- الناس قيل: أصله أناس، فحذف فاؤه لما أدخل عليه الألف واللام، وقيل: قلب من نسي، وأصله إنسيان على إفعلان، وقيل: أصله من: ناس ينوس: إذا اضطرب، ونست الإبل؛ سقتها، وقيل: ذو نواس: ملك كان ينوس على ظهره ذؤابة فسمي بذلك، وتصغيره على هذا نويس. قال تعالى:﴿ قل أعوذ برب الناس ﴾[الناس/1] [والناس قد يذكر ويراد به الفضلاء دون من يتناوله اسم الناس تجوزا، وذلك إذا اعتبر معنى الإنسانية، وهو وجود العقل، والذكر، وسائر الأخلاق الحميدة، والمعاني المختصة به، فإن كل شيء عدم فعله المختص به لا يكاد يستحق اسمه كاليد؛ فإنها إذا عدمت فعلها الخاص بها فإطلاق اليد عليها كإطلاقها على يد السرير ورجله، فقوله:﴿ آمنوا كما آمن الناس ﴾[البقرة/13] أي: كما يفعل من وجد فيه معنى الإنسانية، ولم يقصد بالإنسان عينا واحدا بل قصد المعنى، وكذا قوله:﴿ أم يحسدون الناس ﴾[النساء/54] أي: من وجد فيه معنى الإنسانية أي: إنسان كان، وربما قصد به النوع كما هو، وعلى هذا قوله:﴿ أم يحسدون الناس ﴾(قيل في الآية إن المراد بالناس هو النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: العرب. انظر: الدر المنثور 2/566)] (ما بين [] نقله الزركشي في البرهان 2/227).