- يقال بجس الماء وانبجس: انفجر، لكن الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء ضيق، والانفجار يستعمل فيه وفيما يخرج من شيء واسع، ولذلك قال عز وجل:﴿ فانبجست منه اثنتا عشرة عينا ﴾[الأعراف/160]، وقال في موضع آخر:﴿ فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ﴾[البقرة/60]، فاستعمل حيث ضاق المخرج اللفظان (قال أبو جعفر بن الزبير: إن الواقع في الأعراف طلب بني إسرائيل من موسى عليه السلام السقيا، والوارد في البقرة طلب موسى عليه السلام من ربه، فطلبهم ابتداء فأشبه الابتداء، وطلب موسى غاية لطلبهم لأنه واقع بعده ومرتب عليه، فأشبه الابتداء الابتداء والغاية الغاية، فقيل جوابا لطلبهم فانبجست، وقيل إجابة لطلبه: فانفجرت، وتناسب على ذلك. وقال: الانبجاس: ابتداء الانفجار، والانفجار بعده غاية له. راجع ملاك التأويل 1/67 - 68)، قال تعالى:﴿ وفجرنا خلالهما نهرا ﴾[الكهف/33]، وقال:﴿ وفجرنا الأرض عيونا ﴾[القمر/12] ولم يقل: بجسنا