- العجلة: طلب الشيء وتحريه قبل أوانه، وهو من مقتضى الشهوة، فلذلك صارت مذمومة في عامة القرآن حتى قيل: (العجلة من الشيطان) (عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التأني من الله، والعجلة من الشيطان، وما أحد أكثر معاذير من الله، وما من شيء أحب إلى الله من الحمد). أخرجه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه الترمذي بلفظ: (الأناة من الله، والعجلة من الشيطان) وقال: حسن غريب. انظر: عارضة الأحوذي 8/172؛ ومجمع الزوائد 8/22؛ وكشف الخفاء 1/195). قال تعالى:﴿ سأريكم آياتي فلا تستعجلون ﴾[الأنبياء/37]،﴿ ولا تعجل بالقرآن ﴾[طه/114]،﴿ وما أعجلك عن قومك ﴾[طه/83]،﴿ وعجلت إليك ﴾[طه/84]، فذكر أن عجلته - وإن كانت مذمومة - فالذي دعا إليها أمر محمود، وهو طلب رضا الله تعالى. قال تعالى:﴿ أتى أمرالله فلا تستعجلوه ﴾[النحل/1]،﴿ ويستعجلونك بالسيئة ﴾[الرعد/6]،﴿ لم تستعجلون بالسيئة قبلالحسنة ﴾[النمل/46]،﴿ ويستعجلونك بالعذاب ﴾[الحج/47]،﴿ ولو يعجل اللهللناسالشر استعجالهم بالخير ﴾[يونس/11]،﴿ خلقالإنسان من عجل ﴾[الأنبياء/37]، قال بعضهم: من حمإ (قال اليزيدي: روي عن ابن عباس أنه قال: العجل: الطين، وأنشدوا هذا البيت: النبع في الصخرة الصماء منبته * والنخل منبته في السهل والعجل انظر: غريب القرآن وتفسيره ص 254)، وليس بشيء بل تنبيه على أنه لا يتعرى من ذلك، وأن ذلك أحد الأخلاق التي ركب عليها، وعلى ذلك قال:﴿ وكانالإنسان عجولا ﴾[الإسراء/11]، وقوله:﴿ من كانيريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ﴾[الإسراء/18]، أي: الأعراض الدنيوية، وهبنا ما نشاء لمن نريد أن نعطيه ذلك.﴿ عجل لنا قطنا ﴾[ص/16]،﴿ فعجل لكم هذه ﴾[الفتح/20]، والعجالة: ما يعجل أكله كاللهنة (في المجمل: ويقال: عجلت القوم كما يقال: لهنتهم. انظر: المجمل 3/649)، وقد عجلتهم ولهنتهم، والعجلة: الإداوة الصغيرة التي يعجل بها عند الحاجة، والعجلة: خشبة معترضة على نعامة البئر، وما يحمل على الثيران، وذلك لسرعة مرها. والعجل: ولد البقرة لتصور عجلتها التي تعدم منه إذا صار ثورا. قال:﴿ عجلا جسدا ﴾[الأعراف/148]، وبقرة معجل: لها عجل.