها، قيل: وهو مقلوب عن الكشر، أي: الكشف، ويضاده الكفر، وهو: نسيان النعمة، وسترها، ودابة شكور: مظهرة بسمنها إسداء صاحبها إليها، وقيل: أصله من عين شكرى، أي: ممتلئة، فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه. والشكر ثلاثة أضرب: شكر القلب، وهو تصور النعمة. وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم. وشكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه. وقوله تعالى:﴿ اعملوا آل داود شكرا ﴾[سبأ/13]، فقد قيل (شكرا) انتصب على التمييز (وتبعه الفيروزآبادي على هذا في البصائر 2/335. وقال النحاس: ونصب (شكرا) عند أبي إسحق من وجهين: أحدهما: اعملوا للشكر، أي: لتشكروا الله عز وجل. والأخرى: أن يكون التقدير: اشكروا شكرا. راجع: إعراب القرآن 2/661). ومعناه: اعملوا ما تعملونه شكرا لله. وقيل: (شكرا) مفعول لقوله: (اعملوا)، وذكر اعملوا ولم يقل اشكروا؛ لينبه على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح. قال:﴿ اشكر لي ولوالديك ﴾[لقمان/ 14]،﴿ وسنجزي الشاكرين ﴾[آل عمران/145]،﴿ ومن شكر فإنما يشكرلنفسه ﴾[النمل/40]، وقوله:﴿ وقليل من عبادي الشكور ﴾[سبأ/13]، ففيه تنبيه أن توفيه شكر الله صعب؛ ولذلك لم يثن بالشكر من أوليائه إلا على اثنين، قال في إبراهيم عليه السلام:﴿ شاكرا لأنعمه ﴾[النحل/121]، وقال في نوح:﴿ إنه كانعبدا شكورا ﴾[الإسراء/3]، وإذا وصف الله بالشكر في قوله:﴿ والله شكور حليم ﴾[التغابن/17]، فإنما يعني به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموا من العبادة. ويقال: ناقة شكرة: ممتلئة الضرع من اللبن، وقيل: هو أشكر من بروق (في اللسان: البروق: نبت ضعيف ريان، واحدها بروقة. يقال: أشكر من بروقة. وأقصف من بروقة. راجع: اللسان (برق)؛ وأساس البلاغة ص 20)، وهو نبت يخضر ويتربى بأدنى مطر، والشكر يكنى به عن فرج المرأة، وعن النكاح. قال بعضهم (الكلام ليحي بن يعمر، وقد قاله لرجل طالبته امرأته بمهرها. وهو في عمدة الحفاظ (شكر)؛ ومجالس ثعلب 2/465، وشرح أدب الكاتب ص 76، تطلها: تبطل حقها): - 271 - أإن سألتك ثمن شكرها *** وشبرك أنشأت تطلها والشكير: نبت في أصل الشجرة غض، وقد شكرت الشجرة: كثر غصنها.