البحث الرقم: 50 التاريخ: 15 ذو الحجّة 1429 هـ المشاهدات: 5979
القربة
القربة أو الوطب: وعاء من جلد الضأن والمعز يُخاط ويعد ويجعل وعاءً للماء واللبن، وتسمى أيضاً راوية أو ركوة، وفي معركة الطف، كما هو الحال في المعارك القديمة، كانت القربة تستعمل كوعاء لحمل الماء في السفر وفي المخيم. وفي البُعد العاطفي من معركة الطف أضحت القربة مظهراً ورمزاً لساقي العطاشى أبي الفضل العباس، فهو الذي كان يأتي بالماء ويسقي العيال والأطفال، ولهذا سمي بأبي القربة كناية عن السقي بالقربة.
و في يوم عاشوراء حمل القربة وسار إلى الفرات وملأها بالماء، وأثناء عودته إلى الخيام هاجموه من كلّ جانب، وقطعوا يديه ومزّقوا القربة وقتلوه قبل أن يصل إلى الخيام. وهذه القضية تذكر بألم وحسرة وهي تعكس وفاء العباس وعطش الأطفال.
و قبل يوم العاشر كان للقربة دور وذكر، ففي أثناء مسير قافلة الحسين صوب العراق وحين بلغت منزل شراف، حمل الشبان ماءً كثيراً وفي منتصف نهار اليوم الثاني لقوا الجيش الذي كان يقوده الحرّ بن يزيد الرياحي وكان تعداده ألف نفر، وكلّهم يشكون العطش. فقدموا لهم الماء حتّى رووا هم وخيلهم(1).
في كربلاء سيطر جيش عمر بن سعد على النهر ومنع الماء عن معسكر الحسين قبل العاشر بثلاثة أيّام. ولما اشتد العطش بالحسين وأنصاره، انتدب أخاه العباس لجلب الماء. وسيّر معه 20 رجلاً يحملون القرب وبرفقتهم 30 فارساً اشتبكوا مع القوم واقتربوا من الشريعة وحملوا الماء وعادوا إلى الخيام(2)