يقول العلامة الحلي: (في نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) اعلم أن هذا أصل عظيم في الدين وبه يقع الفرق بين المسلم والكافر، فيجب الاعتناء به وإقامة البرهان عليه) (1). ولهذا يعتقد الشيعة: (أن النبوة وظيفة إلهية وسفارة ربانية، يجعلها الله تعالى لمن ينتجبه ويختاره من عباده وأوليائه الكاملين في إنسانيتهم، فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية إرشادهم إلى ما فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والآخرة، ولغرض تنزيههم وتزكيتهم من درن مساويء الأخلاق ومفاسد العادات وتعليمهم الحكمة والمعرفة وبيان طرق السعادة والخير، لتبلغ الإنسانية كمالها اللائق بها، فترتفع إلى درجاتها الرفيعة في الدارين دار الدنيا ودار الآخرة) (2). كما يعتقد الشيعة: (أن جميع الأنبياء الذين نص عليهم القرآن الكريم رسل من الله وعباد مكرمون بعثوا لدعوة الخلق إلأى الحق) (3). كما وأن الشيعة تعتقد: (أن النبي لابد أن يكون جامعا للفضائل من الصدق، والعدالة والسخاء والشجاعة، والورع والأمانة والوفاء، والزهد والعفة والصبر على الأمور الدينية، وأن يكون ذا أنفة وانتقام وحمية وذكاء وعلم ومعرفة وتنبيه للأمور بأيسر دليل، وإدراك لغوامض الامور بادنى إشارة وتعريض، وأن يكون قادرا على وجوه الكلام في الإفهام والاستفهام التي بها تتم السياسة الإلهية ليكون معلما وهاديا إلى الخير) (4). ويعتقد الشيعة بعصمة الأنبياء، ومنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل هو سيدهم، وأنهم منزهون عن ارتكاب الصغائر والكبائر قبل النبوة وبعدها، وفي ذلك يقول التستري: (ذهبت الامامية كافة إلى أن الانبياء معصومون عن الصغائر والكبائر منزهون عن المعاصي قبل النبوة وبعدها على سبيل العمد والنسيان وعن كل رذيلة ومنقصة وما يدل على الخسة والضعة) (5). و (أن يكون متصفا بأكمل الصفات الخلقية والعقلية وأفضلها، حتى لا يدانيه سواه فيها، لأنه لولا ذلك لما صح أن تكون الرئاسة العامة على جميع الخلق ولا قوة إدارة العالم كله) (6). و (بهذه الصفات تطمئن إليه القلوب وتركن إليه النفوس، بل يستحق هذا المقام الإلهي العظيم) (7). ومن هنا نعرض فكرة العصمة ومعناها ومدلولاتها من وجهة نظر الشيعة وأهل السنة. الشيعة والقول بعصمة الأنبياء قلنا إن الشيعة تعتقد بأن النبي لابد أن يكون معصوما من جميع الذنوب صغائرها وكبائرها قبل البعثة وبعدها. والعصمة عند الشيعة: (... عبارة عن قوة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادرا على المعاصي كلها كجائز الخطأ، وليس معنى العصمة أن الله يجبره على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافا يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها) (8). واستدل الشيعة على وجوب عصمة النبي بأمور: الأول: أن العلة التي أحوجتنا إلى وجود النبي (صلى الله عليه وآله) في الأرض، هي عدم عصمة الخلق لأنهم لو كانوا معصومين لم يحتاجوا إلى الأنبياء (عليهم السلام) فلو كان الأنبياء غير معصومين لكانوا محتاجين إلى غيرهم لوجود علة الحاجة فيهم، فيكون الكلام في غيرهم كالكلام فيهم فيؤدي إلى وجود أنبياء لا نهاية لهم او وجوب الانتهاء إلى معصوم، ووجود أنبياء لا نهاية لهم باطل، فثبت وجوب عصمتهم) (9). ولهذا يقول الخواجة نصير الدين الطوسي: (وامتناع التسلسل يوجب عصمته) (10). (لأنه لو كان يخطأ لاحتاج إلى من يسدده ويمنعه عن خطئه وينبهه على نسيانه فأما أن يكون معصوما فيثبت المطلوب أو غير معصوم فيتسلسل) (11). الثاني: لو لم يكن النبي معصوما لجاز عليه فعل المعصية، وحينئذ فإما أن يجب علينا طاعته واتباعه في فعل المعصية، فقد وجب فعل المعصية الواجب تركها، وحينئذ يجتمع الضدان، وإن لم يجب اتباعه فيها وقد جعله الله حجة علينا يجب اتباعه فتنتفي فائدة إرساله وتكون بعثته عبثا باطلا تعالى الله عن ذلك، فوجب أن يكون معصوما (12). (... ولأنه حافظ للشرع ولوجوب الانكار عليه لو اقدم على المعصية فيضار أمر الطاعة ويفوت الغرض من نصبه) (13). ولهذا يقول المظفر: (إنه لو جاز أن