بيان
تذكر السورة أن خلقة الإنسان مبنية على التعب و المشقة فلا تجد شأنا من شئون الحياة إلا مقرونا بمرارة الكد و التعب من حين يلج في جثمانه الروح إلى أن يموت فلا راحة له عارية من التعب و المشقة و لا سعادة له خالصة من الشقاء و المشأمة إلا في الدار الآخرة عند الله.
فليتحمل ثقل التكاليف الإلهية بالصبر على الطاعة و عن المعصية و ليجد في نشر الرحمة على المبتلين بنوائب الدهر كاليتم و الفقر و المرض و أضرابها حتى يكون من أصحاب الميمنة و إلا فآخرته كأولاه و هو من أصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة.
و سياق آيات السورة، يشبه السياق المكي فيؤيد به كون السورة مكية و قد ادعى بعضهم عليه الإجماع، و قيل: السورة مدنية و السياق لا يساعد عليه، و قيل: مدنية إلا أربع آيات من أولها و سيأتي في البحث الروائي التالي إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: «لا أقسم بهذا البلد» ذكروا أن المراد بهذا البلد مكة و تؤيده مكية سياق السورة و قوله: «و والد و ما ولد» خاصة بناء على كون المراد بوالد هو إبراهيم (عليه السلام) على ما سيجيء.
قوله تعالى: «و أنت حل بهذا البلد» حال من هذا البلد، و وضع الظاهر موضع الضمير في قوله: «بهذا البلد» للدلالة على عظم شأنه و الاعتناء بأمره و هو البلد الحرام، و الحل مصدر كالحلول بمعنى الإقامة و الاستقرار في مكان و المصدر بمعنى الفاعل.
و المعنى أقسم بهذا البلد و الحال أنك حال به مقيم فيه و في ذلك تنبيه على تشرف مكة بحلوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها و كونها مولده و مقامه.
و قيل: الجملة معترضة بين القسم و المقسم به و المراد بالحل المستحل الذي لا حرمة له قال في الكشاف،: و اعترض بين القسم و المقسم عليه بقوله: «و أنت حل بهذا البلد» يعني و من المكابدة أن مثلك على عظم حرمتك يستحل بهذا البلد الحرام كما يستحل الصيد في غير الحرم - عن شرحبيل - يحرمون أن يقتلوا بها صيدا و يعضدوا بها شجرة و يستحلون إخراجك و قتلك، و فيه تثبيت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و بعث على احتمال ما كان يكابد من أهل مكة و تعجيب من حالهم في عداوته انتهى.
ثم قال: أو سلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقسم ببلده أن الإنسان لا يخلو من مقاساة الشدائد و اعترض بأن وعده فتح مكة تتميما للتسلية و التنفيس عنه فقال: «و أنت حل بهذا البلد» يعني و أنت حل به في المستقبل تصنع فيه ما تريد من القتل و الأسر إلى آخر ما قال، و محصله تفسير الحل بمعنى المحل ضد المحرم، و المعنى و سنحل لك يوم فتح مكة حينا فنقاتل و تقتل فيه من شئت.
قوله تعالى: «و والد و ما ولد» لزوم نوع من التناسب و الارتباط بين القسم و المقسم عليه يستدعي أن يكون المراد بوالد و ما ولد من بينه و بين البلد المقسم به نسبة ظاهرة و ينطبق على إبراهيم و ولده إسماعيل (عليه السلام) و هما السببان الأصليان لبناء بلدة مكة و البانيان للبيت الحرام قال تعالى: «و إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت و إسماعيل»: البقرة: 127 و إبراهيم (عليه السلام) هو الذي سأل الله أن يجعل مكة بلدا آمنا قال تعالى: «و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا»: إبراهيم: 35.
و تنكير «والد» للتعظيم و التفخيم، و التعبير بقوله «و ما ولد» دون أن يقال: و من ولد، للدلالة على التعجيب من أمره مدحا كما في قوله: «و الله أعلم بما وضعت»: آل عمران: 36.
و المعنى و أقسم بوالد عظيم الشأن هو إبراهيم و ما ولد من ولد عجيب أمره مبارك أثره و هو إسماعيل ابنه و هما البانيان لهذا البلد فمفاد الآيات الثلاث الإقسام بمكة المشرفة و بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو حل فيها و بإبراهيم و إسماعيل اللذين بنياها.
و قيل: المراد بالوالد إبراهيم و بما ولد جميع أولاده من العرب.
