بيان
تشير الآيات إلى نبذة من قصص داود و سليمان إذ آتاهما الله من فضله إذ أنعم على داود بتسخير الجبال و الطير معه و تليين الحديد له، و سخر لسليمان الريح غدوها شهر و رواحها شهر و سخر الجن يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل و غيرها و أمرهما بالعمل الصالح شكرا و كانا عبدين شكورين.
ثم إلى قصة سبإ حيث أنعم عليهم بجنتين عن اليمين و الشمال ليعيشوا فيها عيشا رغدا فكفروا بالنعمة و أعرضوا عن الشكر فأرسل عليهم سيل العرم و بدل جنتيهم جنتين دون ذلك و قد كان عمر بلادهم فكفروا فجعلهم أحاديث و مزقهم كل ممزق، كل ذلك لكفرهم النعمة و إعراضهم عن الشكر و لا يجازى إلا الكفور.
وجه اتصال القصص على ما تقدم من حديث البعث أن الله هو المدبر لأمور عباده و هم مغمورون في أنواع نعمه و للمنعم على المنعم عليه الشكر على نعمته و عليه أن يميز بين الشاكرين لنعمته و الكافر بها و إذ لا ميز في هذه النشأة فهناك نشأة أخرى يتميز فيها الفريقان فالبعث لا مفر عنه.
قوله تعالى: «و لقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه و الطير و ألنا له الحديد» الفضل العطية و التأويب الترجيع من الأوب بمعنى الرجوع و المراد به ترجيع الصوت بالتسبيح بدليل قوله فيه في موضع آخر: «إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي و الإشراق و الطير محشورة كل له أواب»: ص: 19. و الطير معطوف على محل الجبال و منه يظهر فساد قول بعضهم: إن الأوب بمعنى السير و أن الجبال كانت تسير معه حيثما سار.
و قوله: «يا جبال أوبي معه و الطير» بيان للفضل الذي أوتي داود و قد وضع فيه الخطاب الذي خوطبت به الجبال و الطير فسخرتا به موضع نفس التسخير الذي هو العطية و هو من قبيل وضع السبب موضع المسبب و المعنى: سخرنا الجبال له تئوب معه و الطير، و هذا هو المتحصل من تسخير الجبال و الطير له كما يشير إليه قوله: «إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي و الإشراق و الطير محشورة كل له أواب»: ص: 19. و قوله: «و ألنا له الحديد» أي و جعلناه لينا له على ما به من الصلابة.
قوله تعالى: «أن اعمل سابغات و قدر في السرد» إلخ، السابغات جمع سابغة و هي الدرع الواسعة، و السرد نسج الدرع، و تقديره الاقتصاد فيه بحيث تتناسب حلقه أي اعمل دروعا واسعة و أجعلها متناسبة الحلق، و جملة «أن اعمل» إلخ، نوع تفسير لا لأنه الحديد له.
و قوله: «و اعملوا صالحا إني بما تعملون بصير» معنى الجملة في نفسها ظاهر و هي لوقوعها في سياق بيان إيتاء الفضل و عد النعم تفيد معنى الأمر بالشكر كأنه قيل: و قلنا اشكر النعم أنت و قومك بالعمل الصالح.
قوله تعالى: «و لسليمان الريح غدوها شهر و رواحها شهر» إلخ، أي و سخرنا لسليمان الريح مسير غدو تلك الريح - و هو أول النهار إلى الظهر - مسير شهر و رواح تلك الريح - و هو من الظهر إلى آخر النهار - مسير شهر أي أنها تسير في يوم مسير شهرين.
و قوله: «و أسلنا له عين القطر» الإسالة إفعال من السيلان بمعنى الجريان و القطر النحاس أي و أذبنا له القطر فسالت كالعين الجارية.
قوله: «و من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه»، أي و جمع من الجن - بدليل قوله بعد: «يعملون له» - يعمل بين يديه بإذن ربه مسخرين له «و من يزغ» أي ينحرف «عن أمرنا» و لم يطع سليمان «نذقه من عذاب السعير» ظاهر السياق أن المراد به عذاب النار في الدنيا دون الآخرة، و في لفظ الآية دلالة على أن المسخر له كان بعض الجن لا جميعهم.
