خلق
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » خلق

 البحث  الرقم: 844  التاريخ: 20 جمادى الآخرة 1430 هـ  المشاهدات: 2685
قائمة المحتويات

في مفردات راغب الإصفهاني

- الخلق أصله: التقدير المستقيم، ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء، قال:﴿ خلق السموات والأرض ﴾[الأنعام/1]، أي: أبدعهما، بدلالة قوله:﴿ بديع السموات والأرض ﴾[البقرة/117]، ويستعمل في إيجاد الشيء من الشيء نحو:﴿ خلقكم من نفس واحدة[النساء/1]،﴿ خلق الإنسان من نطفة ﴾[النحل/4]،﴿ خلقنا الإنسان من سلالة ﴾[المؤمنون/12]،﴿ ولقد خلقناكم ﴾[الأعراف/11]،﴿ خلق الجان من مارج ﴾[الرحمن/15]، وليس الخلق الذي هو الإبداع إلا لله تعالى، ولهذا قال في الفصل بينه تعالى وبين غيره:﴿ أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ﴾[النحل/17]، وأما الذي يكون بالاستحالة، فقد جعله الله تعالى لغيره في بعض الأحوال، كعيسى حيث قال:﴿ وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ﴾[المائدة/110]، والخلق لا يستعمل في كافة الناس إلا على وجهين: أحدهما في معنى التقدير كقول الشاعر: - 149 - فلأت تفري ما خلقت وبع *** ض القوم يخلق ثم لا يفري (البيت لزهير من قصيدة مطلعها: لمن الديار بقنة الحجر *** أقوين من حجج ومن شهر وهو في ديوانه ص 29؛ وديوان الأدب 2/123) والثاني: في الكذب نحو قوله:﴿ وتخلقون إفكا ﴾[العنكبوت/17]، إن قيل: قوله تعالى:﴿ فتبارك الله أحسن الخالقين ﴾[المؤمنون/14]، يدل على أنه يصح أن يوصف غيره بالخلق؟ قيل: إن ذلك معناه: أحسن المقدرين، أو يكون على تقدير ما كانوا يعتقدون ويزعمون أن غير الله يبدع، فكأنه قيل: فاحسب أن ههنا مبدعين وموجدين، فالله أحسنهم إيجادا على ما يعتقدون، كما قال:﴿ خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم ﴾[الرعد/16]،﴿ ولآمرنهم فليغيرن خلق الله[النساء/119]، فقد قيل: إشارة إلى ما يشوهونه من الخلقة بالخصاء، ونتف اللحية، وما يجري مجراه، وقيل معناه: يغيرون حكمه، وقوله:﴿ لا تبديل لخلق الله[الروم/30]، فإشارة إلى ما قدره وقضاه، وقيل معنى:﴿ لا تبديل لخلق اللهنهى، أي: لا تغيروا خلقه الله، وقوله:﴿ وتذرون ما خلق لكم ربكم ﴾[الشعراء/166]، فكناية عن فروج النساء (قال مجاهد في الآية: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء. راجع: الدر المنثور 6/317). وكل موضع استعمل الخلق في وصف الكلام فالمراد به الكذب، ومن هذا الوجه امتنع كثير من الناس من إطلاق لفظ الخلق على القرآن (قال السمين: قوله هذا يشعر بأن لا مانع من إطلاق الخلق على القرآن إلا ذلك، وليس الأمر كذلك، بل القرآن كلامه غير مخلوق. انظر عمدة الحفاظ: خلق)، وعلى هذا قوله تعالى:﴿ إن هذا إلا خلق الأولين ﴾[الشعراء/137]، وقوله:﴿ ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ﴾[ص/7]، [والخلق يقال في معنى المخلوق، والخلق والخلق في الأصل واحد، كالشرب والشرب، والصرم والصرم، لكن خص الخلق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر، وخص بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة] (ما بينا القوسين ذكره المؤلف في الذريعة ص 39). قال تعالى:﴿ وإنك لعلى خلق عظيم[القلم/4]، وقرئ:﴿ إن هذا إلا خلق الأولين ﴾(سورة الشعراء: آية 137، وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر والكسائي. انظر: الإتحاف ص 333). والخلاق: ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه، قال تعالى:﴿ ما له في الآخرة من خلاق ﴾[البقرة/102]، وفلان خليق بكذا، أي: كأنه مخلوق فيه، ذلك كقولك: مجبول على كذا، أو مدعو إليه من جهة الخلق. وخلق الثوب وأخلق، وثوب خلق ومخلق وأخلاق، نحو حبل أرمام وأرمات، وتصور من خلوقة الثوب الملامسة، فقيل: جبل أخلق، وصخرة خلقاء، وخلقت الثوب: ملسته، واخلولق السحاب منه،، أو من قولهم: هو خليق بكذا، والخلوق: ضرب من الطيب.


الفهرسة