ملك
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » ملك

 البحث  الرقم: 717  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 2764
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- الملك: هو المتصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين، ولهذا يقال: ملك الناس، ولا يقال: ملك الأشياء، وقوله:﴿ ملك يوم الدين[الفاتحة/3] فتقديره: الملك في يوم الدين، وذلك لقوله:﴿ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ﴾[غافر/16]. والملك ضربان: ملك هو التملك والتولي، وملك هو القوة على ذلك، تولى أن لم يتول. فمن الأول قوله:﴿ إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ﴾[النمل/34]، ومن الثاني قوله:﴿ إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ﴾[المائدة/20] فجعل النبوة مخصوصة والملك عاما، فإن معنى الملك ههنا هو القوة التي بها يترشح للسياسة، لا أنه جعلهم كلهم متولين للأمر، فذلك مناف للحكمة كما قيل: لا خير في كثرة الرؤساء. قال بعضهم: الملك اسم لكل من يملك السياسة؛ إما في نفسه وذلك بالتمكين من زمام قواه وصرفها عن هواها؛ وإما في غيره سواء تولى ذلك أو لم يتول على ما تقدم، وقوله:﴿ فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ﴾[النساء/54]. والملك: الحق الدائم لله، فلذلك قال:﴿ له الملك وله الحمد ﴾[التغابن/1]، وقال:﴿ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ﴾[آل عمران/26] فالملك ضبط الشيء المتصرف فيه بالحكم، والملك كالجنس للملك، فكل ملك ملك، وليس كل ملك ملكا. قال:﴿ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ﴾[آل عمران/26]،﴿ ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ﴾[الفرقان/3]، وقال:﴿ أمن يملك السمع والأبصار ﴾[يونس/31]،﴿ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ﴾[الأعراف/188] وفي غيرها من الآيات. والملكوت: مختص بملك الله تعالى، وهو مصدر ملك أدخلت فيه التاء. نحو: رحموت ورهبوت، قال:﴿ وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض ﴾[الأنعام/75]، وقال:﴿ أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض ﴾[الأعراف/185] والمملكة: سلطان الملك وبقاعه التي يتملكها، والمملوك يختص في التعارف بالرقيق من الأملاك، قال:﴿ عبدا مملوكا ﴾[النحل/75] وقد يقال: فلان جواد بمملوكه. أي: بما يتملكه، والملكة تختص بملك العبيد، ويقال: فلان حسن الملكة. أي: الصنع إلى مماليكه، وخص ملك العبيد في القرآن باليمين، فقال:﴿ ليسأذنكم الذين ملكت أيمانكم ﴾[النور/58]، وقوله:﴿ أو ما ملكت أيمانكم ﴾[النساء/3]،﴿ أو ما ملكت أيمانهن ﴾[النور/31] ومملوك مقر بالملوكة والملكة والملك، وملاك الأمر: ما يعتمد عليه منه. وقيل: القلب ملاك الجسد، والملاك: التزويج، وأملكوه: زوجوه، شبه الزوج بملك عليها في سياستها، وبهذا النظر قيل: كاد العروس أن يكون ملكا (انظر: مجمع الأمثال 2/158؛ والعين 5/380). وملك الإبل والشاء ما يتقدم ويتبعه سائره تشبيها بالملك، ويقال: ما لأحد في هذا ملك وملك غيري. قال تعالى:﴿ ما أخلفنا موعدك بملكنا ﴾[طه/87] (وهي قراءة نافع وعاصم وأبي جعفر) وقرئ بكسر الميم (وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الميم. انظر: الإتحاف ص 306)، وملكت العجين: شددت عجنه، وحائط ليس له ملاك. أي: تماسك وأما الملك فالنحويون جعلوه من لفظ الملائكه، وجعل الميم فيه زائدة. وقال بعض المحققين: هو من الملك، قال: والمتولي من الملائكة شيئا من السياسات يقال له: ملك بالفتح، ومن البشر يقال له: ملك بالكسر، فكل ملك ملائكة وليس كل ملائكة ملكا، بل الملك هو المشار إليه بقوله:﴿ فالمدبرات أمرا ﴾[النازعات/5]،﴿ فالمقسمات أمرا ﴾[الذاريات/4]،﴿ والنازعات ﴾[النازعات/1] ونحو ذلك، ومنه: ملك الموت، قال:﴿ والملك على أرجائها ﴾[الحاقة/17]،﴿ على الملكين ببابل[البقرة/102]،﴿ قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ﴾[السجدة/11].


الفهرسة