بيان
كانت الدعوة النبوية تدعو الوثنية إلى توحيد الربوبية و إن الله تعالى هو ربهم و رب كل شيء، و كانت الدعوة من طريق الإنذار و التبشير و خاصة بالإنذار و كان الإنذار بعذاب الله في الدنيا للمكذبين عذاب الاستئصال، و في الآخرة بالعذاب الخالد يوم القيامة و هو العمدة في نجاح الدعوة إذ لو لا الحساب و الجزاء يوم القيامة كان الإيمان بالوحدانية و النبوة لغى لا أثر له.
و المشركون باتخاذهم آلهة دون الله سبحانه شددوا الإنكار لأصول التوحيد و النبوة و المعاد، و كانوا يتعنتون بإنكار المعاد و الإصرار على نفيه و الاستهزاء به من أي طريق ممكن لما يرون أن في بطلانه بطلان الأصلين الآخرين.
و السورة تذكر المعاد و إنكارهم له فتبدأ به و تختم عليه لكن لا من حيث نفسه كما جرى عليه الكلام في مواضع من كلامه بل من حيث إنه يوم الجزاء و إن الله الذي وعدهم به هو ربهم و هو الذي وعدهم به و وعده صدق لا ريب فيه.
و لذلك لما انساق الكلام إلى الاحتجاج عليه احتجت بأدلة التوحيد من آيات الأرض و السماء و الأنفس و ما عاقب الله به الأمم الماضين إثر دعوتهم إلى التوحيد و تكذيبهم لرسله، و ليس إلا ليثبت بها التوحيد فيثبت به يوم الجزاء الذي وعده الله و الله لا يخلف الميعاد و أخبرت به الدعوة النبوية فيندفع بذلك إنكارهم للجزاء و قد توسلوا بذلك إلى إبطال دين التوحيد و رسالة الرسول لصيرورة الإيمان به لغوا لا أثر له كما تقدمت الإشارة إليه.
و السورة مكية لشهادة سياق آياتها عليه و لم يختلف في ذلك أحد، و من غرر آياتها قوله تعالى: «و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون».
و الفصل الذي أوردناه من الآيات مفتتح الكلام يذكر فيه أن الجزاء الذي وعدوه صدق و إنكارهم له و تعنتهم بذلك تخرص ثم يصف يوم الجزاء و حال المتقين و المنكرين فيه.
قوله تعالى: «و الذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا» الذاريات جمع الذارية من قولهم: ذرت الريح التراب تذروه ذروا إذا أطارته و الوقر بالكسر فالسكون ثقل الحمل في الظهر أو في البطن.
و في الآيات إقسام بعد إقسام يفيد التأكيد بعد التأكيد للمقسم عليه و هو الجزاء على الأعمال فقوله: «و الذاريات ذروا» إقسام بالرياح المثيرة للتراب، و قوله: فالحاملات وقرا» بالفاء المفيدة للتأخير و الترتيب معطوف على الذاريات و إقسام بالسحب الحاملة لثقل الماء، و قوله: «فالجاريات يسرا» عطف عليه و إقسام بالسفن الجارية في البحار بيسر و سهولة.
و قوله: «فالمقسمات أمرا» عطف على ما سبقه و إقسام بالملائكة الذين يعملون بأمره فيقسمونه باختلاف مقاماتهم فإن أمر ذي العرش بالخلق و التدبير واحد فإذا حمله طائفة من الملائكة على اختلاف أعمالهم انشعب الأمر و تقسم بتقسمهم ثم إذا حمله طائفة هي دون الطائفة الأولى تقسم ثانيا بتقسمهم و هكذا حتى ينتهي إلى الملائكة المباشرين للحوادث الكونية الجزئية فينقسم بانقسامها و يتكثر بتكثرها.
و الآيات الأربع - كما ترى - تشير إلى عامة التدبير حيث ذكرت أنموذجا مما يدبر به الأمر في البر و هو الذاريات ذروا، و أنموذجا مما يدبر به الأمر في البحر و هو الجاريات يسرا و أنموذجا مما يدبر به الأمر في الجو و هو الحاملات وقرا، و تمم الجميع بالملائكة الذين هم وسائد التدبير و هم المقسمات أمرا.
فالآيات في معنى أن يقال: أقسم بعامة الأسباب التي يتمم بها أمر التدبير في العالم أن كذا كذا، و قد ورد من طرق الخاصة و العامة عن علي عليه أفضل السلام تفسير الآيات الأربع بما تقدم.
و عن الفخر الرازي في التفسير الكبير، أن الأقرب حمل الآيات الأربع جميعا على الرياح فإنها كما تذرو التراب ذروا تحمل السحب الثقال و تجري في الجو بيسر و تقسم السحب على الأقطار من الأرض.