قوله تعالى: «يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل و جفان كالجواب و قدور راسيات» إلخ، المحاريب جمع محراب و هو مكان إقامة الصلاة و العبادة، و التماثيل جمع تمثال و هي الصورة المجسمة من الشيء و الجفان جمع جفنة و هي صحفة الطعام، و الجوابي جمع جابية الحوض الذي يجبى أي يجمع فيه الماء، و القدور جمع قدر و هو ما يطبخ فيه الطعام، و الراسيات الثابتات و المراد بكون القدور راسيات كونها ثابتات في أمكنتها لا يزلن عنها لعظمها.
و قوله: «اعملوا آل داود شكرا» خطاب لسليمان و سائر من معه من آل داود أن يعملوا و يعبدوا الله شكرا له، و قوله: «و قليل من عبادي الشكور» أي الشاكر لله شكرا بعد شكر و الجملة إما في مقام ترفيع مقام أهل الشكر بأن المتمكنين في هذا المقام قليلون و هم الأوحديون من الناس، و إما في مقام التعليل كأنه قيل: إنهم قليل فكثروا عدتهم.
قوله تعالى: «فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته» المراد بدابة الأرض الأرضة على ما وردت به الروايات و المنسأة العصا و قوله: «فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين» الخرور السقوط على الأرض.
و يستفاد من السياق أنه (عليه السلام) لما قبض كان متكئا على عصاه فبقي على تلك الحال قائما متكئا على عصاه زمانا لا يعلم بموته إنس و لا جن فبعث الله عز و جل أرضة فأخذت في أكل منسأته حتى إذا أكلت انكسرت العصا و سقط سليمان على الأرض فعلموا عند ذلك بموته و تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان المستور عنهم و ما لبثوا هذا المقدار من الزمان - و هو من حين قبضه إلى خروره - في العذاب المهين المذل لهم.
قوله تعالى: «لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين و شمال» إلخ، سبأ العرب العاربة باليمن سموا - كما قيل - باسم أبيهم سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و قوله: «عن يمين و شمال» أي عن يمين مسكنهم و شماله.
و قوله: «كلوا من رزق ربكم» أمر بالأكل من جنتين و هو كناية عن رزقهم منهما، ثم بالشكر له على نعمته و رزقه، و قوله: «بلدة طيبة و رب غفور» أي بلدة ملائمة صالحة للمقام و رب كثير الغفران لا يؤاخذكم بسيئاتكم.
قوله تعالى: «فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم و بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط و أثل و شيء من سدر قليل» العرم المسناة التي تحبس الماء، و قيل: المطر الشديد و قيل غير ذلك، و الأكل بضمتين كل ثمرة مأكولة، و الخمط - على ما قيل - كل نبت أخذ طعما من المرارة، و الأثل الطرفاء و قيل: شجر يشبهها أعظم منها لا ثمرة له، و السدر معروف، و الأثل و شيء معطوفان على «أكل» لا على خمط.
و المعنى: فأعرضوا أي قوم سبإ عن الشكر الذي أمروا به فجازيناهم و أرسلنا عليهم سيل العرم فأغرق بلادهم و ذهب بجنتيهم و بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي ثمرة مرة و ذواتي طرفاء و شيء قليل من السدر.
قوله تعالى: «ذلك جزيناهم بما كفروا و هل نجازي إلا الكفور» «ذلك» إشارة إلى ما ذكر من إرسال السيل و تبديل الجنتين و محله النصب مفعولا ثانيا لجزيناهم و الفرق بين الجزاء و المجازاة - كما قيل إن المجازاة لا تستعمل إلا في الشر و الجزاء أعم.
و المعنى: جزينا سبأ ذلك الجزاء بسبب كفرهم و إعراضهم عن الشكر - أو في مقابلة ذلك - و لا نجازي بالسوء إلا من كان كثير الكفران لأنعم الله.
قوله تعالى: «و جعلنا بينهم و بين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة» إلخ، ضمير «بينهم» لسبإ و الكلام مسوق لبيان تتمة قصتهم المطلوب ذكرها و هو عطف على قوله: «كان لسبإ» و المراد بالقرى التي باركنا فيها القرى الشامية، و المراد بكون القرى ظاهرة كونها متقاربة يرى بعضها من بعض.