يفعل النبي المعصية، أو يخطأ وينسى، وصدر منه شيء من هذا القبيل، فاما أن يجب اتباعه في فعله الصادر منه عصيانا أو خطا أو لا يجب، فإن وجب اتباعه فقد جوزنا فعل المعاصي برخصة من الله تعالى، بل أوجبنا ذلك، وهذا باطل بضرورة الدين والعقل، وإن لم يجب اتباعه فذلك ينافي النبوة التي لابد أن تقترن بوجوب الطاعة ابدا) (14). الثالث: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لو لم يكن معصوما لم يحصل لنا الوثوق بقوله إذ من الجائز أن يكذب عمدا أو نسيانا، ولا يجوز على الله أن يرسل إلى الخلق أنبياء كذابين، لأنه قبيح يستحيل على الله ذلك، فوجب أن يكون معصوما) (15). وفي ذلك يقول العلامة الحلي: (... فلو جاز الخطأ عليه لم يبق وثوق بما تعبدنا الله تعالى به وما كلفناه وذلك يناقض الغرض من التكليف وهو الانقياد إلى مراد الله تعالى) (16). الرابع: أنه لو جاز أن يعصي لوجب إيذاؤه والتبري منه لأنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن الله تعالى نص على تحريم إيذاء النبي فقال: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) (17). الخامس: أنه لو جاز عليه العصيان لزم سقوط محله وانحطاط درجته عند الناس، وأن تكون شهادته مردودة لقوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) (18) فكيف تقبل عموم شهادته في الوحي واحكام الله تعالى. ويلزم أن يكون أدنى حالا من عدول الأمة (19). (ولأن وقوع المعصية من مثلهم أعظم من وقوعها من غيرهم، والحجة عليهم ألزم، ويقول الله تعالى: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، فوجب عصمتهم) (20). ولهذا يقول الخواجة نصير الدين الطوسي: (ويجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض ولوجوب متابعته وضدها والانكار عليه) (21). ويدل على عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) مطلقا في أمور الدين والدنيا قوله تعالى: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) (22). فان وجوب المحبة مطلقا يستلزم وجوب الطاعة مطلقا وكل من وجبت طاعته مطلقا كان معصوما) (23). ومما تقدم ظهر لنا عقيدة الشيعة في عصمة الأنبياء، وأنهم منزهون عن الكبائر والصغائر قبل النبوة وبعدها، سواء في الدين أو الدنيا. يقول الفخر الرازي: (المذهب الخامس: أنه لا يجوز عليهم الكبيرة ولا الصغيرة لا بالعمد ولا بالتأويل ولا بالسهو والنسيان، وهذا مذهب الشيعة) (24). ومن هذا يظهر مخالفة أهل السنة للشيعة في عصمة الانبياء حيث جوزوا عليهم المعاصي قبل النبوة وبعدها، وجوزوا عليهم السهو والغلط والنسيان، وهذا ما سوف نوضحه بإذن الله. موقف أهل السنة من عصمة الأنبياء يختلف أهل السنة والجماعة عن الشيعة في عصمة الأنبياء (عليهم السلام)، في حين نرى الشيعة قاطبة تذهب إلى عصمتهم وأنهم منزهون، نرى أهل السنة قد اتجهوا اتجاها معاكسا لما ذهب اليه الشيعة. يقول ابن حزم في الفصل: (اختلف الناس هل تعصي الأنبياء (عليهم السلام) أم لا؟ فذهبت طائفة إلى أن رسل الله (صلى الله عليه وآله) يعصون الله في جميع الكبائر والصغائر عمدا حاشا الكذب في التبليغ فقط، وهذا قول الكرامية من المرجئة وقول ابن الطيب الباقلاني من الأشعرية ومن اتبعه وهو قول اليهود والنصارى، وسمعت من يحيى عن بعض الكرامية أنهم يجوزون على الرسل (عليهم السلام) الكذب في التبليغ أيضا، وأما هذا الباقلاني فانا رأينا في كتاب صاحبه أبي جعفر السماني قاضي الموصل أنه كان يقول: إن كل ذنب دق أو جل فانه جائز على الرسل حاشا الكذب في التبليغ فقط، قال: وجائز عليهم أن يكفروا...) (25). أقول: يظهر من هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة كما سنشير إليه، ولهذا قال ابن حمدون في نهاية المبتدئين: (وأنهم معصومون فيها يؤدونه عن الله تعالى وليسوا بمعصومين في غير ذلك من الخطأ والنسيان والصغائر). وقال ابن عقيل في الارشاد: إنهم (عليهم السلام) لم يعتصموا في الأفعال، بل في نفس الأداء، ولا يجوز عليهم الكذب (26) في الأقوال فيما يؤدونه عن الله تعالى. وهذا ينكره الشيعة فانهم أجمعوا على أن