و الحق أن ما استقربه بعيد، و ما تقدم من المعنى أبلغ مما ذكره.
قوله تعالى: «إنما توعدون لصادق و إن الدين لواقع» «ما» موصولة، و الضمير العائد إليها محذوف أي الذين توعدونه، أو مصدرية، و «توعدون» من الوعد كما يؤيده قوله: «و إن الدين لواقع» الشامل لمطلق الجزاء، و قيل: من الإيعاد كما يؤيده قوله: «فذكر بالقرآن من يخاف وعيد»: ق - 45.
وعد الوعد صادقا من المجاز في النسبة كما في قوله: «في عيشة راضية»: الحاقة: 21 أو الصادق بمعنى ذو صدق كما قيل بمثله في قوله: «في عيشة راضية» و الدين الجزاء.
و كيف كان فقوله: «إنما توعدون لصادق» جواب القسم، و قوله: «و إن الدين لواقع» معطوف عليه بمنزلة التفسير، و المعنى أقسم بكذا و كذا أن الذي توعدونه - و هو الذي يعدهم القرآن أو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما أنزل إليه - من يوم البعث و أن الله سيجزيهم فيه بأعمالهم إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا لصادق، و إن الجزاء لواقع.
قوله تعالى: «و السماء ذات الحبك» الحبك بمعنى الحسن و الزينة، و بمعنى الخلق المستوي، و يأتي جمعا لحبيكة أو حباك بمعنى الطريقة كالطرائق التي تظهر على الماء إذا تثنى و تكسر من مرور الرياح عليه.
و المعنى على الأول: أقسم بالسماء ذات الحسن و الزينة نظير قوله تعالى: «إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب»: الصافات: 6، و على الثاني: أقسم بالسماء ذات الخلق المستوي نظير قوله: «و السماء بنيناها بأيد»: الآية 47 من السورة و على الثالث أقسم بالسماء ذات الطرائق نظير قوله: «و لقد خلقنا فوقكم سبع طرائق»: المؤمنون: 17.
و لعل المعنى الثالث أظهر لمناسبته لجواب القسم الذي هو اختلاف الناس و التشتت طرائقهم كما أن الأقسام السابقة: «و الذاريات ذروا» إلخ كانت مشتركة في معنى الجري و السير مناسبة لجوابها: «إنما توعدون» إلخ المتضمن لمعنى الرجوع إلى الله و السير إليه.
قوله تعالى: «إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك» القول المختلف ما يتناقض و يدفع بعضه بعضا و حيث إن الكلام في إثبات صدق القرآن أو الدعوة أو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما وعدهم من أمر البعث و الجزاء فالمراد بالقول المختلف - على الأقرب - قولهم المختلف في أمر القرآن لغرض إنكار ما يثبته فتارة يقولون: إنه سحر و الجائي به ساحر، و تارة يقولون: زجر و الجائي به مجنون، و تارة يقولون: إلقاء شياطين الجن و الجائي به كاهن، و تارة يقولون: شعر و الجائي به شاعر، و تارة أنه افتراء، و تارة يقولون إنما يعلمه بشر، و تارة يقولون: أساطير الأولين اكتتبها.
و قوله: «يؤفك عنه من أفك» الإفك الصرف، و ضمير «عنه» إلى الكتاب من حيث اشتماله على وعد البعث و الجزاء، و المعنى: يصرف عن القرآن من صرف، و قيل: الضمير للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و المعنى: يصرف عن الإيمان به من صرف، و قد عرفت أن المعنى السابق أوفق للسياق و إن كان مآل المعنيين واحدا.
و حكي عن بعضهم أن ضمير «عنه» لما توعدون أو للدين أقسم تعالى أولا بالذاريات و غيرها على أن البعث و الجزاء حق ثم أقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه فمنهم شاك و منهم جاحد ثم قال تعالى: يؤفك عن الإقرار بأمر البعث و الجزاء من هو مأفوك.
و هذا الوجه قريب من الوجه السابق.
و عن بعضهم: أن الضمير لقول مختلف و «عن» للتعليل كما في قوله تعالى: «و ما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك»: هود: 53 فيكون الجملة صفة لقول و المعنى: أنكم لفي قول مختلف يؤفك بسببه من أفك، و هو وجه حسن.
و قيل: الضمير في «أنكم» للمسلم و الكافر جميعا فيكون المراد بالقول المختلف قول المسلمين بوقوع البعث و الجزاء و قول الكفار بعدم الوقوع.
و لعل السياق لا يلائمه و قيل: بعض وجوه أخر رديئة لا جدوى في التعرض له.
