السيدة زينب (ع): مثل أعلى لقوة الإسلام المعنوية
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » السيدة زينب (ع): مثل أعلى لقوة الإسلام المعنوية

 البحث  الرقم: 18  التاريخ: 15 شوال المكرم 1429 هـ  المشاهدات: 19127
قائمة المحتويات

السيدة زينب مثل أعلى

لامثل اعلى في عالم النساء عبر التاريخ من نساء اهل البيت ولا بيت اشرف واطهر وازكى واتقى وانقى من بيتهن الذي اختاره الله منزلا لوحيه ومأواً لدينه وحفظا لشريعته ومهبطا لملائكته فاذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا.
ومثلما حمل اهل البيت _ من الرجال _ مشاعل الهداية للناس ابتداء من جدهم خاتم النبيين وحبيب اله العالمين الرسول الكريم محمد منقذ البشرية من الضلال ومرشدهم الى الهداية والصلاح، الى اخيه ووصيه وباب مدينة علمه امير المؤمنين الى الائمة الهداة من ولده وانتهاء بالقائم المهدي الذي يملأ الارض قسطا وعدلا، فقد اضطلعن نساء اهل البيت الطاهرات بادوار جسيمة في الدفاع عن الاسلام بحكم معاصرتهن للاحداث الكبرى التي واجهها الاسلام والمخاطر التي تعرض لها منذ ان اشرق نوره على ارجاء المعمورة.
وتبدأ هذه الادوار بالدور العظيم الذي قامت به ام المؤمنين خديجة الكبرى التي كانت اول نساء هذه الامة ايمانا بالله وتصديقا بكتابه ومواساة لرسوله وشريكته في محنته طيلة ايامها معه تقويه بمالها وتدافع عنه بكل مالديها من قول وفعل حتى ماتت صابرة محتسبة ثم تلا هذا الدور العظيم الذي قامت به ام المؤمنين خديجة الدور الذي قامت به ابنتها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بضعة المصطفى وام ابيها وزوجة امير المؤمنين وام سيدي شباب اهل الجنة والتسعة المعصومين من ذرية الحسين، عندما وقفت الى جانب زوجها لإحقاق الحق وابطال الباطل حتى سقطت اول شهيدة في سبيل الدفاع عن مبادئ الاسلام التي يمثلها زوجها امير المؤمنين.
ثم ياتي الدور الثالث والذي لايقل اهمية عن هذين الدورين العظيمين لانه امتداد لهما في ترسيخ مبادئ الاسلام والعمل بمفاهيمه الا وهو الدور العظيم الذي قامت به سليلة الوحي وربيبة النبوة وعقيلة الامامة السيدة الطاهرة الحوراء زينب بنت علي بن ابي طالب وعمة الائمة المعصومين من ذرية الحسين في رحلتها مع سيد الشهداء من المدينة المنورة الى كربلاء، ثم مع السبايا من كربلاء الى الكوفة ومنها الى الشام، ثم رجوعها الى المدينة.
وقد ضربت الحوراء زينب في كل ذلك اعلى مثال للصبر واليقين والثبات والعقيدة عندما نظرت الى اخوتها واهل بيتها وصحبهم وقد مزقتهم السيوف والرماح فتقدمت نحو جسد اخيها الامام الحسين في واقعة الطف ووقفت عنده ثم نظرت الى السماء وقالت.. ((اللهم تقبل منا هذا القربان))
أي معدن هذا غير معدن النبوة واي عظمة هذه غير عظمة الانبياء.
وقد شهدت لها الكوفة ومجلسي ابن زياد ويزيد بتلك الخطب البليغة التي زلزلت عروش الظالمين وفضحت جرائم الأمويين فكانت خير مكمل لثورة اخيها سيد الشهداء.

ولادتها

ولدت السيدة النقية التقية زينب الحوراء في بيت الوحي ورأت النور في هذا البيت الطاهر الذي ضم اباها سيد الوصيين وامها سيدة نساء العالمين واخويها سيدي شباب اهل الجنة، هذا البيت الذي كان النبي لايصبر على فراقه ولايشغله عنه شاغل فبه نبتت رياحينه ومنه تفرعت غصونه فرضعت من ثدي الطهر فاطمة الزهراء وغذيت من علوم سيد الموحدين ودرجت مع اخويها الحسنين، فانعكست الصفات النبوية لأهل بيت النبوة في نفس السيدة زينب وظهرت جلية واضحة في زهدها وعبادتها وصبرها ويقينها وبلاغتها وشجاعتها، وكانت ولادتها سنة 5 هـ.

