الحج؛ وما أدراك ما الحج
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » الحج؛ وما أدراك ما الحج

 البحث  الرقم: 149  التاريخ: 1 ذو الحجّة 1429 هـ  المشاهدات: 6472
قائمة المحتويات جاء في رواية الكافي عن اسحاق بن عمار، قال: قلتُ لأبي عبد الله (عليه السلام): إني وطّنتُ نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي، فقال: وقد عزمتَ على ذلك؟ قال: قلتُ: نعم، قال: إن فعلتَ فأبشر بكثرة المال.
كثيرٌ ما يشتكي الناسُ من قلة الأموال وسوء الظروف الإقتصادية وزوال البركة فيها، ويضطرّ البعضُ منهم لسدّ الحاجة بأخذ القروض البنكية، بمعرفةٍ منهم بالفوائد التي تمصّها هذه البنوك من دمائهم.
ويلجأ البعضُ الآخر إلى الاستدانة من البعض الآخر، فيقع في إحراج شديد وحياء من أن يراه في مجلس أو أن يلمحه بعينٍ من بعيد.
والبعضُ لديه الموفقية في استحصال الرزق وجمع الأموال والربح الكثير، ولكنه سرعان مايفقد بركة هذه الأموال، فيشتكي من ذلك وكأنه يعيش الفقر، فتكون حياتة حدّ القوت اليومي.
صدقني أيها القارئ الكريم، ما طُرح من الحلول على يد هذه القوانين الوضعية لا تمثل الحل الجذري، وما وُضع على طريقة السمسرة البنكية فهي طريقة تطبيق مفهوم الربا بغطاء شرعي، وكذلك ما اقترض بدين من شخص ما ما هو إلا سكب ماء الوجه، ويبقى الحل الفعال والحقيقي في رحلة الإستثمار النقدي وهو الحج، وما أدراك ما الحج!
فالحجّ ضمان بنكي لزيادة الرزق وضخ الأموال في محفظة صناديق الإستثمار، مع الضمان مائة بالمائة الربح دون الخسارة.
والحديث المذكور آنفاً يمثل لوحة إعلانية صادقة وكلمات إرشادية من أفضل مؤسسة دينية قائمين عليها أهل بيت القداسة والطهارة، تأخذ بالقلوب الى طمئنة المستثمر وإعطائه البشارة بالربح مع الله سبحانه.
عن الفضيل بن يسار يقول: سمعتُ أبا جعفر يقول: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله): لا يحالف الفقر والحمى مدمن الحج والعمرة.
نحن في وقتٍ انتشرت فيه الأمراض بسبب وبغير سبب، فهذه الأمراض المهلكة والخبيثة (السرطان، السكّر، الضغط، الروماتيزم... الخ) تمثل الخطر الحقيقي لحياة الفرد منا، ورغم التطور المتسارع في مجال الطب الحديث إلا إننا نقف عاجزين من ايجاد العلاج الناجع لهذه الامراض، ويبقى الحل تائهاً في سماء الضياع ناسين أو متناسين الحل، وهو أقرب الينا من حبل الوريد. لنرجع الى الحديث أعلاه نجده عنوان يجسّد العافية بكل مفهومها ومدلولها.
يحدثنا بعضهم من إصابته بمرض الربو وكيف يعاني منه، ويحدثنا عن مراجعته للمستشفى وإستخداماته من العلاج من بخاخاته وحبوبه، فلا يجد لهذا المرض الحل والعلاج الناجع، وإذا به ذاهبٌ الى بيت الله الحرام فيرجع وليس به بأس وقد شافاه الله سبحانه.
فالحجّ هو صمّام الأمان لرفع البلاء وجلب العافية ودوام الصحة، فكم وكم من الطاعنيين في السن كذلك يتمتعون بصحة الجسم وعافية البدن، لا لسبب إلا انهم أدمنوا الحج والعمرة في كل سنة، فأمدّهم الله بالصحة والعافية.
وخيرُ من أدمن الحجّ خير من وطئ الثرا، فهو سيد الخلق اجمعين. جاء في كتاب جامع أحاديث الشيعة للسيد البروجوردي ج 10 ص 198 عن عمر بن يزيد قال: قلتُ لأبي عبد الله: أحجَّ رسولُ الله غير حجة الوداع؟ قال: نعم، عشرين حجة.
وفي رواية ابن عباس قوله: ولقد حجّ الحسنُ بن علي خمساً وعشرين حجة ماشياً. وفي رواية عبد الله بن عبيد قوله: لقد حجّ الحسينُ بن علي خمساً وعشرين حجة.

آثار الحج

نستشهد على آثار الحج خير ما كتبه وأجاده محمّد الريشهري في كتابه الحج والعمرة في الكتاب والسنة كما يلي:
1. الطهارة:
والمقصود بها طهارة الروح من الذنوب وطهارة القلب من الدنس والإنسلاخ الكامل من المعاصي والخطايا، فيرجع الى أهله كما ولدته امه. ورد عنه قال: من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه. وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: من حج يريد به وجه الله ولا يريد به رياء ولا سمعة، غفر الله له البته.
2. النور:
وهي أثر الطاعة لله سبحانه والبهاء والحلية التي يلبسها الحاج بعد قدومه من بيت الله الحرام، وما وفق له من حج البيت المعمور ما لم يذنب ويرتكب ماتاب الى الله منه. جاء في الكافي عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه) قال: الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم يذنب.
3. خير الدنيا والأخرة:
وهو كل ما يشكل البناء الأساسي لسعادة الإنسان في دنياه من مال وأولاد ودفع البلاء عنه وجلب المنفعة اليه ونجاته مما يحذر وخير الآخرة ونجاته من النار وفوزه بالجنة. جاء في مسند زيد عن زيد بن علي عن آبائه (عليهم السلام) قال رسول لله (صلى الله عليه وآله): من أراد الدنيا والآخرة فاليؤم هذا البيت، فما أتاه عبد يسأل الله دنيا إلا أعطاه الله منها، ولايسأله آخرة إلا ادّخره له منها.

نصائح للحجاج

لايخفى على الجميع ما يتحمله الحاج من تعب وجهد، حتى أنه لا تستقر فرائصه، فهو في جهدٍ جهيد وعناءٍ شديد، لذا يجب ان لاتفوته النقاط المهمة التي يجب الأخذ بها:
1. حسن الصحبة:
وأعني بذلك حسن المعاملة والتحلي بالأخلاق الحميدة وبناء العلاقات الطيبة مع الحجاج الآخرين، فلا تخلو رحلة الحج من بعض التجاوزات الغير مرغوب فيها والغير مقصودة، وخاصة في ضيق الزحام وحالة التأخير أثناء التصعيد والخروج من المشاعر المقدسة، لذا يجب أن نوطن انفسنا على الصبر ونتحمل قدر الإمكان، فالحج هو المحكّ الحقيقي لقياس مقدار الإيمان والصبر عند هذا أو ذاك، وعلى قدر ذلك يكون الثواب من الله سبحانه بل ومدى قبوله عنده سبحانه.
2. التعاون الجماعي:
التعاون بشكل عام من الأمور الطيبة والمستحبه التي نوّه بها القران الكريم: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾، فكيف في موسم حصاد الثواب وفي اطهر بقاع الأرض؟ وخاصة في يوم عرفة.
3. ترك الجدال والنقاش الغير هادف:
أعني التحلي بمضمون مفردات الأية: ﴿فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج﴾، فلكي يحقق الحج جميع اهدافه ويسمو الحاج الى سماء الكمال عند الباري يجب أن ينقي حجه من هذه الأمور التي تأخذ من مقام حجته.
4. المساواة:
بمعنى التساوي في الآدمية ورفع الإختلافات الأخرى، فأنت لا تتميز عن اخيك باختلاف اللون أو الجنسية، فالهندي والسعودي والمصري والسوداني على حدٍ سواء، فلا ينفر احدٌ من أحد، فهم عند الله سواسية والفارق التقوى فقط.
5. ترك المفاخرة:
ترك المفاخرة في النسب (سيداً كنت أم عامياً)، وترك المفاخرة في الإلتحاق بحملة ما سواء كان فيها هذا المرشد أو ذاك، وترك المفاخرة في الوظيفة فاالدكتور والمهندس كالفلاح والعامل والغني كالفقير، بل ربما يكون الفقير أقرب الى الله سبحانه، وترك الحجز للأماكن لفئة دون فئة بناء على المستوى الطبقي.
6. التعامل الأخوي مع الكوادر:
اي عدم معاملة الكادر معاملة الخادم وكأنه مستعبد، وإذا تأخر عنا صرخنا بوجهه واسمعناه كلمات لا تليق بالحاج، وكأننا إستخدمنا اموالنا في إهانة وإذلال الأخرين.

الروابط
الأشخاص: السيد علي عبد المحسن السلمان [المراسل]
مواقع الإنترنيت: شبكة راصد
مفاتيح البحث: نصائح للحجاج،
فوائد الحج،
الحج

الفهرسة