البحث الرقم: 66 التاريخ: 15 ذو الحجّة 1429 هـ المشاهدات: 4152
يا ليتنا كنّا معك
أمنية الفوز والفلاح ونيل الشهادة بين يدي الله، يتمنّاها من لم يشهدوا واقعة كربلاء. وهي أمنية نبيلة ترى في الشهادة فوزاً وسيراً على نهج الحسين. وجاءت هذه الأمنية في زياراته بعبارات مختلفة، مثل: "فزتم والله فليت أني معكم فأفوز فوزاً عظيماً"(1). "يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً". "فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم"(2).
يمكن أن يتجلّى مظهر هذا الطموح العظيم في كل عصر وزمان؛ إذ لما كان كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، ونهج الجهاد والشهادة مفتوح أمام أتباع الحق، فإنّ صدق ادعاء الزائر يتجسد في خندق مجابهة الظالمين حيث يتسنى له تحقيق هذه الرغبة.
هذا هو شعار عشاق الشهادة وأمنية المتحررين من الرغبات الدنيوية وذلك لأن الشهادة التي كانت من نصيب الحسين وأصحابه يوم عاشوراء يغبطهم عليها كل إنسان حر في زمان. جاء في حديث للإمام الرضا عليه السلام مع ريّان بن شبيب: "يا ريّان إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماُ"(3).
ومثل هذه الأمنية تعكس نمط التفكير الحسيني في قلب الإنسان.
-------------------------------------------------------------------------------- 1- (مفاتيح الجنان، الزيارة الأولى للإمام الحسين:424) 2- (مفاتيح الجنان، زيارة وارث:430) 3- (بحار الأنوار286:44)