ـ الآل: مقلوب من الأهل (قال سيبويه: أصل الآل أهل، وقال الكسائي: أصله أول، وفي ذلك يقول بعضهم: قال الإمام سيبويه العدل *** الأصل في آل ليدهم أهل فأبدلوا الها همزة والهمزا *** قد أبدلوها ألفا ويعزى إلى الكسائي أن الأصل أول *** والواو منها ألفا قد أبدلوا وشاهد لأول أهيل *** وشاهد لآخر أويل)، ويصغر على أهيل إلا أنه خص بالإضافة إلى الأعلام الناطقين دون النكرات، ودون الأزمنة والأمكنة، يقال: آل فلان، ولا يقال: آل رجل ولا آل زمان كذا، أو موضع كذا، ولا يقال: آل الخياط بل يضاف إلى الأشرف الأفضل، يقال: آل الله وآل السلطان. والأهل يضاف إلى الكل، يقال: أهل الله وأهل الخياط، كما يقال: أهل زمن كذا وبلد كذا. وقيل: هو في الأصل اسم الشخص، ويصغر أويلا، ويستعمل فيمن يختص بالإنسان اختصاصا ذاتيا إما بقرابة قريبة، أو بمولاة، قال الله عز وجل: ﴿وآل إبراهيم وآل عمران﴾ [آل عمران/33]، وقال: ﴿أدخلوا آل فرعونأشد العذاب﴾ [غافر/46]. وقيل: وآل النبي عليه الصلاة والسلام أقاربه، وقيل: المختصون به من حيث العلم، وذلك أن أهل الدين ضربان: ـ ضرب متخصص بالعلم المتقن والعمل المحكم فيقال لهم: آل النبي وأمته. ـ وضرب يختصون بالعلم على سبيل التقليد، يقال لهم: أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يقال لهم آله، فكل آل للنبي أمته وليس كل أمة له آله. وقيل لجعفر الصادق (أحد سادات أهل البيت توفي 148 ه. راجع: الوفيات لابن قنفذ ص 127؛ وشذرات الذهب 1/220) رضى الله عنه: الناس يقولون: المسلمون كلهم آل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كذبوا وصدقوا، فقيل له: معنى ذلك؟ فقال: كذبوا في أن الأمة كافتهم آله، وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله. وقوله تعالى: ﴿رجل مؤمن من آل فرعون﴾ [غافر/28] أي: من المختصين به وبشريعته، وجعله منهم من حيث النسب أو المسكن، لا من حيث تقدير القوم أنه على شريعتهم. وقيل في جبرائيل وميكائيل: إن إيل اسم الله تعالى (قيل ذلك ولكنه اسم الله في اللغة السريانية. وقد روي عن ابن عباس أنه قال: جبريل كقولك: عبد الله، جبر: عبد، وإيل: الله. وجاء مرفوعا فيما أخرجه الديلمي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسم جبريل عبد الله، وإسرافيل عبد الرحمن). راجع: الدر المنثور 1/225؛ والعين 8/357)، وهذا لا يصح بحسب كلام العرب؛ لأنه كان يقتضي أن يضاف إليه فيجرإيل، فيقال: جبرإيل. وآل الشخص: شخصه المتردد. قال الشاعر: ـ 33 ـ ولم يبق إلا آل خيم منضد *** (العجز لزهير بن أبي سلمى من قصيدة له يمدح بها هرم بن سنان، وصدره: أربت بها الأرواح كل عشية انظر: ديوانه ص 19) والآل أيضا: الحال التي يؤول إليها أمره، قال الشاعر: ـ 34 ـ سأحمل نفسي على آلة *** فإما عليها وإما لها (الرجز في اللسان (أول) 11/39 بلا نسبة، وهو للخنساء في ديوانها ص 121؛ والخصائص 2/271) وقيل لما يبدو من السراب: آل، وذلك لشخص يبدو من حيث المنظر وإن كان كاذبا، أو لتردد هواء وتموج فيكون من: آل يؤول. وآل اللبن يؤول: إذا خثر (انظر: اللسان 11/35)، كأنه رجوع إلى نقصان، كقولهم في الشيء الناقص: راجع.