- الحميم: الماء الشديد الحرارة، قال تعالى:﴿ وسقوا ماء حميما ﴾[محمد/15]،﴿ إلا حميما وغساقا ﴾[عم/25]، وقال تعالى:﴿ والذين كفروا لهم شراب من حميم ﴾[الأنعام/70]، وقال عز وجل:﴿ يصب من فوق رؤوسهم الحميم ﴾[الحج/19]،﴿ ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ﴾[الصافات/67]،﴿ هذا فليذوقوه حميم وغساق ﴾[ص/57]، وقيل للماء الحار في خروجه من منبعه: حمة، وروي: (العالم كالحمة يأتيها البعداء ويزهد فيها القرباء) (انظر: الفائق 1/322؛ والنهاية 1/445؛ وغريب الحديث لأبي عبيد 4/490)، وسمي العرق حميما (انظر: اللسان (حمم) 12/155) على التشبيه، واستحم الفرس: عرق، وسمي الحمام حماما؛ إما لأنه يعرق؛ وإما لما فيه من الماء الحار، واستحم فلان: دخل الحمام، وقوله عز وجل:﴿ فما لنا من شافعين *** ولا صديق حميم ﴾[الشعراء/100 - 101]، وقوله تعالى:﴿ ولا يسأل حميم حميما ﴾[المعارج/10]، فهو القريب المشفق، فكأنه الذي يحتد حماية لذويه، وقيل لخاصة الرجل: حامته، فقيل: الحامة والعامة، وذلك لما قلنا، ويدل على ذلك أنه قيل للمشفقين من أقارب الإنسان حزانته (في اللسان: والحزانة بالضم والتخفيف: عيال الرجل الذين يتحزن بأمرهم ولهم)، أي: الذين يحزنون له، واحتم فلان لفلان: احتد (انظر: البصائر 2/498)، وذلك أبلغ من اهتم لما فيه من معنى الاحتمام، وأحم الشحم: أذابه، وصار كالحميم، وقوله عز وجل:﴿ وظل من يحموم ﴾[الواقعة/43]، للحميم، فهو يفعول من ذلك، وقيل: أصله الدخان الشديد السواد (وهو قول ابن سيده، راجع: اللسان (حمم) 12/157)، وتسميته إما لما فيه من فرط الحرارة، كما فسره في قوله:﴿ لا بارد ولا كريم ﴾[الواقعة/44]، أو لما تصور فيه من لفظ الحممة، فقد قيل للأسود يحموم، وهو من لفظ الحممة، وإليه أشير بقوله:﴿ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ﴾[الزمر/16]، وعبر عن الموت بالحمام، كقولهم: حم كذا، أي: قدر، والحمى سميت بذلك إما لما فيها من الحرارة المفرطة، وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (الحمى من فيح جهنم) (الحديث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء). أخرجه البخاري في الطب، باب الحمى من فيح جهنم 10/174؛ ومسلم في السلام: باب لكل داء دواء برقم (2210)؛ وأحمد في مسنده 1/291؛ ومالك في الموطأ؛ انظر: شرح الزرقاني 4/331؛ وابن ماجه 2/1150)، وإما لما يعرض فيها من الحميم، أي: العرق؛ وإما لكونها من أمارات الحمام، لقولهم: (الحمى بريد الموت) (هذا حديث: أخرجه أبو نعيم وابن السني في الطب وهناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات ولفظه: (الحمى رائد الموت وهي سجن الله للمؤمن يحبس بها عبده إذا شاء ثم يرسله إذا شاء، ففتروها بالماء) وذكره ابن حجر المكي في فتاويه (الحمى بريد الموت). قال في المقاصد: وبالجملة فهو حديث حسن. انظر: الفتح الكبير 2/81؛ وكشف الخفاء 1/366؛ والمقاصد الحسنة ص 194)، وقيل: (باب الموت)، وسمي حمى البعير حماما (في اللسان: والحمام بالضم: حمى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأدواء) بضمة الحاء، فجعل لفظه من لفظ الحمام لما قيل: إنه قلما يبرأ البعير من الحمى. وقيل: حمم الفرخ (انظر: المجمل 1/218): إذا اسود جلده من الريش، وحمم وجهه: اسود بالشعر، فهما من لفظ الحممة، وأما حمحمة الفرس فحكاية لصوته (انظر: المجمل 1/218؛ واللسان (حمم))، وليس من الأول في شيء.