زواجها واولادها

روي ان النبي (ص) نظر الى اولاد علي وجعفر فقال (بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا) واذا لم يكن النبي جدا لأولاد جعفر فانه لهم بمنزلة الاب والجد وهو وليهم في الدنيا والاخرة كما قال (ص) لأسماء بنت عميس عندما استشهد جعفر بن ابي طالب في معركة مؤتة وخلف ثلاثة ابناء هم عبد الله ومحمد وعون (لاتخافي عليهم انا وليهم في الدنيا والاخرة).
وقد تزوجت السيدة زينب من عبد الله بن جعفر. وقد صحب عبد الله النبي وحفظ عنه الحديث ولازم عمه امير المؤمنين واخذ عنه العلم وقد عرف بالسخاء فلم يكن اسخى منه في الناس وله حكايات عجيبة في الجود وهو ابن عم السيدة زينب واولى الناس بها ولم تفارق السيدة زينب اباها واخويها بعد الزواج.
تقول الدكتورة بنت الشاطئ في كتابها بطلة كربلاء (لم يفرق الزواج بين زينب وابيها واخوتها فقد بلغ من تعلق الامام بابنته وابن اخيه ان ابقاهما معه حتى اذا ولي امر المسلمين وانتقل الى الكوفة انتقلا معه فعاشا في مقر الخلافة موضع رعاية امير المؤمنين واعزازه ووقف عبد الله الى جانب عمه في نضاله الحربي فكان اميرا من امراء جيشه في صفين)، نعم لقد تعلق امير المؤمنين بجوهرته النفيسة التي حملت صفاته وشمائله.
يقول النيسابوري (انها _ أي زينب _ كانت في فصاحتها وبلاغتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى وأمها الزهراء)، وقد ولد للسيدة زينب من عبد الله بن جعفر اربعة اولاد وبنت واحدة هم علي المعروف بالزينبي ومحمد والعباس وعون وام كلثوم وهي التي خطبها معاوية لولده يزيد فزوجها خالها الامام الحسين من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر بن ابي طالب كما في اعيان الشيعة ج 33 ص 191 ومحمد وعون قتلا مع خالهما الحسين يوم الطف، وقد ذكر المؤرخون واصحاب المقاتل قتالهما واستشهادهما فرووا ان عون برز وهو يقول:
ان تنكروني فانا ابن جعفر* شهيد صدق في الجنان ازهر
يطير فيها بجناح اخضر* كفى بهذا شرفا في المحشر
وقتل عون ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا حتى قتله عبد الله بن قطية الطائي، اما محمد فقد برز وهو يقول:
اشكو الى الله من العدوان* فعال قوم في الردى عميان
قد بدلوا معالم القران* ومحكم التنزيل والتبيان
فقتل عشرة رجال فحما عليه ابن نهشل التميمي وقتله. ولما ورد نعي الحسين ونعي محمد وعون الى المدينة كان عبد الله بن جعفر جالسا في بيته فدخل عليه الناس يعزونه وكان له غلام اسمه ابو اللسلاس فقال.. ماذا لقينا من الحسين؟ فحذفه عبد الله بنعله وقال له.. ياابن اللخناء.. اللحسين تقول هذا؟.. والله لو شهدته لما فارقته حتى اقتل معه وقد هون علي مصابهما انهما قتلا مع اخي وابن عمي مواسين له صابرين معه ثم قال، الحمد لله لقد عز علي مصرع الحسين واذا لم اكن قد واسيته بيدي فقد واسيته بولدي.

رحلتها مع المصائب والاحزان

ان ماشاهدته السيدة زينب في حياتها من المحن والمصائب والآلام والاحزان يفوق الوصف ومن يطلع على سيرة حياتها يجد انها سلسلة من حلقات متصلة من الارزاء فقد شاهدت وهي صغيرة السن وفاة جدها رسول الله وتاثيرها على المسلمين عامة وعلى اهل البيت خاصة. ويصف امير المؤمنين ما نزل على اهل البيت من فقد رسول الله فيقول (نزل بي من وفاة رسول الله مالم اكن اظن ان الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به) وكان من الطبيعي ان ينزل باهل البيت هذا المصاب الجلل فاي فقيد هو (ص) اضافة الى ذلك فقد بكى (ص) عليهم مرارا وتكرارا حتى اخر ساعة من حياته الشريفة ولما سئل عن ذلك قال (ابكي لذريتي وما تصنع بهم شرار امتي من بعدي) فشاهدت زينب ما جرى على امها وابيها من اغتصاب حقهما ومنعهما ارثهما الى غير ذلك من المصائب التي يقطع القلوب ذكرها، وشاهدت امها وهي تبكي عند سارية المسجد وهي تخاطب ابيها رسول الله:
قد كان بعدك انباء وهنبثة* لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها* واختل قومك فاشهدهم ولاتغب
ولم تندمل جراح السيدة زينب لفقدانها جدها حتى فقدت امها فاطمة الزهراء فتجددت احزانها ثم شاهدت قتل ابيها امير المؤمنين واثر ضربة اللعين ابن ملجم على راسه الشريف وسريان السم في جسده الطاهر ودموعه تفيض على وجهه وهو ينظر اليها والى اخويها الحسنين، كما شاهدت اخاها الإمام الحسن وهو يتلوى من اثر السم ثم ما جرى على دفنه من احداث.. ثم.. ماجرى في كربلاء.