و قوله: «و قدرنا فيها السير» أي جعلنا السير فيها على نسبة مقدرة متناسبة غير مختلفة فالنسبة بين واحدة منها و ما يليها كالنسبة بين ما يليها و ما يليه، و قوله: «سيروا فيها ليالي و أياما آمنين» على تقدير القول أي و قلنا: سيروا في هذه القرى على أمن إن شئتم ليالي و إن شئتم أياما، و المراد قررنا فيها الأمن يسيرون فيها متى ما شاءوا من غير خوف و قلق.
قوله تعالى: «فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا و ظلموا أنفسهم» إلخ، أي أنعمنا عليهم ما أنعمنا من وفور الفواكه و قرب المنازل و أمن الطرق و سهولة السير و رغد العيش فملوا ذلك و سئموه و قالوا: ربنا باعد بين أسفارنا أي اجعل أسفارنا ذوات مسافات بعيدة نركب فيها الرواحل و نقطع المفاوز و البوادي و هذا بغي منهم و كفران كما طلبت بنو إسرائيل الثوم و البصل مكان المن و السلوى.
و بالجملة أتم الله نعمه عليهم في السفر بقرب المنازل و أمن الطرق و وفور النعمة كما أتم نعمه عليهم في الحضر و أراد منهم الشكر على ذلك فكفروا بنعمه في السفر كما كفروا بها في الحضر، فأسرع الله في إسعاف ما اقترحوه فخرب بلادهم و فرق جمعهم و شتت شملهم.
فقوله: «فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا» اقتراح ضمني لتخريب بلادهم، و قوله: «و ظلموا أنفسهم» أي بالمعاصي.
و قوله: «فجعلناهم أحاديث و مزقناهم كل ممزق» أي أزلنا أعيانهم و آثارهم فلم يبق منهم إلا أحاديث يحدث بها فيما يحدث فعادوا أسماء لا مسمى لهم إلا في وهم المتوهم و خيال المتخيل و فرقناهم كل تفرق فلم يبق من أجزاء وجودهم جزآن مجتمعان إلا فرقنا بينهما فصاروا كسدى لا شبح له بعد ما كانوا مجتمعا ذا قوة و شوكة حتى ضرب بهم المثل «تفرقوا أيادي سبإ».
و قوله: «إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور» أي في هذا الذي ذكر من قصتهم لآيات لكل من كثر صبره في جنب الله و كثر شكره لنعمه التي لا تحصى يستدل بتلك الآيات على أن على الإنسان أن يعبد ربه شكرا لنعمه و أن وراءه يوما يبعث فيه و يجزى بعمله.
قوله تعالى: «و لقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين» أي حقق إبليس عليهم ظنه أو وجد ظنه صادقا عليهم إذ قال لربه: «لأغوينهم و لأضلنهم» «و لا تجد أكثرهم شاكرين»، و قوله: «فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين» بيان لتصديقه ظنه.
و منه يظهر أن ضمير الجمع في «عليهم» هاهنا و كذا في الآية التالية لعامة الناس لا لسبإ خاصة و إن كانت الآية منطبقة عليهم.
قوله تعالى: «و ما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك» ظاهر السياق أن المراد أنهم لم يتبعوه عن سلطان له عليهم يضطرهم إلى اتباعه حتى يكونوا معذورين بل إنما اتبعوه عن سوء اختيارهم فهم يختارون اتباعه فيتسلط عليهم لا أنه يتسلط فيتبعونه، قال تعالى: «إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين»: الحجر: 42، و قال حاكيا عن إبليس يوم القيامة: «و ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم»: إبراهيم: 22.
و منشأ اتباعهم له ريب و شك في قلوبهم من الآخرة يظهر منهم بظهور أثره الذي هو الاتباع لإبليس، فإذنه سبحانه لإبليس أن يتسلط عليهم من طريق اختيارهم هذا المقدار من التسلط ليمتاز به أهل الشك في الآخرة من أهل الإيمان به و لا يرفع ذلك مسئوليتهم في اتباعه لكونه عن اختيار منهم.