و فيه أن من البعيد أن يقارن الله سبحانه بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و إبراهيم (عليه السلام) و بين أمثال أبي لهب و أبي جهل و غيرهم من أئمة الكفر فيقسم بهم جميعا في سياق، و قد تبرأ إبراهيم (عليه السلام) ممن لم يتبعه من بنيه على التوحيد إذ قال فيما حكاه الله: «و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني و من عصاني فإنك غفور رحيم»: إبراهيم: 36.
فعلى من يفسر ما ولد بأولاد إبراهيم أن يخصهم بالمسلمين من ذريته كما في دعاء إبراهيم و إسماعيل عند بنائهما الكعبة على ما حكاه الله: «ربنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا أمة مسلمة لك و أرنا مناسكنا و تب علينا»: البقرة: 128.
و قيل: المراد بوالد و ما ولد، آدم (عليه السلام) و ذريته جميعا بتقريب أن المقسم عليه بهذه الأقسام خلق الإنسان في كبد و قد سن الله في خلق هذا النوع و إبقاء وجوده سنة الولادة فقد أقسم في هذه الآيات بمحصول هذه السنة و هو الوالد و ما ولد على أن الإنسان في كد و تعب بحسب نوع خلقته من حين يحيى إلى حين يموت.
و هذا الوجه في نفسه لا بأس به لكن يبقى عليه بيان المناسبة بين بلدة مكة و بين والد و كل مولود في الجمع بينهما في الأقسام.
و قيل: المراد بهما آدم و الصالحون من ذريته، و كان الوجه فيه تنزيهه تعالى من أن يقسم بأعدائه الطغاة و المفسدين من الكفار و الفساق.
و قيل: المراد بهما كل والد و كل مولود و قيل: من يلد و من لا يلد منهم بأخذ «ما» في «ما ولد» نافية لا موصولة.
و قيل: المراد بوالد هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و بما ولد أمته لأنه بمنزلة الأب لأمته و هي وجوه بعيدة.
قوله تعالى: «لقد خلقنا الإنسان في كبد» الكبد الكد و التعب، و الجملة جواب القسم فاشتمال الكبد على خلق الإنسان و إحاطة الكد و التعب به في جميع شئون حياته مما لا يخفى على ذي لب فليس يقصد نعمة من نعم الدنيا إلا خالصة في طيبها محضة في هنائها و لا ينال شيئا منها إلا مشوبة بما ينغص العيش مقرونة بمقاساة و مكابدة مضافا إلى ما يصيبه من نوائب الدهر و يفاجئه من طوارق الحدثان.
قوله تعالى: «أ يحسب أن لن يقدر عليه أحد» بمنزلة النتيجة لحجة الآية السابقة تقريرها أن الإنسان لما كانت خلقته مبنية على كبد مظروفة له لا ينال قط شيئا مما يريد إلا دون ما يريد أو غير ما يريد فهو محاط في خلقه مغلوب في إرادته مقهور فيما قدر له من الأمر و الذي يغلبه في إرادته و يقهره على التلبس بما قدر له و هو الله سبحانه يقدر عليه من كل جهة فله أن يتصرف فيه بما شاء و يأخذه إذا أراد.
فليس للإنسان أن يحسب أن لن يقدر عليه أحد فيدعوه ذلك إلى أن يعلو على الله و يستكبر عن عبادته أو يعطيه في بعض ما أمر به كالإنفاق في سبيله فيستكثره و يمتن به على الله أو يمكر به تعالى بعد ما عمله رياء و سمعة عملا لوجه الكريم فيقول: أهلكت مالا لبدا.
قوله تعالى: «يقول أهلكت مالا لبدا» اللبد الكثير، سياق الآية و ما يتلوها من الآيات إلى آخر السورة مشعر بأنه كان هناك بعض من أظهر الإسلام أو مال إليه فقد أنفق بعض ماله و امتن به مستكثرا له بقوله: «أهلكت مالا لبدا» فنزلت الآيات و رد الله عليه بأن الفوز بميمنة الحياة لا يتم إلا باقتحام عقبة الإنفاق في سبيل الله و الدخول في زمرة الذين آمنوا و تواصوا بالصبر و المرحمة، و يتأيد به ما سيأتي في البحث الروائي إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: «أ يحسب أن لم يره أحد» إنكار لما هو لازم قول الإنسان «أهلكت مالا لبدا» على طريق التكنية و محصل المعنى أن لازم إخبار الإنسان بإهلاكه مالا لبدا أنه يحسب أنا في غفلة و جهل بما أنفق و قد أخطأ في ذلك فالله سبحانه بصير بما أنفق لكن هذا المقدار لا يكفي في الفوز بميمنة الحياة بل لا بد له من أن يتحمل ما هو أزيد من ذلك من مشاق العبودية فيقتحم العقبة و يكون مع المؤمنين في جميع ما هم فيه.
