العدل
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » العدل

 البحث  الرقم: 231  التاريخ: 9 ذو القعدة 1429 هـ  المشاهدات: 10394
قائمة المحتويات

تعريف العدل

وهو الكفّ عن الظلم ورفعه، والاستقامة، وإقامة كل أحد على حقه.
والعدل بهذا المعنى هو المراد عند اطلاقه في الآيات والأخبار، وفضيلته اكثر من أن تُحصى. قال الله تعالى: «إنَّ الله يأمُرُ بالعدلِ والأحسان...» [سورة النحل: 90]، وقال: «إنَّ الله يأمُرُكم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل» [سورة النساء: 58].
وقال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله): «عدلُ ساعة خير من عبادة سبعين سنة قيام ليلها وصيام نهارها» [جامع السعادات: 2/26]. وقال الإمامُ الصادق (عليه السّلام): «العدلُ أحلى من الماء يصيبه الظمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه، وإن قلّ» [الوافي: 3/89، عن الكافي].

مدح العدل

العدل ضد الظلم، وهو مناعة نفسيّة تردع صاحبها عن الظلم، وتحفّزه على العدل، وإداء الحقوق والواجبات، وهو سيّد الفضائل، ورمز المفاخر، وقوام المجتمع المتحضّر، وسبيل السعادة والسلام، وقد مجّده الإسلام وعنى بتركيزه والتشجيع عليه في القرآن والسنّة، حتّى رويَ عن الإمام زين العابدين (عليه السّلام) حيث سأله الراوي وقال: أخبرني بجميع شرائع الدين؟ قال (عليه السّلام): «قول الحقّ، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد» [البحار: 16/125، عن خصال الصدوق]، وقال الإمام الرضا (عليه السّلام): «استعمال العدل والإحسان مؤذن بدوام النعمة»، وقال الإمام الصادق (عليه السّلام): «اتقوا الله واعدلوا، فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون» [جامع السعادات: 2/26].

أنواع العدل

للعدل صور مشرقة تشعّ بالجمال والجلال، منها:
(1) عدلُ الإنسان مع ربّه عزّوجلّ، وهو ازهى صور العدل، وأسمى مفاهيمه، وعنوان مصاديقه، وكيف يستطيع الإنسان أن يؤدي واجب العدل للمنعم الأعظم، الذي لا تحصى نعماؤه ولا تُعدّ آلاوه؟! وإذا كان عدل المكافأة يقدّر بمعيار النعم وشرف المنعم، فمن المستحيل تحقيق العدل نحو واجب الوجود، والغني المطلق عن سائر الخلق، إلاّ بما يستطيعه قصور الإنسان، وتوفيق المولى عزّوجلّ.
والعدل مع الله تعالى يتلخص في الإيمان به، وتوحيده، والإخلاص له، وتصديق حججه على العباد، والاستجابة لمقتضيات ذلك من التولي في حبّه والتشّرف بعبادته، والدوام على طاعته ومجافاة عصيانه.
(2) عدل الإنسان مع المجتمع: وذلك برعاية حقوق افراده، وكفّ الأذى والاساءة عنهم، وسياستهم بكرم الأخلاق، وحسن المداراة وحُبّ الخير لهم، والعطف على بؤسائهم ومعوزيهم، وغير ذلك من محققات العدل الاجتماعي.
(3) عدل البشر الأحياء مع اسلافهم الأموات، الذين رحلوا من هذه الدنيا، وخلّفوا لهم المال والثراء، وحُرموا من متعه ولذائذه، ولم يكسبوا في رحلتهم الأبدية إلاّ أذرعاً من اثواب البلى، واشباراً ضيّقة من بطون الأرض، فمن العدل أن يستشعر الاحياء نحو أسلافهم بمشاعر الوفاء والعطف وحسن المكافاة، وذلك بتنفيذ وصاياهم، وتسديد ديونهم، وإسداء الخيرات والمبرات إليهم، وطلب الغفران والرضى والرحمة لهم من الله عزّوجلّ.
(4) عدل الحكّام: من حيث كون الحكّام ساسة الرعية، وولاة أمر الأمة، فهم أجدر الناس بالعدل، واولاهم بالتحلي به، وكان عدلهم أسمى مفاهيم العدل، واروعها مجالاً وبهاءً، وابلغها اثراً في حياة الناس، وبجورهم تنتكس تلك الفضائل والأماني إلى نقائضها، وتغدو الأمة آنذاك في ضنك وشقاء وهرج ومرج.

فضيلة العدل

مما يدل على فضيلة العدل بهذا المعنى ما ورد في ثواب رد المظالم. قال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله): «درهم يردّه العبد إلى الخصماء، خير له من عبادة الف سنة، وخير له من عتق الف رقبة، وخير له من الف حجة وعمرة» [جامع السعادات: 2/26]، وقال (صلّى الله عليه وآله): «مَنْ ردّ أدنى شيء إلى الخصماء، جعل الله بينه وبيّن النار ستراً كما بين السماء والأرض، ويكون في عداد الشهداء» [جامع السعادات: 2/26]، وغيرها من الروايات الكثيرة.

محاسن العدل

النفوس السليمة مفطورة على حُبّ وبغض الظلم واستنكاره، وقد أجمع البشر عِبر الحياة واختلاف الشرائع والمبادئ، على تمجيد العدل وتقديسه واللهج بفضائله ومآثره، والتفاني في سبيله، فهو سرّ حياة الامم ورمز فضائلها، وقوام مجدها وسعادتها، وضمان أمنها ورخائها، وأجلّ أهدافها وأمانيها في الحياة، وما زالت الدول الكبرى وتلاشت الحضارات العتيدة، إلاّ بضياع العدل والاستهانة بمبدئه الأصيل، وقد كان أهل البيت (عليهم السّلام) المثل الأعلى للعدل، وكانت اقوالهم وافعالهم دروساً خالدة تنير الدرب للانسانية، وتوضح لهم المنهج الحق في العدل والرشاد، وهناك نماذج كثيرة وقصص رائعة تعكس هذه الخُلق العظيم الذي يمثلونه على واقعه الصحيح.

الروابط
المقالات: عدالة الإمام علي (عليه السلام) *
القاموس: العدل
الأشخاص: السيد خالد الموسوي [المراسل]
مفاتيح البحث: العدل،
أنواع العدل،
تعريف العدل
المواضيع: مكارم الأخلاق

الفهرسة