الانبياء لا يخطئون ولا يعتريهم السهو والنسيان، وهم مجمعون على أنهم معصومون في الكبر والصغر حتى في أمور الدنيا، وقد ثبت أن النبي كان يصدق بعض ما يفتريه المنافقون كما وقع في غزوة تبوك وغيرها. وصدق بعض أزواجه، وتردد في حديث الإفك وضاف صدره به زمنا حتى نزل عليه آيات البراءة فكشفت له الغطاء عن الحقيقة) (27). وقال القاضي عياض: (أما أحواله في أمور الدنيا فقد يعتقد الشيء على وجه ويظهر خلافه، أو يكون منه على شك أو ظن بخلاف الشرع. عن رافع بن خديج قال: قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة وهم يأبرون النخل، فقال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه، قال: لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا، فتركوه فنفضت، فذكروا ذلك له، فقال: إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء مندينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر). وفي رواية أنس: (أنتم أعلم بأمور دنياكم). وفي حديث آخر (إنما ظننت طنا فلا تؤاخذوني بالظن). وفي حديث ابن عباس في قصة الخرص، فقال رسول الله: (إنما أنا بشر فما حدثتكم عن الله فهو حق وما قلت فيه من قبل نفسي فانما أنا بشر أخطيء وأصيب) (28). يقول الدكتور سعيد إسماعيل علي: (ثم ان وقوعه (صلى الله عليه وآله) في الخطأ الاجتهادي أحيانا دليل على أنه لم يكن يستغني عن بذل الجهد وإعمال الفكر في هذا السبيل كما يدل عليه اجتهاده في قضية أسرى بدر) (29). ونحن نعلم أن المجتهد إذا أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر كما ورد في الخبر وعلى هذا يقع الخطأ من النبي حتى في الامور الدينية، لأن الاجتهاد لا يكون إلا مع فقد الدليل على الحكم الشرعي، وبالتالي يرجع المجتهد إلى القواعد والأصول لاستنباط الحكم. وقد خفي على الدكتور أنه لا اجتهاد في مقابل النص، فكيف إذا كان المجتهد هو صاحب النص. ثم إن الاجتهاد حكم ظاهري قد يصيب وقد يخطأ، وأما حكم النبي (صلى الله عليه وآله) فهو حكم واقعي لا يمكن فيه الخطأ، لأن الخطأ تقول على الله، وحكم بغير ما انزل الله، المؤدي إلى خروجه (صلى الله عليه وآله) عن الاسلام. لقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله...)، والذي حكم به النبي وأخطأ لم يكن مما أنزله الله. والذي يدل على أن النبي ينسى ويخطأ حتى في الأحكام الشرعية - عند أهل السنة - ما اخرجه البخاري في صحيحه في باب (إذا صلى خمسا) عن عبد الله: (... أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى الظهر خمسا فقيل له: أزيد في الصلاة، فقال: وما ذاك، قال: صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم) (30). وفي رواية أخرى عن أبي هريرة قال: (صلى بنا النبي (صلى الله عليه وآله) الظهر أو العصر فسلم، فقال له ذو اليدين: الصلاة يا رسول الله، أنقضت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: أحق ما يقول؟ قالوا: نعم، فصلى ركعتين أخريين ثم سجد سجدتين) (31). أقول: يظهر من هذه الرواية أن النبي (صلى الله عليه وآله) صلى صلاة الظهر ركعتين، ثم تكلم بعدها، وهذا مما يبطلالصلاة إن كانت ناقصة، فكيف به (صلى الله عليه وآله) يصلي ركعتين بعد بطلانالصلاة بالكلام. بل في رواية كما في الصحيح: (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انصرف من اثنين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أصدق ذو اليدين، فقال الناس: نعم، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع) (32). ويذهب أهل السنة إلى أبعد من ذلك، حيث جوزوا صدور السب والشتم منه (صلى الله عليه وآله) إلى بعض أصحابه، أخرج السيوطي في جامعه الصغير في حديث صحيح قوله (صلى الله عليه وآله): (إنما أنا بشر، وإني اشترطت على ربي عز وجل: أي عبد من المسلمين شتمته أو سببته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا) (33). فكيف يجوز على الله ان يرسل للناس انبياء سبابين، لا يتورعون من الكذب، وأن للنبي (صلى الله عليه وآله) شيطانا، روى السيوطي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (إنما أنا بشر مثلكم وإن الظن يخطيء ويصيب، ولكن ما قلت لكم (قال الله)، فلن أكذب على الله). وفي رواية أخرى: (فضلت على آدم بخصلتين: كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم، ولكن أزواجي عونا لي، وكان شيطان آدم كافرا وكانت زوجته عونا على خطيئته) (34). ومما يدل على أن الأنبياء غير معصومين عند أهل السنة ما رواه الامام مسلم في صحيحه عن نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (قال سليمان نبي الله: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله. فقال له صاحبه أو الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل ونسي، فلم تأت واحدة من نسائه إلا واحدة جاءت بشق غلام، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ولو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان دركا له في حاجته) (35). وأما ما أخرجته الصحاح من ان الانبياء يكذبون، فهذا شيخ الحديث البخاري وإمام الحديث الامام مسلم في كتابيهما وهما أصح الكتب بعد القرآن - عند أهل السنة - واللفظ للبخاري عن ابي هريرة قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا) (36). وفي رواية أخرى كما في البخاري عن أبي هريرة قال: (لم يكذب إبراهيم (عليه السلام)، إلا ثلاث كذبات، ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا... وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي - يعني أخبره أن زوجته سارة هي أخته - فلا تكذبيني) (37). وهذا إن دل على شيء فانما يدل على أن الانبياء يكذبون. يقول الفخر الرازي، روى عن رسول الله أنه قال: (ما كذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، قوله إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله لسارة: إنها أختي، وهو كذب) (38). والذي يدل على أن الانبياء يكذبون ما رواه الامام مسلم عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: (مررت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوم على رؤوس النخل، فقال: ما يصنع هؤلاء، فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الانثى فتلقح، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما اظن يغني ذلك شيئا، قال فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فاني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فاني لن اكذب على الله عز وجل) (39). التعليق هذه النبذة مختصرة لما يعتقده أهل السنة في عصمة الانبياء، والذي يظهر منها أن الانبياء يخطئون وينسون فيما إذا لم يكن أداء عن الله سبحانه، بل قد تصدر منهم الصغائر، ومعلوم أن مرتكب الصغيرة تخرجه عن العدالة فتنتفي شهادته، وأما قول ابن عقيل: ولا يجوز عليهم الكذب في الأقوال فيما يؤدونه عن الله تعالى، وما رواه الامام مسلم في قوله (صلى الله عليه وآله): (فاني لن أكذب على الله)، فان معنى ذلك أنه يجوز عليهم الكذب في غير ذلك، ومعلوم أن الكذب من الكبائر. والمراد من الكذب: (هو الاخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواء أكان عمدا أم خطأ). والكذب من الباطل مطلقا سواء كان فيما يبلغه عن الله سبحانه أو غير ذلك، وعلى هذا يقال: لو أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بشيء على سبيل الخطأ أو النسيان أو الكذب، وكان مخالفا للواقع، إما أن نقول بوجوب الأخذ بما أخبر به على نحو الخطأ أو النسيان أو الكذب، أو لا يجب، فاذا وجب الأخذ به وذلك بمقتضى قوله تعالى: (ما آتاكم الرسول فخذوه...) وقعنا في المعصية، لأن ما أخبر به النبي لم يكن صحيحا، وإن لم نأخذ به عصينا وخالفنا الامر الصادر عنه سبحانه بوجوب الأخذ بكل ما جاء به (صلى الله عليه وآله) مطلقا من غير تقييد بحالة دون حالة. لا يقال: هذا في الاحكام الشرعية. فانه يقال: من الذي يبين لنا أن هذا الفعل مما يتعلق بأمور الدين أم بأمور الدنيا؟ هذا أولا، وأما ثانيا، كيف يظنالنبي (صلى الله عليه وآله) بشيء هو لا يعلمه، أو يعرفه، مع أن الظن لا يغني عن الحق شيئا، إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون، فهذه مخالفة صريحة لنص القرآن. بالاضافة إلى ذلك، هل من المعقول أن النبي لا يعرف عملية التأبير أو التلقيح وقد قضى حياته بين مكة والمدينة والبادية، وكان صلوات الله وسلامه عليه أفصح العرب لسانا كما كان على علم بلغاتهم، وهو مع ذلك لا يعرف معنى التأبير، فما لكم كيف تحكمون. (وأما حديث الصدق والتردد فيما يفتريه المنافقون، وتردده في حديث الإفك. فهو لا يخلو، إما أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) عالما بنفاقهم أو أنه يعتقد بإيمانهم، فاذا كان عالما بنفاقهم فلا يجوز له تصديقهم قبل التثبت لقوله تعالى: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا). وإن كان يعتقد ظاهرا بإيمانهم فهو نزول عند الحكم الشرعي حيث أن الشارع اعتبر قول المؤمن حجة. وأما تردده وشكه في حديث الإفك فلا يصح إن يصدر عن النبي (صلى الله عليه وآله) قبل أن يتثبت في الامر، والدليل على ذلك قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) (40). وفسرت عائشة ذلك بأن خلقه القرآن... واقتصرت في خلقه على ذلك، فدل على أن قوله وفعله وإقراره - وهذه هي السنة - راجع إلى القرآن، لأن الخلق محصور في هذه الاشياء وأن الله جعل القرآن تبيانا لكل شيء) (41). ومن هذا يظهر عدم صحة ما قيل في ذلك، فيثبت القول بعصمة الأنبياء كما هو مذهب الشيعة. نبدة مما جاء في الانبياء في معتقدات أهل السنة أولا: مزامير الشيطان في بيت رسول الله: روى البخاري في صحيحه عن عائشة: (دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: دعهما... قالت: وكان يوم عيد إلى قوله:... تشتهين تنظرين، فقالت: نعم، فأقامني وراءه خدي على خده...) (42). وفي رواية أخرى كما في الصحيح: (أن أبا بكر دخل عليها والنبي (صلى الله عليه وآله) عندها يوم فطر او ضحى، وعندها قينتان... فقال أبو بكر: مزمار الشيطان مرتين، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم) (43). وفي رواية مسلم: (... فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا...) (44). وعن أبي هريرة قال: (... بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): دعهم يا عمر) (45). وفي رواية أخرى كما في صحيح البخاري: (... فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)) (46). إلى غير ذلك من الروايات التي تروى في أصح كتب أهل السنة، من أن النبي (صلى الله عليه وآله) يتلذذ بسماع مزامير الشيطان، وأن أبا بكر ينكر ذلك عليهم. سبحان الله أليست هذه المزامير من عمل الشيطان؟ وإذا كانت من عمل الشيطان، فكيف يرضى النبي (صلى الله عليه وآله) بعمل الشيطان، لولا قولهم بأن أنبياء الله يعصون ويرتكبون الكبائر والصغائر عمدا؟ إلى غير ذلك تركنا التعرض له للاختصار. ثانيا: عدم استيقاظ النبي لصلاة الصبح وصلاته بلا وضوء ومما ينسبه أهل السنة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فوات صلاة الصبح عنه، فلا يستيقظ لصلاة الصبح، بالاضافة الى ذلك أنه يصلي بلا وضوء، وهذا ما ينافي خلق القرآن وأحكامه، روى الامام مسلم في صحيحه عن عمران بن الحصين قال: (كنت مع نبي الله (صلى الله عليه وآله) في مسير له فأدلجنا ليلتنا حتى إذا كان وجه الصبح عرسنا فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس، قال: فكان اول من استيقظ منا أبو بكر، وكنا لا نوقظ نبي الله (صلى الله عليه وآله) من منامه إذا نام حتى يستيقظ، ثم استيقظ عمر فقام عند نبي الله (صلى الله عليه وآله) فجعل يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما رفع رأسه ورأى الشمس قد بزغت، قال: ارتحلوا فسار بنا حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى بنا الغداة) (47). وفي رواية ابن العباس كما في الصحيح، قال: (إنه بات عند خالته ميمونة، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الليل فتوضأ... فصلى ثم اضطجع فنام حتى نفخ - أي حتى غط في النوم - ثم أتاه بلال فأذنه بالصلاة فخرج فصلى الصبح ولم يتوضأ. قال سفيان: وهذا للنبي (صلى الله عليه