فقوله: «و ما كان له عليهم من سلطان» نفي لكل سلطان، و قوله: «إلا لنعلم» أي لنميز «من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك» استثناء لسلطانه عليهم من طريق اتباعهم له عن اختيار منهم، و قد وضع فيه الغاية موضع ذي الغاية أي التمييز المذكور موضع التسلط من طريق الاتباع الاختياري.
و تقييد الإيمان و الشك بالآخرة في الآية لمكان أن الرادع الوحيد عن المعصية و الداعي إلى الطاعة هو الإيمان بالآخرة دون الإيمان بالله و رسوله لو لا الآخرة كما قال تعالى: «إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب»: ص: 26. و قوله: «و ربك على كل شيء حفيظ» أي عالم علما لا يفوته المعلوم بنسيان أو سهو أو غير ذلك و فيه تحذير عن الكفران و المعصية و إنذار لأهل الكفر و المعصية.
بحث روائي
في كمال الدين، بإسناده إلى هشام بن سالم عن الصادق (عليه السلام): في حديث يذكر فيه قصة داود (عليه السلام) قال: إنه خرج يقرأ الزبور و كان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل و لا حجر و لا طائر إلا أجابه.
و في تفسير القمي،: قوله عز و جل: «أن اعمل سابغات» قال: الدروع «و قدر في السرد» قال: المسامير التي في الحلقة، و قوله عز و جل: «و لسليمان الريح غدوها شهر و رواحها شهر» قال: كانت الريح تحمل كرسي سليمان فتسير به في الغداة مسيرة شهر و بالعشي مسيرة شهر.
و في الكافي، بإسناده عن داود بن الحصين و عن أبان بن عثمان عن الفضل أبي العباس قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): «يعملون له ما يشاء - من محاريب و تماثيل و جفان كالجواب» قال: ما هي تماثيل الرجال و النساء و لكنها تماثيل الشجر و شبهه.
و فيه، عن بعض أصحابنا مرفوعا عن هشام بن الحكم قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): يا هشام ثم مدح الله القلة فقال: «و قليل من عبادي الشكور». أقول: و قد وقع هذا المعنى في عدة روايات و هو ينطبق على أحد المعنيين المتقدمين في ذيل الآية.
و في العلل، بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أمر سليمان بن داود الجن فصنعوا له قبة من قوارير فبينا هو متكىء على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف ينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبة قال له: من أنت؟ قال: أنا الذي لا أقبل الرشا و لا أهاب الملوك أنا ملك الموت. فقبضه و هو قائم متكىء على عصاه في القبة و الجن ينظرون إليه. قال: فمكثوا سنة يدأبون له حتى بعث الله عز و جل الأرضة فأكلت منسأته و هي العصا، فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين الحديث.
أقول: و بقاؤه (عليه السلام) على حال القيام متكئا على عصاه سنة وارد في عدة من روايات الشيعة و أهل السنة.
و في المجمع، في الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن سبإ أ رجل هو أم امرأة؟ فقال: هو رجل من العرب ولد عشرة تيامن منهم ستة و تشاءم أربعة فأما الذين تيامنوا فالأزد و كندة و مذحج و الأشعرون و أنمار و حمير فقال رجل من القوم: ما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم و بجيلة. و أما الذين تشاءموا فعاملة و جذام و لخم و غسان: أقول: و رواه في الدر المنثور، عن عدة من أرباب الجوامع و السنن عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) و المراد بالتيامن و التشاؤم السكونة باليمن و الشام.
و في الكافي، بإسناده عن سدير قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل. «قالوا ربنا باعد بين أسفارنا و ظلموا أنفسهم» الآية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض و أنهار جارية و أموال ظاهرة فكفروا نعم الله عز و جل و غيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمة و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فأرسل الله عليهم سيل العرم ففرق قراهم و خرب ديارهم و ذهب بأموالهم و أبدلهم مكان جنانهم جنتين ذواتي أكل خمط و أثل و شيء من سدر قليل ثم قال: «ذلك جزيناهم بما كفروا و هل نجازي إلا الكفور».
أقول: و ورد في عدة من الروايات أن القرى التي بارك الله فيها هم أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و القرى الظاهرة هم الوسائط بينهم و بين الناس من حملة أحاديثهم و غيرهم، و هو من بطن القرآن و ليس من التفسير في شيء.
|