قوله تعالى: «أ لم نجعل له عينين و لسانا و شفتين و هديناه النجدين» النجد الطريق المرتفع، و المراد بالنجدين طريق الخير و طريق الشر و سميا النجدين لما في سلوك كل منهما من الجهد و الكدح، و فسرا بثديي الأم و هو بعيد.
و قوله: «أ لم نجعل له عينين» أي جهزناه في بدنه بما يبصر به فيحصل له العلم بالمرئيات على سعة نطاقها، و قوله: «و لسانا و شفتين» أي أ و لم نجعل له لسانا و شفتين يستعين بها على التكلم و الدلالة على ما في ضميره من العلم و يهتدي بذلك غيره على العلم بالأمور الغائبة عن البصر.
و قوله: «و هديناه النجدين» أي علمناه طريق الخير و طريق الشر بإلهام منا فهو يعرف الخير و يميزه من الشر فالآية في معنى قوله تعالى: «و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها»: الشمس: 8.
و في الآيات الثلاث حجة على قوله: «أ يحسب أن لم يره أحد» أي على أنه تعالى يرى أعمال عباده و يعلم ما في ضمائرهم من وجوه الأعمال و يميز الخير من الشر و الحسنة من السيئة.
محصلها أن الله سبحانه هو الذي يعرف المرئيات للإنسان بوسيلة عينيه و كيف يتصور أن يعرفه أمرا و هو لا يعرفه؟ و هو الذي يدل الإنسان على ما في الضمير بواسطة الكلام و هل يعقل أن يكشف له عما هو في حجاب عنه؟ و هو الذي يعلم الإنسان و يميز له الخير و الشر بالإلهام و هل يمكن معه أن يكون هو نفسه لا يعلم به و لا يميزه؟ فهو تعالى يرى ما عمله الإنسان و يعلم ما ينويه بعمله و يميز كونه خيرا أو شرا و حسنة أو سيئة.
قوله تعالى: «فلا اقتحم العقبة» الاقتحام الدخول بسرعة و ضغط و شدة، و العقبة الطريق الصعب الوعر الذي فيه صعود من الجبل، و اقتحام العقبة إشارة إلى الإنفاق الذي يشق على منفقه كما سيصرح به.
و قيل: الجملة دعاء على الإنسان القائل: أهلكت مالا لبدا، و ليس بشيء.
قوله تعالى: «و ما أدراك ما العقبة» تفخيم لشأنها كما مر في نظائره.
قوله تعالى: «فك رقبة» أي عتقها و تحريرها أو التقدير هي أي العقبة فك رقبة فالمراد بالعقبة نفس الفك الذي هو العمل و اقتحامه الإتيان به، و الإتيان بالعمل نفس العمل.
و به يظهر فساد قول بعضهم إن فك رقبة اقتحام للعقبة لا نفس العقبة فهناك مضاف محذوف يعود إليه الضمير و التقدير و ما أدراك ما اقتحام العقبة هو - أي الاقتحام - فك رقبة.
و ما ذكر في بيان العقبة من فك الرقبة و الإطعام في يوم ذي مسغبة من مصاديق نشر الرحمة خص بالذكر لمكان الأهمية، و قدم فك الرقبة و ابتدىء به لكمال عناية الدين بفك الرقاب.
قوله تعالى: «أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة» المسغبة المجاعة، و المقربة القرابة بالنسب، و المتربة من التراب و معناها الالتصاق بالتراب من شدة الفقر، و المعنى أو إطعام في يوم المجاعة يتيما من ذي القربى أو مسكينا شديد الفقر.
قوله تعالى: «ثم كان من الذين آمنوا و تواصوا بالصبر و تواصوا بالمرحمة» المرحمة مصدر ميمي من الرحمة، و التواصي بالصبر وصية بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله و التواصي بالمرحمة وصية بعضهم بعضا بالرحمة على ذوي الفقر و الفاقة و المسكنة.
