- الحاسة: القوة التي بها تدرك الأعراض الحسية، والحواس: المشاعر الخمس، يقال: حسست وحسيت وأحسست، فحسست يقال على وجهين: أحدهما: يقال: أصبته بحسي، نحو عنته ورعته، والثاني: أصبت حاسته، نحو: كبدته وفأدته، ولما كان ذلك قد يتولد منه القتل عبر به عن القتل، فقيل حسسته (انظر: البصائر 2/459)، أي: قتلته. قال تعالى:﴿ إذ تحسونهم بإذنه ﴾[آل عمران/152]، والحسيس: القتيل، ومنه: جراد محسوس: إذا طبخ (في اللسان: وجراد محسوس: إذا مسته النار أو قتلته)، وقولهم: البرد محسة للنبت (أي: يحسه ويحرقه. انظر: اللسان (حس)؛ والمجمل 1/212)، وانحست أسنانه: انفعال منه، فأما حسست فنحو علمت وفهمت، لكن لا يقال ذلك إلا فيما كان من جهة الحاسة، فأما حسيت فبقلب إحدى السينين ياء. وأما أحسسته فحقيقته: أدركته بحاستي، وأحست مثله، لكن حذفت إحدى السينين تخفيفا نحو: ظلت، وقوله تعالى:﴿ فلما أحس عيسى منهم الكفر ﴾[آل عمران/52]، فتنبيه أنه قد ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحس فضلا عن الفهم، وكذا قوله تعالى:﴿ فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ﴾[الأنبياء/12]، وقوله تعالى:﴿ هل تحس منهم من أحد ﴾[مريم/98]، أي: هل تجد بحاستك أحد منهم؟ وعبر عن الحركة بالحسيس والحس، قال تعالى:﴿ لا يسمعون حسيسها ﴾[الأنبياء/102]، والحساس: عبارة عن سوء الخلق (انظر: المجمل 1/212)، وجعل على بناء زكام وسعال.