قوله تعالى: «قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون يسألون أيان يوم الدين» أصل الخرص القول بالظن و التخمين من غير علم، و لكون القول بغير علم في خطر من الكذب يسمى الكذاب خراصا، و الأشبه أن يكون المراد بالخراصين في الآية القوالين من غير علم و دليل و هم الخائضون في أمر البعث و الجزاء المنكرون له بغير علم.
و في قوله: «قتل الخراصون» دعاء عليهم بالقتل و هو كناية عن نوع من الطرد و الحرمان من الفلاح و إليه يئول قول من فسره باللعن.
و قوله: «الذين هم في غمرة ساهون» الغمرة - كما ذكر الراغب - معظم الماء الساتر لمقرها، و جعل مثلا للجهالة التي تغمر صاحبها، و المراد بالسهو - كما قيل - مطلق الغفلة.
و معنى الآية و هي تصف الخراصين: الذين هم في جهالة أحاطت بهم غافلون عن حقيقة ما أخبروا به.
و قوله: «يسألون أيان يوم الدين» ضمير الجمع للخراصين قول قالوه على طريق الاستعجال استهزاء كقولهم: «متى هذا الوعد إن كنتم صادقين»: يس - 48.
و السؤال بأيان - الموضوعة للسؤال عن زمان مدخولها - عن يوم الدين و هو ظاهر في الزمان إنما هو بعناية أن يوم الدين لكونه موعودا ملحق بالزمانيات فيسأل عنه كما يسأل عن الزمانيات بأيان و متى كما يقال: متى يوم العيد لكونه ذا شأن ملحقا لذلك بالزمانيات كذا قيل.
و يمكن أن يكون من التوسع في معنى الظرفية بأن يعد أوصاف الظرف الخاصة به ظرفا توسعا فيكون السؤال عن زمان الزمان سؤالا عن أنه بعد أي زمان أو قبل أي زمان؟ كما يقال: متى يوم العيد؟ فيجاب بأنه بعد عشرة أيام مثلا أو قبل يوم كذا، و هو توسع جار في العرف غير مختص بكلام العرب، و في القرآن منه شيء كثير.
قوله تعالى: «يوم هم على النار يفتنون» ضمير الجمع للخراصين، و الفتن في الأصل إدخال الذهب النار ليظهر جودته ثم استعمل في مطلق الإحراق و التعذيب، و الظرف متعلق بفعل محذوف أو مبتدأ، و الآية جواب عن سؤالهم عدل فيه عن بيان وقت يوم الدين إلى بيان صفته و الإشارة إلى حالهم فيه لما أن وقته من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله قال تعالى: «لا يجليها لوقتها إلا هو».
و تقدير الآية و معناها: يقع يوم الدين أو هو واقع يوم هم أي الخراصون في النار يعذبون أو يحرقون.
قوله تعالى: «ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون» حكاية خطاب منه تعالى أو من الملائكة بأمره للخراصين و هم يفتنون على النار يومئذ.
و المعنى: يقال لهم ذوقوا العذاب الذي يخصكم.
هذا العذاب هو الذي كنتم تستعجلون به إذ تقولون استعجالا و استهزاء: أيان يوم الدين.
قوله تعالى: «إن المتقين في جنات و عيون» بيان لحال المتقين يوم الدين بعد وصف حال أولئك الخراصين.
و تنكير جنات و عيون للإشارة إلى عظم قدرها كأنها بحيث لا يقدر الواصفون على وصفها، و قد ألحقت العيون بالجنات في ظرفيتها توسعا.
قوله تعالى: «آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين» أي قابلين ما أعطاهم ربهم الرءوف بهم راضين عنه و بما أعطاهم كما يفيده خصوص التعبير بالأخذ و الإيتاء و نسبة الإيتاء إلى ربهم.
و قوله: «إنهم كانوا قبل ذلك محسنين» تعليل لما تقدمه أي إن حالهم تلك الحال لأنهم كانوا قبل ذلك أي في الدنيا ذوي إحسان في أعمالهم أي ذوي أعمال حسنة.
قوله تعالى: «كانوا قليلا من الليل ما يهجعون» الآيات تفسير لإحسانهم، و الهجوع النوم في الليل و قيل: النوم القليل.
و يمكن أن تكون: ما زائدة و «يهجعون» خبر كانوا، و «قليلا» ظرفا متعلقا به أي في زمان قليل أو صفة لمفعول مطلق محذوف أي هجوعا قليلا و «من الليل» متعلقا بقليلا و المعنى: كانوا ينامون في زمان قليل من الليل أو ينامون الليل نوما قليلا.
