فرق
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » فرق

 البحث  الرقم: 1154  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 3177
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- الفرق يقارب الفلق لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق، والفرق يقال اعتبارا بالانفصال. قال تعالى:﴿ وإذ فرقنا بكم البحر[البقرة/50]، والفرق: القطعة المنفصلة، ومنه: الفرقة للجماعة المتفردة من الناس، وقيل: فرق الصبح، وفلق الصبح. قال:﴿ فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم[الشعراء/ 63]، والفريق: الجماعة المتفرقة عن آخرين، قال:﴿ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب ﴾[آل عمران/78]،﴿ ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون[البقرة/ 87]،﴿ فريق في الجنة وفريق في السعير ﴾[الشورى/7]،﴿ إنه كان فريق من عبادي ﴾[المؤمنون/109]،﴿ أي الفريقين ﴾[مريم/73]،﴿ وتخرجون فريقا منكم من ديارهم ﴾[البقرة/85]،﴿ وإن فريقا منهم ليكتمون الحق[البقرة/146]، وفرقت بين الشيئين: فصلت بينهما سواء كان ذلك بفصل يدركه البصر، أو بفصل تدركه البصيرة. قال تعالى:﴿ فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ﴾[المائدة/ 25]، وقوله تعالى:﴿ فالفارقات فرقا ﴾[المرسلات/4]، يعني: الملائكة الذين يفصلون بين الأشياء حسبما أمرهم الله، وعلى هذا قوله:﴿ فيها يفرق كل أمر حكيم ﴾[الدخان/4]، وقيل: عمر الفاروق رضي الله عنه لكونه فارقا بين الحق والباطل، وقوله:﴿ وقرآنا فرقناه ﴾[الإسراء/106]، أي: بينا فيه الأحكام وفصلناه. وقيل: (فرقناه) أي: أنزلناه مفرقا، والتفريق أصله للتكثير، ويقال ذلك في تشتيت الشمل والكلمة. نحو:﴿ يفرقون به بين المرء وزوجه ﴾[البقرة/ 102]،﴿ فرقت بين بني إسرائيل ﴾[طه/94]، وقوله:﴿ لا نفرق بين أحد من رسله ﴾[البقرة/285]، وقوله:﴿ لا نفرق بين أحد منهم ﴾[البقرة/136]، إنما جاز أن يجعل التفريق منسوبا إلى (أحد) من حيث إن لفظ (أحد) يفيد في النفي، وقال:﴿ إن الذين فرقوا دينهم ﴾[الأنعام/159]، وقرئ:﴿ فارقوا ﴾(وبها قرأ حمزة والكسائي. من المفارقة، وهي الترك. انظر: الإتحاف ص 220) والفراق والمفارقة تكون بالأبدان أكثر. قال:﴿ هذا فراق بيني وبينك ﴾[الكهف/ 78]، وقوله:﴿ وظن أنه الفراق ﴾[القيامة/28]، أي: غلب على قلبه أنه حين مفارقته الدنيا بالموت، وقوله:﴿ ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ﴾[النساء/ 150]، أي: يظهرون الإيمان بالله ويكفرون بالرسل خلاف ما أمرهم الله به. وقوله:﴿ ولم يفرقوا بين أحد منهم ﴾[النساء/152]، أي: آمنوا برسل الله جميعا، والفرقان أبلغ من الفرق، لأنه يستعمل في الفرق بين الحق والباطل، وتقديره كتقدير: رجل قنعان: يقنع به في الحكم، وهو اسم لا مصدر فيما قيل، والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره، وقوله:﴿ يوم الفرقان ﴾[الأنفال/41]، أي: اليوم الذي يفرق فيه بين الحق والباطل، والحجة والشبهة، وقوله:﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ﴾[الأنفال/29]، أي: نورا وتوفيقا على قلوبكم يفرق به بين الحق والباطل (وهو قول ابن جريج وابن زيد. انظر: روح المعاني 9/196)، فكان الفرقان ههنا كالسكينة والروح في غيره، وقوله:﴿ وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان ﴾[الأنفال/41]، قيل: أريد به يوم بدر (وهو قول ابن عباس وابن مسعود. انظر: الدر المنثور 4/71)؛ فإنه أول يوم فرق فيه بين الحق والباطل، والفرقان: كلام الله تعالى؛ لفرقه بين الحق والباطل في الاعتقاد، والصدق والكذب في المقال، والصالح والطالح في الأعمال، وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل، قال:﴿ وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان ﴾[البقرة/53]،﴿ ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان ﴾[الأنبياء/48]،﴿ تبارك الذي نزل الفرقان ﴾[الفرقان/1]،﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينا من الهدى والفرقان ﴾[البقرة/185]. والفرق: تفرق القلب من الخوف، واستعمال الفرق فيه كاستعمال الصدع والشق فيه. قال تعالى:﴿ ولكنهم قوم يفرقون ﴾[التوبة/56]، ويقال: رجل فروق وفروقة، وامرأة كذلك، ومنه قيل: للناقة التي تذهب في الأرض نادة من وجع المخاض: فارق وفارقة (انظر: المجمل 3/718)، وبها شبه السحابة المنفردة فقيل: فارق، والأفرق من الديك: ما عرفه مفروق، ومن الخيل: ما أحد وركيه أرفع من الآخر، والفريقة: تمر يطبخ بحلبة، والفروقة: شحم الكليتين.


الفهرسة