معركة أحد وشهادة حمزة (عليه السلام)
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » معركة أحد وشهادة حمزة (عليه السلام)

 البحث  الرقم: 516  التاريخ: 25 ذو القعدة 1429 هـ  المشاهدات: 8749
قائمة المحتويات

موقع أحد

في الخامس عشر من شهر شوال سنة (3 هـ) وقعت غزوة أحد، وأحُد: جبلٌ يبعد عن المدينة المنوَّرة ميلين أو ثلاثة.
ولمَّا كانت نتائج معركة بَدْرٍ قاسية على مشركي مكّة، فقريش لا يقرّ لها قرار حتى تثأر لكرامتها، ولمن قُتِل من أشرافها، فمضت تستعدُّ لقتال المسلمين، وتجهِّز لأخذ الثأر، ومحو العار.
فخرجت قريش بثلاثة آلاف رجل، يقودهم أبو سفيان نحو المدينة، فتعبَّأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أصحابه، وسَوَّى الصفوف، وأعطى الراية بيد أمير المؤمنين (عليه السلام).
ثمّ وضع مجموعة من الرماة خلف الجيش، وأوصاهم بالثبات وعدم ترك أماكنهم، وأكَّد على ذلك، حتّى روي أنّه (صلى الله عليه وآله) أوصاهم بأنْ يلزموا مراكزهم ولا يتركوها، حتى في حالة النصر أو الهزيمة.
فنشبَتْ الحرب بين الجانبين، فَصَاحَ طَلْحَة بن أبي طلحة، وهو صاحب لواء المشركين: مَنْ يُبارز؟.
فبرز إليه الإمام علي (عليه السلام)، فبدره بضربة على رأسه فقتله، ثمّ تقدَّم بلواء المشركين أخوه والنساء خلفه، يحرِّضن ويضرِبْن بالدفوف، فتقدَّم نحوه حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله)، وضربه ضربة واحدة وصلت إلى رئته، فمات.
وفي إرشاد المفيد: كان أصحاب اللواء يوم أُحُد تسعة، قتلهم الإمام علي (عليه السلام) عن آخرهم.
وفي تاريخ الطبري: لمّا قُتل أصحاب اللواء انكشف المشركون منهزمين، وانتقضت صفوفهم، ونساؤهم يَدعين بالوَيل بعد الفرح وضرب الدفوف.
وقال الواقدي: لمّا انهزم المشركون، تبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاءوا، حتى أخرجوهم من المعسكر، وانشغلوا بجمع الغنائم.
فلمّا رآهم الرماة الذين أوصاهم الرسول بعدم ترك أماكنهم قال بعضهم لبعضٍ: لمَ تقيمون هنا في غير شيء، لقد هزم الله العدو، وهؤلاء إخوانكم مشغولون بجمع الغنائم، فاذهبوا واغنموا معهم.
فقال بعضهم: ألم تعلموا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لكم: احمُوا ظُهُورَنا، وإنْ غَنِمْنا فلا تشرِكُونا.
فقال الآخرون: لم يرد رسول الله هذا.
وأخيراً ذهبوا إلى معسكر المشركين يجمعون الغنائم، وتركوا أماكنهم من الجبل، ولمّا نظر خالد بن الوليد إلى خلاء أماكنهم كرَّ بالخيل إلى موضع الرماة، وحملوا عليهم، فرماهم القوم حتى أصيبوا.
وعندما وجد المشركون خيلهم تقاتل رجعوا من هزيمتهم، وكرُّوا على المسلمين من أمامهم، وهم مشغولون بجمع الغنائم، فأصبح المسلمون وسط الحلقة، وانتقضت سيوفهم، وأخذ يضرب بعضهم بعضاً من العجلة والدهشة!!.
فتفرَّق أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) عنه، وأخذ المشركون يحملون عليه يريدون قتله، ويقول ابن الأثير في ذلك: قاتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يومَ أحُد قِتالاً شديداً، فرَمَى بالنبل حتى انتهى، وانكسر قوسه، وانقطع وتره.
وفي رواية الشيخ المفيد: كُسِر أنفُه ورباعيته السُفلى، وسال الدم على وجهه الكريم.

شهادة حمزة (عليه السلام)

قالت هند بنت عتبة ـ زوجة أبي سفيان ـ لِـ (وَحْشي): إن أنت تَمكَّنْتَ من قتل محمد، أو علي، أو حمزة بن عبد المطلب، سأعطيك جائزة، فأوعدها بقتل حمزة.
ويقول وحشي: واللهِ إنّي لأنظر إلى حمزة يَهدُّ الناس بسيفه، ما يلقي أحداً يمرُّ به إلاّ قتله، فهززت حربتي فرميتُه، فوقعت في أربيته (أصل الفخذ)، حتى خرجت من بين رجليه، فوقع، فأمهلته حتى مات، وأخذت حربتي وانهزمت من المعسكر.
وروي أنّ هند وقعت على القتلى، ولمّا وصلت إلى حمزة بقرتْ كبده فلاكته، فلم تستطع أن تَسيغه فلفِظَتْه، ثمّ قطعت أنفه وأذنيه، وجعلت ذلك كالسوار في يديها، وقلائِد في عنقها.
وبعد انصراف جيش المشركين بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) الإمام علياً (عليه السلام) وقال له: أُخرُجْ في آثَار القَوم، فإن كَانُوا قد اجتنبوا الخَيل، وامتطوا الإبل فإنَّهم يريدون مكّة، وإن ركبوا الخيل وسَاقوا الإبل، فهم يُريدون المَدينة، فوَ الله لَئِن أرادوها لأسِيرَنَّ إليهم فيها، ثمّ لأُنَاجِزَنَّهم.
فقال الإمام علي (عليه السلام): فخرَجْتُ في آثارهم، فرأيتهم امتطوا الإبل، واجتنبوا الخيل.
وروي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد انتهاء المعركة، أخذ عمه حمزَة بن عبد المطلب، ووضعه إلى القبلة، ووقف على جنازته، وانتحب حتى نشق، أي: شهق، حتى بلغ به الغشي.
وكان (صلى الله عليه وآله) يقول: يَا عَمّ رسول الله، وأسد الله، يا حمزة، يا فاعِلَ الخيرات، يا حمزة، يا كاشف الكربات، يا حمزة، يا ذابّ يا مانع عن وجه رسول الله.
وبعد أن عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه إلى المدينة، استقبَلَتْه فاطمة (عليها السلام)، ومعها إناء فيه ماء، فغسل وجهه، ولحقه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد خضَّب الدم يده إلى كتفه، ومعه سيفه ذو الفقار، فناوله فاطمة وقال (عليه السلام) لها: خُذي هَذا السَّيف، فقد صدَّقني.
وقال لَهَا الرسول (صلى الله عليه وآله): طخُذيهِ يا فَاطِمة، فقَدْ أدَّى بَعلُك ما عليه، وقد قتل اللهُ بِسيفِه صَنادِيد قُريش.

الروابط
مواقع الإنترنيت: شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام)
مفاتيح البحث: شهادة حمزة،
حمزة بن عبد المطلب،
معركة احد
المواضيع: السيرة النبوية

الفهرسة