-﴿ يا أيها المزمل ﴾[المزمل/1]، أي: المتزمل في ثوبه، وذلك على سبيل الاستعارة، كناية عن المقصر والمتهاون بالأمر وتعريضا (لعل المؤلف ههنا قد تأثر بالمعتزلة، فقد قال الزمخشري: كان رسول الله نائما بالليل متزملا في قطيفة، فنبه ونودي بما يهجن إليه الحالة التي كان عليها من التزمل في قطيفة، واستعداده للاستثقال في النوم كما يفعل من لا يهمه أمر، ولا يعنيه شأن. ورد عليه ابن المنير فقال: أما قوله: إن نداءه بذلك تهجين للحالة التي ذكر أنه كان عليها فخطأ وسوء أب، ومن اعتبر عادة خطاب الله تعالى له في الإكرام والاحترام علم بطلان ما تخيله الزمخشري، فقد قال العلماء: إنه لم يخاطب باسمه نداء، وإن ذلك من خصائصه دون سائر الرسل، إكراما له وتشريفا، فأين نداؤه بصيغة مهجنة من ندائه باسمه؟! انظر: الكشاف، وبهامشه الانتصاف 4/151. - وقال البرسوي: وفي خطابه بهذا الاسم - أي المزمل - فائدتان: أحدهما: الملاطفة، فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه باسم مشتق من حالته التي هو عليها، كقول النبي لعلي لما رآه نائما قد لصق بجنبه التراب: قم أبا تراب، إشعارا بأنه غير عاتب عليه وملاطفة له، وكذلك قوله عليه السلام لحذيفة: قم يا نومان، وكان نائما، فقول الله تعالى له: (يا أيها المزمل) تأنيس وملاطفة ليستشعر أنه غير عاتب. والفائدة الثانية: التنبيه لكل متزمل راقد ليلة لينتبه إلى قيام الليل، وذكر الله فيه. راجع تفسير روح البيان 10/203) به، والزميل: الضعيف، قالت أم تأبط شرا: (ليس بزميل شروب للقيل) (قالته في رثاء ابنها: وابناه وابن الليل *** ليس بزميل شروب للقيل *** رقود بالليل انظر شرح أشعار الهذليين 2/846، واللسان: زمل والقيل: شرب نصف النهار)