- قال الله تعالى:﴿ وقلن حاش لله ﴾[يوسف/31] أي: بعدا منه. قال أبو عبيدة: هي تنزيه واستثناء (انظر: مجاز القرآن 1/310)، وقال أبو علي الفسوي رحمه الله (قال أبو علي: وأما قوله تعالى:﴿ وقلن حاش لله ﴾فإن (حاشا) لا يخلوا من أن يكون فعلا أو حرفا، فلا يجوز أن يكون حرفا؛ لأنه جار، وحرف الجر لا يدخل على مثله في كلام مأخوذ به، فثبت أنه فعل. راجع: المسائل الحلبيات ص 243 - 244. - وذكر الفارسي في كتابه (الإيضاح العضدي) أن حاشا حرف، وقال: هو حرف فيه معنى الاستثناء. راجع: الإيضاح 1/210): حاش ليس باسم، لأن حرف الجر لا يدخل على مثله، وليس بحرف لأن الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعفا، تقول: حاش وحاشى، فمنهم من جعل حاش أصلا في بابه، وجعله من لفظة الحوش أي: الوحش، ومنه: حوشي الكلام. وقيل: الحوش فحول جن نسبت إليها وحشة الصيد. وأحشته: إذا جئته من حواليه، لتصرفه إلى الحبالة، واحتوشوه وتحوشوه: أتوه من جوانبه. والحوش: أن يأكل الإنسان من جانب الطعام (انظر: المجمل 1/257)، ومنهم من حمل ذلك مقلوبا من حشى، ومنه الحاشية وقال: - 127 - وما أحاشي من الأقوام من أحد *** (هذا عجز بيت، وصدره: ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه وهو للنابغة في ديوانه ص 33؛ وشرح المعلقات 2/166؛ والمجمل 1/258) كأنه قال: لا أجعل أحد في حشا واحد فأستثنيه من تفضيلك عليه، قال الشاعر: - 128 - ولا يتحشى الفحل إن أعرضت به *** ولا يمنع المرباع منه فصيلها (البيت لرجل من عكل؛ وهو في المعاني الكبير 1/392؛ واللسان (حشا). قوله: لا يتحشى: لا يبالي) يصف إنسانا بالجود، وأنه يطعم وينحر كل ما يعرض له من الفحل وغيره.