و الجملة أعني قوله: «ثم كان» إلخ معطوفة على قول: «اقتحم» و التقدير فلا اقتحم العقبة و لا كان من الذين آمنوا «إلخ» و قيل فيها غير ذلك مما لا جدوى فيه.
قوله تعالى: «أولئك أصحاب الميمنة» بمعنى اليمن مقابل الشؤم، و الإشارة بأولئك إلى ما يدل عليه السياق السابق أي الذين اقتحموا العقبة و كانوا من الذين آمنوا و تواصوا بالصبر و المرحمة أصحاب اليمن لا يرون مما قدموه من الإيمان و عملهم الصالح إلا أمرا مباركا جميلا مرضيا.
و قيل: المراد بالميمنة جهة اليمين و أصحاب الميمنة هم الذين يؤتون كتابهم بيمينهم، و مقابلة الميمنة بالمشأمة لا تلائمه.
قوله تعالى: «و الذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة» الآيات الآفاقية و الأنفسية آيات و أدلة عليه تعالى تدل على توحده في الربوبية و الألوهية و سائر ما يتفرع عليه و ردها كفر بها و الكفر بها كفر بالله و كذا القرآن الكريم و آياته، و كذا ما نزل و بلغ من طريق الرسالة.
و الظاهر أن المراد بالآيات مطلقها، و المشأمة خلاف الميمنة.
قوله تعالى: «عليهم نار مؤصدة» أي مطبقة.
بحث روائي
في المجمع،: في قوله: «و أنت حل بهذا البلد» قيل: معناه و أنت محل بهذا البلد و هو ضد المحرم، و المراد أنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار، و ذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة فأحلها الله له حتى قاتل و قتل، و قد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لم يحل لأحد قبلي و لا يحل لأحد بعدي و لم يحل لي إلا ساعة من نهار:. عن ابن عباس و مجاهد و عطاء.
و فيه،: في الآية و قيل: لا أقسم بهذا البلد و أنت حلال منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلا تبقى للبلد حرمة حيث هتكت: عن أبي مسلم و هو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام). قال: كانت قريش تعظم البلد و تستحل محمدا فيه فقال: «لا أقسم بهذا البلد و أنت حل بهذا البلد» يريد أنهم استحلوك فيه و كذبوه و شتموك، و كانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه و يتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقلدهم إياه فاستحلوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما لم يستحلوه من غيره فعاب الله ذلك عليهم.
و فيه،: في قوله تعالى: «و والد و ما ولد» قيل: آدم و ما ولد من الأنبياء و الأوصياء و أتباعهم:. عن أبي عبد الله (عليه السلام).
أقول: و المعاني السابقة مروية من طرق أهل السنة في أحاديث موقوفة، و روى القمي في تفسيره الأخيرتين بالإرسال و الإضمار.
و في تفسير القمي،: «يقول أهلكت مالا لبدا» قال: اللبد المجتمع و في المجمع،: في الآية قيل: هو الحارث بن نوفل بن عبد مناف و ذلك أنه أذنب ذنبا فاستفتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمره أن يكفر فقال: لقد ذهب مالي في الكفارات و النفقات منذ دخلت في دين محمد:، عن مقاتل.
و في المجمع،: أنه قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): إن أناسا يقولون في قوله: «و هديناه النجدين»: أنهما الثديان فقال: لا، هما الخير و الشر.
و في أصول الكافي، بإسناده عن حمزة بن محمد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله تعالى: «و هديناه النجدين» قال: نجد الخير و الشر:. أقول: و روي في الدر المنثور، هذا المعنى بطرق عن علي (عليه السلام) و أنس و أبي أمامة و غيرهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و رواه القمي في تفسيره، مرسلا مضمرا.
و في الكافي، بإسناده عن جعفر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضا (عليه السلام) إذا أكل أتي بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئا فيضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الآية «فلا اقتحم العقبة». ثم يقول: علم الله عز و جل أنه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة.
و في المجمع، و روي مرفوعا عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال: إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة و فك الرقبة، فقال أ و ليسا واحدا؟ قال: لا، عتق الرقبة أن يتفرد بعتقها و فك الرقبة أن يعين في ثمنها، و الفيء على ذي الرحم الظالم. فإن لم يكن ذلك فأطعم الجائع و اسق الظمآن و أمر بالمعروف و أنه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير.
و في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «أو مسكينا ذا متربة» قال: لا يقيه من التراب شيء.
|