سحر
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » سحر

 البحث  الرقم: 465  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 2858
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- السحر (السحر والسحر والسحر: ما التزق بالحلقوم والمريء من أعلى البطن. اللسان (سحر)): طرف الحلقوم، والرئة، وقيل: انتفخ سحره، وبعير سحير: عظيم السحر، والسحارة: ما ينزع من السحر عند الذبح فيرمى به، وجعل بناؤه بناء النفاية والسقاطة. وقيل: منه اشتق السحر، وهو: إصابة السحر. والسحر يقال على معان: الأول: الخداع وتخييلات لا حقيقة لها، نحو ما يفعله المشعبذ بصرف الأبصار عما يفعله لخفة يد، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأسماع، وعلى ذلك قوله تعالى:﴿ سحروا أعين الناس واسترهبوهم ﴾[الأعراف/116]، وقال:﴿ يخيل إليه من سحرهم ﴾[طه/66]، وبهذا النظر سموا موسى عليه السلام ساحرا فقالوا:﴿ يا أيها الساحر ادع لنا ربك ﴾[الزخرف/49]. والثاني: استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه، كقوله تعالى:﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين *** تنزل على كل أفاك أثيم ﴾[الشعراء/ 221 - 222]، وعلى ذلك قوله تعالى:﴿ ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ﴾[البقرة/102]، والثالث: ما يذهب إليه الأغتام (الغتمة: عجمة في المنطق، ورجل أغتم: لا يفصح شيئا، وقيل للثقيل الروح: غتمي)، وهو اسم لفعل يزعمون أنه من قوته يغير الصور والطبائع، فيجعل الإنسان حمارا، ولا حقيقة لذلك عند المحصلين. وقد تصور من السحر تارة حسنه، فقيل: (إن من البيان لسحرا) (الحديث عن عبد الله بن عمر أنه قال: قدم رجلان من المشرق، فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من البيان لسحرا، أو إن بعض البيان لسحر). أخرجه مالك في باب ما يكره من الكلام، شرح الزرقاني 4/403؛ والبخاري في الطب 10/237)، وتارة دقة فعله حتى قالت الأطباء: الطبيعة ساحرة، وسموا الغذاء سحرا من حيث أنه يدق ويلطف تأثيره، قال تعالى:﴿ بل نحن قوم مسحورون ﴾[الحجر/15]، أي: مصروفون عن معرفتنا بالسحر. وعلى ذلك قوله تعالى:﴿ إنما أنت من المسحرين ﴾[الشعراء/153]، قيل: ممن جعل له سحر تنبيها أنه محتاج إلى الغذاء، كقوله تعالى:﴿ ما لهذا الرسول يأكل الطعام[الفرقان/7]، ونبه أنه بشر كما قال:﴿ ما أنت إلا بشر مثلنا ﴾[الشعراء/154]، وقيل: معناه ممن جعل له سحر يتوصل بلطفه ودقته إلى ما يأتي به ويدعيه، وعلى الوجهين حمل قوله تعالى:﴿ إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ﴾[الإسراء/47]، وقال تعالى:﴿ قال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا ﴾[الإسراء/101]، وعلى المعنى الثاني دل قوله تعالى:﴿ إن هذا إلا سحر مبين ﴾[سبأ/43]، قال تعالى:﴿ وجاؤوا بسحر عظيم[الأعراف/116]، وقال:﴿ أسحر هذا ولا يفلح الساحرون ﴾[يونس/77]، وقال:﴿ فجمع السحرة لميقات يوم معلوم[الشعراء/ 38]،﴿ فألقي السحرة ﴾[طه/70]، والسحر والسحرة: اختلاط ظلام آخر الليل بضياء النهار، وجعل اسما لذلك الوقت، ويقال: لقيته بأعلى السحرين، والمسحر: الخارج سحرا، والسحور: اسم للطعام المأكول سحرا، والتسحر: أكله.


الفهرسة