- الوحدة: الانفراد، والواحد في الحقيقة هو الشيء الذي لا جزء له البتة، ثم يطلق على كل موجود حتى إنه ما من عدد إلا ويصح أن يوصف به، فيقال: عشرة واحدة، ومائة واحدة، وألف واحد، فالواحد لفظ مشترك يستعمل على ستة أوجه: الأول: ما كان واحدا في الجنس، أو في النوع كقولنا: الإنسان والفرس واحد في الجنس، وزيد وعمرو واحد في النوع. الثاني: ما كان واحدا بالاتصال؛ إما من حيث الخلقة كقولك: شخص واحد؛ وإما من حيث الصناعة، كقولك: حرفة واحدة. الثالث: ما كان واحدا لعدم نظيرة؛ إما في الخلقة كقولك: الشمس واحدة؛ وإما في دعوى الفضيلة كقولك: فلان واحد دهره، وكقولك: نسيج وحده. الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزي فيه؛ إما لصغره كالهباء؛ وإما لصلابته كالألماس. الخامس: للمبدإ؛ إما لمبدإ العدد كقولك: واحد اثنان؛ وإما لمبدإ الخط كقولك: النقطة الواحدة. والوحدة في كلها عارضة، وإذا وصف الله تعالى بالواحد فمعناه: هو الذي لا يصح عليه التجزي ولا التكثر (انظر: الأسماء والصفات ص 29؛ والمنهاج في شعب الإيمان 1/189. وذكر المؤلف أن الواحد يستعمل على ستة أوجه، ثم ذكر منها خمسة فقط، وكذا نقله عنه الفيروزآبادي في البصائر 5/170، ولم يذكر السادس؛ وكذا السمين في العمدة)، ولصعوبة هذه الوحدة قال تعالى:﴿ وإذا ذكراللهوحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ﴾[الزمر/45]، والوحد المفرد، ويوصف به غير الله تعالى، كقول الشاعر: - 456 - على مستأنس وحد (تمام البيت: كأن رحلي وقد زال النهار بنا * يوم الجليل على مستأنس وحد وهو للنابغة في ديوانه ص 31) وأحد مطلقا لا يوصف به غير الله تعالى، وقد تقدم فيما مضى (انظر: مادة (أحد))، ويقال: فلان لا واحد له، كقولك: هو نسيج وحده، وفي الذم يقال: هو عيير وحده، وجحيش وحده، وإذا أريد ذم أقل من ذلك قيل: رجيل وحده.