وآله) خاصة...) (48). وفي رواية أخرى: (ثم نام رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نفخ وكان إذا نام نفخ، ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ، قال عمرو: فحدثت به بكير بن الأشج فقال: حدثني كريب بذلك) (49). وعن أبي هريرة قال: (عرسنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ليأخذ كل رجل برأس راحلته فإن هذا منزل حصرنا فيه الشيطان...). وفي أخرى: (... فلم يستيقظ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله أولهم استيقاظا ففزع رسول الله...). وفي رواية: (قال: فمال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الطريق فوضع راسه ثم قال: (احفظوا علينا صلاتنا فكان أول من استيقظ رسول الله (صلى الله عليه وآله) والشمس في ظهره، قال: فقمنا فزعين... قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا) (50). أقول: أليست الكفارة على من ارتكب إثما عظيما، ولا شيء أعظم من أن تفوت صلاة الصبح عن نبي الله (صلى الله عليه وآله)؟ إذن فما كفارته (صلى الله عليه وآله)؟ نعوذ بالله من شطحات العقول، ولم يكتف بفوات صلاة الصبح، بل فاتته صلاة العصر فلم يصلها. روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال: (جاء عمر يوم الخندق فجعل يسب كفار قريش ويقول: يا رسول الله ما صليت العصر حتى كادت الشمس أن تغيب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) وأنا والله ما صليتها بعد، قال: فنزل إلى البطحاء فتوضأ وصلى العصر بعدما غابت الشمس ثم صلى المغرب بعدها) (51). ثالثا: خروج النبي لصلاة الصبح وهو مجنب قد نسب أهل السنة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه يخرج لصلاة الصبح وهو مجنب، وبعد أن تصف الصفوف للصلاة يتذكر بأنه على جنابة، وهذا الفعل لا يصدر من المؤمن الملتزم، فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاتم النبيين؟ بالاضافة إلى ذلك فقد نسبوا إليه بأنه (صلى الله عليه وآله) يبول وهو واقف، وهذه من الأفعال المنكرة التي ينكرها عليه العامة فضلا عن الخاصة، وهي من الخصال الذميمة، فكيف تنسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو على خلق عظيم، وأن خلقه القرآن؟ روى البخاري عن أبي هريرة قال: (أقيمت الصلاة فسوى الناس صفوفهم فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتقدم وهو جنب، ثم قال: على مكانكم فرجع فاغتسل ثم خرج ورأسه يقطر ماء فصلى بهم). وفي رواية أخرى قال: (أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما فخرج الينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما قام في مصلاه ذكر انه جنب...) (52). أقول: فلو لم يذكر رسول الله أنه جنب وصلى بهم حتى انتهى من صلاته ثم ذكر أنه جنب، ألا يوجب ذلك الحط من مكانته (صلى الله عليه وآله) عند المسلمين. رابعا: الانبياء يكذبون في معتقد أهل السنة وأما ما جاء في كذب الأنبياء فروايات كثيرة نقتصر على جملة منها: روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: (لم يكذب إبراهيم (عليه السلام) إلا ثلاث كذبات، ثنتين منهن في ذات الله عز وجل: قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذان وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني) (53). وفي رواية أخرى: (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا) (54). وفي صحيح مسلم قوله (صلى الله عليه وآله): (... ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فاني لن أكذب على الله عز وجل) (55). وهذا يدل على أن النبي يكذب على غير الله. يقول الفخر الرازي: (روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (ما كذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات...) (56). وفي شرح العقيدة الطحاوية: (إن كذب (أي إبراهيم (عليه السلام)) ثلاث كذبات كلهن في ذات الله حين قال: إني سقيم ليتركوه..) (57). فاذا جاز الكذب على هؤلاء وهم خيرة الانبياء جاز صدور الكذب عن غيرهم من الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين. خامسا: التبول من وقوف من الكبائر وأن النبي كان يتبول وهو واقف ومن الصفات الذميمة التي تخالف خلق القرآن، بول الانسان وهو واقف، وهذا ما أطبق عليه العقلاء فهو خارج عن الاخلاق الحميدة. روى البخاري في صحيحه في باب (من الكبائر أن لا يستتر من بوله) عن ابن عباس قال: (مر النبي (صلى الله عليه وآله) بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة). وفي رواية أخرى كما في الصحيح عن ابن عباس قال: (مر النبي (صلى الله عليه وآله) بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما احدهما فكان لا يستتر من البول...) (58). أقول: هذا ما ورد في اصح الكتب عند أهل السنة من أن عدم التستر أثناء البول، من الكبائر الموجبة للعذاب، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) الذي أدبه ربه سبحانه أحسن تأديب، وإنه لعلى خلق عظيم بنص القرآن، وإن خلقه القرآن، يبول وهو واقف أمام الناس، وهذا في منتهى الإفراط والتفريط فيما نسب إليه صلوات الله عليه. روى البخاري في صحيحه في باب البول قائما وقاعدا: (عن حذيفة قال: أتى النبي (صلى الله عليه وآله) سباطة قوم فبال قائما، ثم دعا بماء فجيئه بماء فتوضا). وعنه أيضا قال: (رأيتني أنا والنبي (صلى الله عليه وآله) نتماشى فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال، فانتبذت منه فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ) (59). هذه الرواية تدل على ان النبي لم يكن عنده حياء (والعياذ بالله) لأن حذيفة لما أعرض عن النبي (صلى الله عليه وآله)، حياء منه، أشار إليه ليقوم عند عقب النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذه يدل على أن حياء حذيفة يفوق حياء النبي (صلى الله عليه وآله). وأكثر من ذلك فان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن يتحرج من أن ينظر إلى عورته (صلى الله عليه وآله) فكانت عورته محط الانظار، روى البخاري في باب (من تبرز على لبنتنين) من كتاب الوضوء: (قال عبد الله بن عمر، لقد ارتقيت يوما على ظهر بيت لنا فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) على لبنتين مستقبلا بيت المقدس لحاجته)، وفي باب التبرز في البيوت من كتاب الوضوء، عن عبد الله بن عمر قال: ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام) (60). وفي صحيح الامام مسلم: (عن أبي وائل قال: كان أبو موسى الأشعري يشدد في البول، ويبول في قارورة ويقول: إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض، فقال حذيفة: لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد، فلقد رأيتني أنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) نتماشى فأتى سباطة خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت عنه فأشار إلي فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ) (61). سادسا: الأنبياء وإتيان النساء ومما ينسب إلى الأنبياء (عليهم السلام) في المعتقد السني مالا يقبله العقل فقد جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: (كان النبي (صلى الله عليه وآله) يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة، قال: قلت لأنس: أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين). وفي رواية أخرى: (أن النبي كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة) (62). وأنت ترى في هذا الحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان حديث القوم، وكان (صلى الله عليه وآله) يخبرهم بما يفعله مع نسائه وفي أخص حقوقه التي أمرنا بالتستر فيها، ولكن النبي لا يريد التستر لذلك كان حديث الجماعة. وأما ما جاء عن نبي الله سليمان (عليه السلام) فأعظم من ذلك، روى الامام مسلم والبخاري في صحيحهما عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله...). وفي رواية أخرى: تسع وتسعون امرأة (63). يأتيهم نبي الله (عليه السلام) في ليلة واحدة). هذه نبذة مختصرة وضعناها أمام القاريء وأمام ذوي العقول المفكرة عن معتقد الشيعة وأهل السنة في النبوة، وما