في كربلاء

لايستطيع القلم ان يصف سيرة بطلة كربلاء فرغم ماكتب المؤرخون والكتاب والشعراء وما اشاد الخطباء من على المنابر في فضلها وصبرها وثباتها وعظمتها الا ان كل ذلك قليل في كثير من حقها لقد جسدت السيدة الحوراء في كربلاء صفات اهل البيت فجسدت عظمة جدها وبلاغة امها الزهراء وشجاعة ابيها المرتضى وصبر اخيها الحسن واباء الحسين لقد جسدت في موقف واحد كل هذه الصفات العظيمة فما هو هذا الموقف؟
انتهت المعركة.. اخوتها وبنوها واهل بيتها وصحبهم اجسادهم ممزقة بالسيوف والرماح وبدون رؤوس.. الارامل والثكالى من حولها وهن يندبن قتلاهن وقد تعلق بهن الاطفال من الذعر والعطش.. جيش العدو يحيط بها من كل جانب وقد احرق خيامها فماذا صنعت؟ هل انهزمت امام هذه النكبات؟ او استسلمت لهذه الارزاء؟ كلا
لقد وقفت بين يدي ربها للصلاة.. لقد كانت صلاتها هذه امتدادا لصلاة جدها رسول الله في المسجد الحرام والمشركون من حوله يرشقونه بالحجارة وهو ساجد لله تعالى وصلاة ابيها امير المؤمنين في صفين في قلب المعركة وصلاة اخيها في كربلاء والسهام تنهال عليه.. فكل هذه المصائب والمحن لم تزدها الا ثقة وايمانا بالله تعالى.

بلاغتها

ان من يتامل في خطب السيدة زينب التي القتها في الكوفة ومجلسي ابن زياد ويزيد وما لاقت هذه الخطب من صدى في مجتمع الكوفة وما احدثت من وقع في مجالس الظالمين ليجد المغزى في خروج السيدة زينب مع اخيها الحسين، ويجد كذلك انها جزء من ثورة الحسين ضد الظلم والطغيان الاموي فمثلما رفع الامام الحسين سيفه في ساحة الحرب بوجه الغطرسة الاموية.
فقد قاتلت الحوراء زينب في ساحة الكلام بمنطقها الذي شابه منطق ابيها سيد البلغاء والمتكلمين فزلزلت به عروش الامويين وفضحت جرائمهم ثم راحت تبث الدعوة لاهل البيت وتنشر فضائلهم ومناقبهم وذكر مثالب بني امية وابن آكلة الاكباد اللعين من خلال خطبها التي كانت في قمة البلاغة ومنتهى الفصاحة فاحدثت ضجة في مجلس يزيد وابن زياد وراح الرجل يحدث جليسه بالضلال الذي هم عليه..
مااعظمك ياسيدتي يازينب العقيلة ياابنة امير المؤمنين فانت قبس من نوره وسر من اسراره ووريثة علمه وخلقه وشرفه ومجده.

