من
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » من

 البحث  الرقم: 1696  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 2174
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- عبارة عن الناطقين، ولا يعبر به عن غير الناطقين إلا إذا جمع بينهم وبين غيرهم، كقولك: رأيت من في الدار من الناس والبهائم، أو يكون تفصيلا لجملة يدخل فيهم الناطقون، كقوله تعالى:﴿ فمنهم من يمشي ﴾الآية [النور/45]. ولا يعبر به عن غير الناطقين إذا انفرد، ولهذا قال بعض المحدثين (عجز بيت نسبه المؤلف في الذريعة ص 24 للمتنبي، ولم أجده في ديوانه، وصدره: [حولي بكل مكان منهم خلق]) في صفة أغنام نفى عنهم الإنسانية: تخطئ إذا جئت في استفهامه بمن تنبيها أنهم حيوان أو دون الحيوان. ويعبر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. قال تعالى:﴿ ومنهم من يستمع ﴾[الأنعام/25]، وفي أخرى:﴿ من يستمعون إليك ﴾[يونس/42] وقال:﴿ ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا ﴾[الأحزاب/31]. و: لابتداء الغاية، وللتبعيض، وللتبيين، وتكون لاستغراق الجنس في النفي والاستفهام. نحو:﴿ فما منكم من أحد ﴾[الحاقة/47]. وللبدل. نحو: خذ هذا من ذلك. أي: بدله، قال تعالى:﴿ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد ﴾[إبراهيم/37]، (فمن) اقتضى التبعيض، فإنه كان نزل فيه بعض ذريته، وقوله:﴿ من السماء من جبال فيها من برد ﴾[النور/43] قال: تقديره أنه ينزل من السماء جبالا، فمن الأولى ظرف، والثانية في موضع المفعول، والثالثة للتبيين كقولك: عنده جبال من مال. وقيل: يحتمل أن يكون قوله: (من جبال) نصبا على الظرف على أنه ينزل منه، وقوله:﴿ من برد ﴾نصب. أي: ينزل من السماء من جبال فيها بردا، وقيل: يصح أن يكون موضع من في قوله:﴿ من برد ﴾رفعا، و﴿ من جبال ﴾نصبا على أنه مفعول به، كأنه في التقدير: وينزل من السماء جبالا فيها برد، ويكون الجبال على هذا تعظيما وتكثيرا لما نزل من السماء. وقوله تعالى:﴿ فكلوا مما أمسكن عليكم ﴾[المائدة/4]، قال أبو الحسن: من زائدة (وعبارته: أدخل (من) كما أدخله في قوله: كان من حديث، وقد كان من مطر، وقوله:﴿ ويكفر عنكم من سيئاتكم ﴾و﴿ ينزل من السماء من جبال فيها من برد ﴾وهو فيما فسر: ينزل من السماء جبالا فيها برد. انظر: معاني القرآن لأبي الحسن الأخفش 1/254)، والصحيح أن تلك ليست بزائدة؛ لأن بعض ما يمسكن لا يجوز أكله كالدم والغدد وما فيها من القاذورات المنهي عن تناولها.


الفهرسة