وصفوا به النبي (صلى الله عليه وآله) من الصفات، وما نعتوا به الأنبياء ليروا ما ينبغي عليهم اتباعه ونبذ كل صفة لا تليق برسل الله، فالشيعة لما تمسكوا بالثقلين كتاب الله سبحانه والعترة الطاهرة رأينا أن عقيدتهم جاءت موافقة للكتاب والسنة والعقل، بخلاف أهل السنة والجماعة، حيث ذهبوا إلى ما لا يقبله الكتاب ولا السنة ولا العقل. ومن هنا يتعين على الامة التمسك بالثقلين لئلا تنحرف عن المنهج السليم والشريعة الغراء التي جاء بها خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله)، لكي نوحد الامة على العقيدة الصحيحة، ونزيل الاختلاف من النفوس التي مزقتها هذه الاختلافات.
الهوامش
1- محمد حسن المظفر: دلائل الصدق، ج1، ص365. 2- محمد رضا المظفر: عقائد الإمامية، ص48. 3- محمد حسين آل كاشف الغطاء: أصل الشيعة، ص78. 4- الكرماني: الأقوال الذهبية، ص173. 5- التستري: إحقاق الحق، ج2، 198. 6- محمد رضا مظفر: عقائد الامامية، ص36. 7- نفس المصدر: ص36. 8- حسن عباس حسن: الصياغة المنطقية، ص371. 9- أمير محمد القزويني: أصول المعارف، ص75. 10- العلامة الحلي: كشف المراد، ص390. 11- عبد الله شبر: حق اليقين، ص123. 12- القزويني: أصول المعارف، ص75. 13- العلامة الحلي: كشف المراد، ص390. 14- محمد رضا المظفر: عقائد الامامية، ص36. 15- أمير محمد القزويني: اصول المعارف، ص75. 16- العلامة الحلي: كشف المراد، ص391. 17- سورة الاحزاب: آية57. وأيضا عبد الله شبر: حق اليقين، ج1، ص122. 18- سورة الحجرات: آية6. 19- عبد الله شبر: حق اليقين، ص122، 123. 20- القزويني: أصول المعارف، ص76. 21- العلامة الحلي: كشف المراد، ص375، 376. 22- سورة آل عمران: الآية31. 23- القزويني: أصول المعارف، ص76. 24- الفخر الرازي: عصمة الانبياء، ص40. 25- ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج4، ص2. 26- سوف نشير إن شاء الله إلى أن الأنبياء عند أهل السنة كانوا يكذبون بروايات صحيحة لا تقبل الشك وهي مروية في أصح الكتب، فالذي يخطأ وينسى، يلزمه الكذب بالضرورة. 27- محمود أبو رية: أضواء على السنة، ص15- 16، نقلا عن السفاريني في عقيدته، ج2، ص291. 28- نفس المصدر: ص16. نقلا عن الشفاء، ج2، ص178- 179. 29- سعيد إسماعيل علي: النزعة العقلية، ص48. 30- صحيح البخاري: طبعة بولاق، سنة1314هـ، ج2، ص68. وصحيح مسلم: ج2، ص85. 31- نفس المصدر: ص68. انظر صحيح مسلم: ج2، ص84. 32- صحيح البخاري: ج2، ص68، وصحيح مسلم: ج2، ص84. 33- السيوطي: الجامع الصغير، ج1، ص393. 34- نفس المصدر: ج2، ص217. 35- صحيح مسلم: ج5، ص87. وصحيح البخاري: ج4، ص22، 162. 36- صحيح البخاري: ج4، ص140. وصحيح مسلم: ج1، ص128. 37- صحيح البخاري: ج4، 141. 38- فخر الدين الرازي: عصمة الأنبياء، ص71. 39- صحيح مسلم: ج7، ص95. 40- سورة القلم: الآية4. 41- محمود أبو رية: أضواء على السنة المحمدية، ص13. 42- صحيح البخاري: ج4، ص39، 185. 43- نفس المصدر: ج5، ص67، وج2، ص16. 44- صحيح مسلم: ج3، ص23. 45- نفس المصدر: ص23. 46- صحيح البخاري: ج2، ص17. 47- صحيح مسلم: ج2، ص140. 48- نفس المصدر: ص180. 49- نفس المصدر: ص180. 50- نفس المصدر: ص138- 139. 51- صحيح البخاري: ج2، ص15. 52- صحيح البخاري: ج1، ص126، ص59. وانظر الامام أحمد: المسند، ج2، ص283. 53- صحيح البخاري: ج4، ص141. 54- نفس المصدر: ص140. 55- صحيح مسلم: ج7، ص95. وانظر محمود أبو رية: أضواء على السنة: ص66. 56- الفخر الرازي: عصمة الأنبياء، ص71. 57- شرح العقيدة الطحاوية: هامش1، ص132. 58- صحيح البخاري: ج1، ص35. وانظر صحيح مسلم: ج1، ص166، باب عذاب من لم يستتر من البول. 59- صحيح البخاري: ج1، ص36. 60- نفس المصدر: ص28، وانظر سنن الدرامي، ج1، ص171. 61- صحيح مسلم: ج1، ص157. وانظر سنن الدرامي، ج1، ص171. وأيضا البخاري: ج1، ص51. 62- صحيح البخاري: ج1، ص58، 61. وانظر سنن الدرامي، ج1، ص192. 63- صحيح مسلم: ج2، ص87. وصحيح البخاري: ج4، ص22، 162.
حول المقال
بقلم الدكتور علاء الدين السيد أمير محمد القزويني http: //www. 14masom. com/aqaeed/etarat/71/71. htm