- أصل الحج القصد للزيارة، قال الشاعر: - 103 - يحجون بيت الزبرقان المعصفرا *** (هذا عجز بيت، وصدره: وأشهد من عون حلولا كثيرة وهو للمخبل السعدي، والبيت في المجمل 1/221؛ وأساس البلاغة ص 74؛ والمشوف المعلم 1/231) خص في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك، فقيل: الحجوالحج، فالحج مصدر، والحج اسم، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، ويوم عرفة، وروي: (العمرة الحج الأصغر) (هذا مروي عن ابن عباس، وأخرجه عنه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم قال: العمرة الحجة الصغرى. وأخرج الشافعي في الأم عن عبد الله بن أبي بكر أن في الكتاب الذي كتبه رسول اللهلعمرو بن حزم: (إن العمرة هي الحج الأصغر) راجع: الدر المنثور 1/504 - 505؛ وأخرجه ابن أبي شيبة 3/158). والحجة: الدلالة المبينة للمحجة، أي: المقصد المستقيم الذي يقتضي صحة أحد النقيضين. قال تعالى:﴿ قل فلله الحجةالبالغة ﴾[الأنعام/149]، وقال:﴿ لئلا يكونللناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا ﴾[البقرة/150]، فجعل ما يحتج بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة، وذلك كقول الشاعر: - 104 - ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب (البيت للنابغة الذبياني من قصيدة له يمدح عمرو بن الحارث الأصغر وهو في ديوانه ص 11؛ والبصائر 2/432) ويجوز أنه سمى ما يحتجون به حجة، كقوله تعالى:﴿ والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم ﴾[الشورى/16]، فسمى الداحضة حجة، وقوله تعالى:﴿ لا حجة بيننا وبينكم ﴾[الشورى/15]، أي: لا احتجاج لظهور البيان، والمحاجة: أن يطلب كل واحد أن يرد الآخر عن حجته ومحجته، قال تعالى:﴿ وحاجة قومهقال: أتحاجوني في الله ﴾[الأنعام/80]،﴿ فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك ﴾[آل عمران/61] / وقال تعالى:﴿ لم تحاجون في إبراهيم ﴾[آل عمران/65]، وقال تعالى:﴿ ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم ﴾[آل عمران/66]، وقال تعالى:﴿ وإذ يتحاجون في النار ﴾[غافر/47]، وسمي سبر الجراحة حجا، قال الشاعر: - 105 - يحج مأمومة في قعرها لجف (الشطر لعذار بن درة الطائي، وعجزه: فاست الطبيب قذاها كالمغاريد وهو في المجمل 1/221؛ والمعاني الكبير 2/977؛ واللسان: (حج))