و أن تكون موصولة و الضمير العائد إليها محذوفا و «قليلا» خبر كانوا و الموصول فاعله و المعنى: كانوا قليلا من الليل الذي يهجعون فيه.
و أن تكون مصدرية و المصدر المسبوك منها و من مدخولها فاعلا لقوله: «قليلا» و هو خبر «كانوا».
و على أي حال فالقليل من الليل إما مأخوذ بالقياس إلى مجموع زمان كل ليلة فيفيد أنهم يهجعون كل ليلة زمانا قليلا منها و يصلون أكثرها، و إما مأخوذ بالقياس إلى مجموع الليالي فيفيد أنهم يهجعون في قليل من الليالي و يقومون للصلاة في أكثرها أي لا يفوتهم صلاة الليل إلا في قليل من الليالي.
قوله تعالى: «و بالأسحار هم يستغفرون» أي يسألون الله المغفرة لذنوبهم، و قيل: المراد بالاستغفار الصلاة و هو كما ترى.
قوله تعالى: «و في أموالهم حق للسائل و المحروم» الآيتان السابقتان تبينان خاصة سيرتهم في جنب الله سبحانه و هي قيام الليل و الاستغفار بالأسحار و هذه الآية تبين خاصة سيرتهم في جنب الناس و هي إيتاء السائل و المحروم.
و تخصيص حق السائل و المحروم بأنه في أموالهم - مع أنه لو ثبت فإنما يثبت في كل مال - دليل على أن المراد أنهم يرون بصفاء فطرتهم أن في أموالهم حقا لهما فيعملون بما يعملون نشرا للرحمة و إيثارا للحسنة.
و السائل هو الذي يسأل العطية بإظهار الفاقة و المحروم هو الذي حرم الرزق فلم ينجح سعيه في طلبه و لا يسأل تعففا.
بحث روائي
في تفسير القمي، حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: «و الذاريات ذروا» فقال: إن ابن الكوا سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن «الذاريات ذروا» قال: الريح، و عن «فالحاملات وقرا» فقال: هي السحاب، و عن «فالجاريات يسرا» فقال: هي السفن، و عن «فالمقسمات أمرا» فقال: الملائكة.
أقول: و الحديث مروي من طرق أهل السنة أيضا كما في روح المعاني.
و في الدر المنثور، أخرج عبد الرزاق و الفاريابي و سعيد بن منصور و الحارث بن أبي أسامة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن الأنباري في المصاحف، و الحاكم و صححه و البيهقي في شعب الإيمان، من طرق عن علي بن أبي طالب في قوله: «و الذاريات ذروا» قال: الرياح «فالحاملات وقرا» قال: السحاب «فالجاريات يسرا» قال: السفن «فالمقسمات أمرا» قال: الملائكة.
و في المجمع، قال أبو جعفر و أبو عبد الله (عليه السلام): لا يجوز لأحد أن يقسم إلا بالله تعالى، و الله يقسم بما شاء من خلقه.
و في الدر المنثور، أخرج ابن منيع عن علي بن أبي طالب أنه سئل عن قوله: «و السماء ذات الحبك» قال: ذات الخلق الحسن:. أقول: و روي مثله في المجمع، و لفظه: و قيل: ذات الحسن و الزينة: عن علي (عليه السلام) و في جوامع الجامع، و لفظه: و عن علي (عليه السلام): حسنها و زينتها.
و في بعض الأخبار: في قوله تعالى: «إنكم لفي قول مختلف - يؤفك عنه من أفك» تطبيقه على الولاية.
و في المجمع،: في قوله تعالى: «كانوا قليلا من الليل ما يهجعون» و قيل معناه: كانوا أقل ليلة تمر بهم إلا صلوا فيها: و هو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام).
و فيه، في قوله تعالى: «و بالأسحار هم يستغفرون» و قال أبو عبد الله (عليه السلام): كانوا يستغفرون الله في الوتر سبعين مرة في السحر.
و في الدر المنثور، أخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن آخر الليل في التهجد أحب إلي من أوله لأن الله يقول: «و بالأسحار هم يستغفرون».
و فيه، أخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله: «و بالأسحار هم يستغفرون» قال: يصلون.
أقول: لعل تفسير الاستغفار بالصلاة من جهة اشتمال الوتر عليه كإرادة الصلاة من القرآن في قوله: «و قرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا»: إسراء: 78.
و في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «و في أموالهم حق للسائل و المحروم» قال: السائل الذي يسأل، و المحروم الذي قد منع كده.
و في التهذيب، بإسناده عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال: المحروم المحارف الذي قد حرم كد يده في الشراء و البيع.
قال: و في رواية أخرى عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المحروم الرجل ليس بعقله بأس و لا يبسط له في الرزق و هو محارف.
|