- ضمير المخبر عن نفسه، وتحذف ألفه في الوصل في لغة، وتثبيت في لغة (وفي ذلك يقول العلامة محمد بن حنبل الحسني الشنقيطي رحمه الله: مد أنا من قبل همز انفتح *** أو همزة مضمومة قد اتضح وقبل غير همزة أو همزة *** مكسورة مد أنا لا تثبت)، وقوله عز وجل:﴿ لكنا هو الله ربي ﴾[الكهف/38] فقد قيل: تقديره: لكن أنا هو الله ربي، فحذف الهمزة من أوله، وأدغم النون في النون، وقرئ:﴿ لكن هو الله ربي ﴾، فحذف الألف أيضا من آخره (وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، ويعقوب بخلفه، بحذف الألف وصلا، وإثباتها وقفا. انظر: الإتحاف ص 290). ويقال: أنية الشيء وأنيته، كما يقال: ذاته، وذلك إشارة إلى وجود الشيء، وهو لفظ محدث ليس من كلام العرب، وآناء الليل: ساعاته، الواحد: إني وإنى وأنا (قال الراجز: آلاء آناء وأثنا جمعا *** مثل عصا به ونحي ومعى)، قال عز وجل:﴿ يتلون آيات الله آناء الليل ﴾[آل عمران/113] وقال تعالى:﴿ ومن آناء الليل فسبح ﴾[طه/130]، وقوله تعالى:﴿ غير ناظرين إناه ﴾[الأحزاب/53] أي: وقته، والإنا إذا كسر أوله قصر، وإذا فتح مد، نحو قول الحطيئة: - 32 - وآنيت العشاء إلى سهيل *** أو الشعرى فطال بي الأناء (البيت في ديوانه بشرح ابن السكيت ص 83؛ واللسان: (أنى)؛ وشمس العلوم 1/107؛ والأضداد ص 27؛ والأفعال 1/78، والمقصور والممدود للفراء ص 20). أنى وآن الشيء: قرب إناه، و﴿ حميم آن ﴾[الرحمن/44] بلغ إناه من شدة الحر، ومنه قوله تعالى:﴿ من عين آنية ﴾[الغاشية/5] وقوله تعالى:﴿ ألم يأن للذين آمنوا ﴾[الحديد/16] أي: ألم يقرب إناه. ويقال (انظر العين 8/400): آنيت الشيء أنيا، أي: أخرته عن أوانه، وتأنيت: تأخرت، والأناة: التؤدة. وتأنى فلان تأنيا، وأنى يأني فهو آن، أي: وقور. واستأنيته: انتظرت أوانه، ويجوز في معنى استبطأته، واستأنيت الطعام كذلك، والإناء: ما يوضع فيه الشيء، وجمعه آنية، نحو: كساء وأكسيه، والأواني جمع الجمع. - أهل الرجل: من يجمعه وإياهم نسب أو دين، أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، وأهل الرجل في الأصل: من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوز به فقيل: أهل الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب، وتعورف في أسرة النبي عليه الصلاة والسلام مطلقا إذا قيل: أهلالبيت لقوله عز وجل:﴿ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ﴾[الأحزاب/33]، وعبر بأهل الرجل عن امرأته. وأهل الإسلام: من يجمعهم، ولما كانت الشريعة حكمت برفع حكم النسب في كثير من الأحكام بين المسلم والكافر قال تعالى:﴿ إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ﴾[هود/46]، وقال تعالى:﴿ وأهلك إلا من سبق عليه القول ﴾[هود/40]. وقيل: أهل الرجل يأهل أهولا، وقيل: مكان مأهول (قال الزمخشري: تقول: حبذا دار مأهولة وثرية مأكولة): فيه أهله، وأهل به: إذا صار ذا ناس وأهل، وكل دابة ألف مكانا يقال: أهل وأهلي. وتأهل: إذا تزوج، ومنه قيل: آهلك الله في الجنة (انظر: المجمل 1/105؛ وأساس البلاغة ص 11)، أي: زوجك فيها وجعل لك فيها أهلا يجمعك إياهم، ويقال: فلان أهل لكذا، أي: خليق به، ومرحبا وأهلا في التحية للنازل بالإنسان، أي: وجدت سعة مكان عندنا، ومن هو أهل بيت لك في الشفقة (نظر: المشوف المعلم 1/86). وجمع الأهل: أهلون وأهال وأهلات.