- الحرث: إلقاء البذر في الأرض وتهيؤها للزرع، ويسمى المحروث حرثا، قال الله تعالى:﴿ أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين ﴾[القلم/22]، وتصور منه معنى العمارة التي تحصل عنه في قوله تعالى:﴿ من كانيريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، ومن كانيريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ﴾[الشورى/20]، وقد ذكرت في (مكارم الشريعة) كون الدنيا محرثا للناس، وكونهم حراثا فيها وكيفية حرثهم (انظر باب تفاوت أحوال المتناولين لأعراض الدنيا وما بعده في كتابه (الذريعة إلى مكارم الشريعة) ص 210 - 211). وروي: (أصدق الأسماء الحارث) (الحديث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له، وأصدق الأسماء همام وحارث) أخرجه الشيرازي في الألقاب والطبراني. قال في فتح الباري: في إسناده ضعف. راجع الفتح الكبير 1/46 وكشف الخفاء 1/51. وعن أبي وهب الجشمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام) أخرجه أبو داود، وانظر: معالم السنن 4/126؛ بالترغيب والترهيب 3/85.) وذلك لتصور معنى الكسب منه، وروي: (احرث في دنياك لآخرتك) (ورد بمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس عنه قال: (أصلحوا دنياكم واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غدا) أخرجه في الفردوس، وأخرجه ابن قتيبة من كلام عمرو بن العاص ولم يرفعه. انظر عيون الأخبار 3/244. راجع: الفتح الكبير للسيوطي 1/190؛ وكشف الخفاء 1/412)، وتصور معنى التهيج من حرث الأرض، فقيل: حرثت النار، ولما تهيج به النار محرث، ويقال: احرث القرآن، أي: أكثر تلاوته، وحرث ناقته: إذا استعملها وقال معاوية (انظر غريب الحديث لأبي عبيد 4/295) للأنصار: ما فعلت نواضحكم؟ قالوا: حرثناها يوم بدر. وقال عز وجل:﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ﴾[البقرة/223]، وذلك على سبيل التشبيه، فبالنساء زرع ما فيه بقاء نوع الإنسان، كما أن بالأرض زرع ما به بقاء أشخاصهم وقوله عز وجل:﴿ ويهلك الحرث والنسل ﴾[البقرة/205]، يتناول الحرثين.