الشفاعة
المسار الصفحة الرئيسة » القاموس » الشفاعة

 البحث  الرقم: 85  التاريخ: 19 ذو الحجّة 1429 هـ  المشاهدات: 3732
قد نجد بعض المعاني ـ والتي يجدر بنا درجها ـ في كتب اللغة، ومنها:
الصحاح للجوهري مادة شفع يقول:
والشفيع: صاحب الشفعة وصاحب الشفاعة.
.. استشفعته إلى فلان، أي سألته أن
يشفع لي إليه
وتشفعت إليه في فلان فشفعني فيه تشفيعا.
وقال الزبيدي في تاج العروس في مادة شفع:
الشافع المشفوع له، وأنشد الصاغاني للنابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان بن المنذر مما وشت به بنو قريع:
أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة * له من عدو مثل ذلك شافع
وقال الأحوص:
كأن من لامني لأصرمها * كانوا علينا بلومهم شفعوا
أي تعاونوا، ويقال: إن حثهم إياي على صرمها، ولومهم إياي في مواصلتها، زادها في قلبي حبا، فكأنهم شفعوا لها، من الشفاعة.
وقوله تعالى: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها): أي من يزد عملا إلى عمل، من الشفع، وهو الزيادة، كما في العباب، وقال الراغب: أي من انضم إلى غيره وعاونه، وصار شفعا له أو شفيعا في فعل الخير أو الشر، فعاونه أو شاركه في نفعه وضره، وقيل: الشفاعة هنا: أن يشرع الإنسان للآخرة طريق خير أو شر، فيقتدى به، فصار كأنه شفع له، وذلك كما قال عليه الصلاة والسلام: " من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سن سنة قبيحة فله إثمها وإثم من عمل بها " وقوله تعالى: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين).
وقوله عز وجل: (ولا تنفعها شفاعة) وكذا قوله تعالى: (يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا) وكذا قوله تعالى: (لا تغن عني شفاعتهم شيئا).
قال ابن عرفة: نفي للشافع، أي مالها شافع فتنفعها شفاعته، وإنما نفى الله تعالى في هذه المواضع الشافع لا الشفاعة.
والشفيع كأمير: الشافع، وهو صاحب الشفاعة والجمع شفعاء، وهو الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب.
مفهوم الشفاعة:
وردت مادة "شفع" في ثلاثين موضعاً من القرآن الكريم، وإذا ماتدبرنا هذه الثلاثين موضعاً أمكننا الخروج برؤية واضحة عن مفهوم الشفاعة في القرآن الكريم، والشفاعة تعني في الإستعمالات العرفية تدخل شخص لدى شخص آخر بهدف تحصيل مسامحة منه في حقٍ أو حكمٍ ثابت في عاتق شخص ثلاث.
وهذا هو المعنى الذي استعمله القرآن الكريم فرفضه تارةً وآمن به تارةٌ أخرى.
ونستعرض من هذه الموارد التي وردت في القرآن الكريم:
1ـ قوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} (255) سورة البقرة
2ـ قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (28) سورة الأنبياء
3ـ قوله تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} (87) سورة مريم
4ـ قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (109) سورة طـه
5ـ قوله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} (23) سورة سبأ
6ـ قوله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (86) سورة الزخرف
7ـ قوله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى} (26) سورة النجم
وكل ماتقدم يصب في موضع واحد وهو إثبات الشفاعة ممن هم خير خلق الله سبحانه وتعالى
وقد تركنا غير ذلك الكثير مما لايسعنا درجه بالكامل مراعاةً للاختصار


الفهرسة