الكتب التي أُلفت عنها

سطعت زينب العقيلة شمسا في سماء التاريخ فكتبت سيرتها بأحرف من نور تلهم الاجيال اسمى معاني الكمال والإباء والصبر والعقيدة وقد أُلف عنها الكثير من الكتب وكتبَ عنها الكثير من الكتاب والشعراء قديما وحديثا، وهذه اسماء الكتب التي وقعت عناوينها تحت ايدينا التي أُلفت عن سيرة حياة العقيلة زينب مع اسماء مؤلفيها:
1 ـ رسالة العجاجة في السلالة الزينبية ــــــ جلال الدين السيوطي
الطراز المذهب في اخبار السيدة زينب ـــــــ الشيخ عباس المستوفي
3 ـ منفردة الوحي ـــــــــــ السيد عبد الحسين شرف الدين
4 ـ مع بطلة كربلاء ـــــــــــ الشيخ محمد جواد مغنية
5 ـ الاستاذ حسن محمد المصري ــــــــ السيدة زينب
6 ـ الدكتورة بنت الشاطئ ـــــــــ بطلة كربلاء
7 ـ الاستاذ احمد فهمي المصري ــــــــــ العقيلة الطاهرة
8 ـ الاستاذ عبد العزيز سيد الاهل المصري ـــــــــ زينب بنت علي
9 ـ الاستاذ احمد الشرباصي ـــــــــــ حفيدة الرسول
10ـ عقيلة بني هاشم ـــــــــــ الاستاذ علي حسين الهاشمي
11 ـ السيدة زينب ـــــــــــ احمد زكي المصري
12 ـ السيدة زينب ـــــــــــ الاستاذ محمد حسين الاديب
13 ـ وفاة السيدة زينب ــــــــــ الشيخ فرج القطيفي
14 ـ زينب بنت علي ـــــــــ الاستاذ محمد كامل المصري
15 مرقد العقيلة زينب ـــــــــ الشيخ محمد حسنين السابقي
16 ـ السيدة زينب رائدة الجهاد في الاسلام ــــ الشيخ باقر شريف القرشي
17 السيد محمد كاظم القزويني ـــــ زينب الكبرى من المهد الى اللحد
18 زينب بنت علي سليلة المجد الهاشمي ــــــــ سعيد رشيد زميزم

من الشعر المنسوب اليها

وذكر المؤرخون ان للسيدة زينب ابياتا من الشعر، فمما قالت:
تمسك بالكتاب ومن تلاه* فاهل البيت هم اهل الكتاب
بهم نزل الكتاب وهم تلوه* وهم اهل الهداية للصواب
امامي وحد الرحمن طفلا* وآمن قبل تشديد الخطاب
علي كان صديق البرايا* علي كان فاروق العذاب
شقيقي في القيامة عند ربي* نبيي والوصي ابو تراب
وفاطمة البتول وسيدا من* يخلد في الجنان من الشباب
ومما نسب اليها:
ماذا تقولون ان قال النبي لكم* ماذا صنعتم وانتم آخر الامم
باهل بيتي واولادي وتكرمتي* منهم اسارى ومنهم ضرجوا بدم
ماكان ذاك جزائي اذ نصحت لكم* ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
ومما نسب اليها ايضا:
ياهلالا لما استتم كمالا* غاله خسفه فابدى غروبا
ماتوهمت ياشقيق فؤادي* كان هذا مقدرا مكتوبا
يااخي فاطم الصغيرة كلمها كاد قلبها ان يذوبا

مما قيل فيها

وهذه باقة من اقوال المؤرخين والكتاب والمؤلفين بحق السيدة زينب وقد انتقيت من كتب السير والتاريخ والأنساب وكتُب الفت خصيصا عن سيرة السيدة زينب:
ابن الاثير في كامله (ولدت في حياة جدها رسول الله (ص) كانت لبيبة جزلة عاقلة).
2ـ ابن عنبة الحسني في عمدة الطالب (كانت زينب في فصاحتها وبلاغتها وزهدها وعبادتها كأبيها المرتضى وأمها الزهراء).
3ـ الكاتب المصري عمر ابو النصر في كتابه فاطمة بنت محمد (السيدة زينب كانت من فضيليات النساء وشريفات العقائل ذات تقى وطهر وعبادة).
4ـ فريد وجدي في موسوعة دائرة المعارف (السيدة الطاهرة الزكية زينب بنت علي لها اشرف نسب واجل حسب واكمل نفس واطهر قلب فكأنها صيغت في قالب وضمخ بعطر الفضائل والمتجلي آثارها يتمثل امام عينيه رمز الحق والفضيلة والشجاعة والمروءة وفصاحة اللسان وقوة الجنان ومثال الزهد والورع والعفاف والشهامة).
5ـ الأديب المصري محسن قاسم في كتابه السيدة زينب (لقد افسدت السيدة زينب اخت الحسين، على ابن زياد وبني امية لذة النصر وسكبت قطرات من السم الزعاف في كؤوسهم).
الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه مع بطلة كربلاء (وزينب هي بنت امير المؤمنين لاتعدوه في ايمانها ولا في نظرها الى طريق الخلود والكرامة).
المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية

الروابط
المقالات: زينب.. جبل الصبر وصرخة الحق *،
زينب ومصائب كربلاء *،
زينب الكبرى زينة اللوح المحفوظ *،
دور السيدة زينب في كربلاء *
مفاتيح البحث: اولاد السيدة زينب،
ولادة السيدة زينب،
الشعر المنسوب للسيدة زينب،
نساء اهل البيت،
السيده زينب مثل اعلى لقوة الاسلام المعنويه،
اللهم تقبل منا هذا القربان،
...
الواحات: الواحة الحسينية

الفهرسة