في كل عام ومنذ ما يقرب على ألف وأربعمائة عام والذكرى تستمر متجددة بعاشوراء الذي ارتبط ذكره باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام الذي قدم نفسه من أجل إحياء الإسلام {ان كان دين محمداً لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني} فالإمام الحسين عليه السلام كان امتداداً مستمرا لرسالة جده المصطفى صلى الله عليه وآله، وكما جاء في مسند أحمد {حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط} والمتأمل يلحظ مدى الاندماج بين الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وريحانته الإمام الحسين عليه السلام فهو امتداد للرسالة السماوية. ونحن في بدايات شهر محرم الحراموعاشوراءالإمام الحسين عليه السلام لذلك يجب علينا ان نتأمل في المبادئ التي خرج من اجلها الإمام الحسين عليه السلام، فقد قال قولته المشهورة {أعلموا أني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي} فيجب علينا ان نعيش الذكري متعمقين في تلك المبادئ لتصبح رسالتنا الأبدية التي بها يصلح المجتمع وتعيش الأمة في عزها ومجدها الذي أسسه الأنبياء على مر التاريخ. ان عاشوراءالإمام الحسين عليه السلام يعتبر فرصة ثمينة لكل المسلمين في العالم شرقه وغربه لتطهير النفس والعودة إلى القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة، فالأجواء مناسبة لبث رسالة إلى كل العالم للتجمع في هذا الوقت للتباحث في حال المسلمين في وقتنا الراهن، فقد مزقتنا الخلافات والتباغض وها قد جاء عاشوراء فلماذا لا نستفيد منه لوضع برامج تعيد إحياء الإسلام من جديد، وإرجاع القرآن إلى الحياة وتوعية المسلمين، وإحياء السنة النبوية وإصلاح المجتمع واستنهاض الأمة. في هذا الوقت نحن بحاجة لجمهور عاشورائي يمتلك وعي المرحلة وعاطفة الإنسانية الإسلامية، وهذا يتطلب منا تكثيف الجهود على المستوى العالمي لنشر مبادئ عاشوراءالإمام الحسين عليه السلام، فنحن الأولى بهذا الدور كالمسلمين نحمل ثقافة الإسلام وقبلتنا واحدة وقرآننا واحد ونبينا واحد وهو الذي حثنا على التمسك بأهل بيته عليهم السلام كما جاء في فرائد السمطين للعلامة إبراهيم الحمويني الشافعي {إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي} ولذلك صار من اللازم علينا رفع راية الإسلام عالية خفاقة باسم الحسين عليه السلام، فعندما استشهدالإمام الحسين عليه السلام استنكر المسيحيون ودقوا نواقيسهم قائلين {إنا نبرأ من قوم قتلوا ابن نبيهم} وهذا قسيس منهم يقول {لو كان الحسين لنا لرفعنا له في كل بلد بيرقاً ولنصبنا له في كل قرية منبراً ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين} فهل نحن كمسلمين نستطيع تطبيق ما قاله هذا القسيس؟ فهل نستطيع ان نرفع في كل بلداً بيرقاً؟ وننصب في كل قرية منبراً؟ وندعو الناس إلى الإسلام وليس المسيحية باسم الحسين عليه السلام؟ ان الأمر يحتاج إلى تعبئة الطاقات ليكون هناك انتفاضة ثقافية واسعة باسم الحسين عليه السلام من خلال التشجيع المستمر لكل فئات المجتمع من أجل المشاركة الفعالة في عاشوراء في الشعائر الحسينية من حضور مجالس العزاء على سيد الشهداء عليه السلام وعقد محاضرات وندوات وكتابة المقالات والتي تبرز فضائل الإمام الحسين عليه السلام تعرف العالم به وإنشاء المعارض ناهيك عن دور الإعلام المفقود وندرته ان لم نقل عدم وجود برامج باسم الحسين عليه السلام وهذا يتطلب مضاعفة البرامج التلفزيونية والإذاعية بل بكل الوسائل الإعلامية والتكنولوجية الحديثة يجب ان ندعو العالم إلى الإسلام باسم الحسين عليه السلام. بقلم: محمد العرادي alaradimohd@hotmail. com المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية