غزوة بني النضير.. تأريخ وعبرة
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » غزوة بني النضير.. تأريخ وعبرة

 البحث  الرقم: 520  التاريخ: 29 ذو القعدة 1429 هـ  المشاهدات: 7482
قائمة المحتويات في تفسير القمّي: ـ وكأنَّه عن كتاب أبان بن عثمان [تفسير القمي1: 360]، البجلي الكوفي ـ قال: كان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود: بنو قينقاع، وبنو قريظة، والنضير، وكان بينهم وبين رسول الله عهد فنقضوا عهدهم، وكان السبب في نقض بني النضير عهدهم: أنَّه أتاهم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يستسلفهم، ـ يعني: يستقرض منهم ـ، دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة [هو عمرو بن أُمية الضمري: الذي قتل رجلين عامريين مسلمين أو هما في جوار رسول الله]، وقصد كعب بن الأشرف، فلمَّا دخل على كعب، ـ ومعه جمع من أصحابه ـ، قال له: مرحباً يا أبا القاسم وأهلاً، وقام كأنَّه يصنع لهم الطعام، وحدَّث نفسه أن يقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم يتبعه أصحابه، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فأخبره بذلك، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة [تفسير القمي2: 358 و359].
وقال الطبرسي في ـ إعلام الورى ـ: فنزل جبرئيل (عليه السلام) فأخبره بما هم القوم من الغدر، فقام رسول الله كأنَّه يقضي حاجة، وعرف أنَّهم لا يقتلون أصحابه وهو حي، فأخذ الطريق نحو المدينة.
وكان كعب قد أرسل بعض أصحابه إلى مَن يستعين بهم على رسول الله، فاستقبلوا رسول الله، فأخبروا كعباً بذلك، فأخبر أصحاب النبي فساروا راجعين، وكان عبد الله بن صوريا أعلمهم، فقال لهم: والله، إنَّ ربه أطلعه على ما أردتموه من الغدر!، ولا يأتيكم ـ والله ـ أول ما يأتيكم إلاَّ رسول محمد يأمركم عنه بالجلاء!، فأطيعوني في خصلتين لا خير في الثالثة: أن تسلموا!، فتأمنوا على دياركم وأموالكم، وإلاَّ.. فإنَّه يأتيكم مَن يقول لكم: أخرجوا من دياركم!، فقالوا: هذه أحب إلينا!، فقال: أما إنَّ الأولى خير لكم منها، ولولا أنْ أفضحكم لأسلمت [إعلام الورى1: 188].
قال القمي: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لمحمد بن مسلمة الأنصاري: اذهب إلى بني النضير، فأخبرهم: إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) قد أخبرني بما هممتم به من الغدر!، فإمَّا أن تخرجوا من بلدنا!، وإمَّا أن تأذنوا بحرب! ، [تفسير القمي2: 359]، ثم بعثه إليهم [إعلام الورى1: 188].
فقالوا: نخرج من بلادك.
فبعث إليهم عبد الله بن أُبي: أن لا تخرجوا، وأقيموا وتنابذوا محمداً الحرب، فإنِّي أنصركم أنا وقومي وحلفائي، فإنْ خرجتم خرجت معكم، وإن قاتلتم قاتلت معكم!، فأقاموا وأصلحوا حصونهم وتهيأوا للقتال، وبعثوا إلى رسول الله: إنا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع!.
فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكبَّر، وكبر أصحابه، وقال لأمير المؤمنين (عليه السلام): تقدَّم إلى بني النضير، فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) الراية وتقدَّم، وجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأحاط بحصنهم وأمر بقطع نخلهم، فجزعوا من ذلك وقالوا: يا محمداً، أيأمرك الله بالفساد؟، إن كان هذا لك فخذه وإن كان لنا فلا تقطعه [تفسير القمي2: 359].
وقال المفيد في ـ الإرشاد ـ: وضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبته في أقصى بني خطمة من البطحاء، [وهو الموضع الذي كان نفر من الأنصار يشربون فيه نبيذ التمر ـ الفضيخ ـ، وبلغهم تحريم الخمر فأراقوا قربتهم، وبنوا فيه فيما بعد مسجدا أسموه مسجد الفضيخ ـ تأريخ المدينة لابن شبة1: 69]، وهو جنوب مشربة أم إبراهيم في الشارع الموصل بين شارع العوالي وخط الحزام على طريق مستشفى المدينة الوطني، كما ذكره عبد الرحمان خويلد في كتابه: المساجد والأماكن الأثرية المجهولة، وعنه في مجلة ميقات الحج 7: 275].
فلمَّا جن الليل، رماه رجل من بني النضير بسهم!، فأصاب القبة!، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن تحول قبته إلى السفح، وأحاط به المهاجرون والأنصار، فلمَّا اختلط الظلام، فقدوا أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال الناس: يا رسول الله، لا نرى علياً؟!.
فقال (صلى الله عليه وآله): أراه في بعض ما يصلح شأنكم، فلم يلبث أن جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي، وكان يقال له: عزورا، ـ أو عازورا [عن الإرشاد في بحار الأنوار20: 172]، أو عزرا ـ، فطرحه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): كيف صنعت يا أبا الحسن؟ ، فقال (عليه السلام): إنِّي رأيت هذا الخبيث جريئاً شجاعاً، فقلت: ما أجرأه أن يخرج إذا اختلط الليل يطلب منا غرة!، فكمنت له، فأقبل مصلتا بسيفه في تسعة نفر من اليهود، فشددت عليه وقتلته، وأفلت أصحابه ولم يبرحوا قريباً، فابعث معي نفراً فإنِّي أرجو أن أظفر بهم.
فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) معه عشرة، فيهم: أبو دجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، فأدركوهم قبل أن يلجوا الحصن، فقتلوهم وجاؤوا برؤوسهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فأمر أن تطرح في بعض آبار بني خطمة [الإرشاد1: 92، 93]، ثم قال: وفي تلك الليلة قُتل كعب بن الأشرف، ولم يذكر الكيفية، فلو كان ذلك كما قاله المؤرِّخون كما مر بعد بدر، فإنَّ ذلك لا يتناسب مع حال الحصار الذي بدأوا به عليهم، وفي المناقب1: 196، قال: إنَّ كعباً قصد مكة بعد أُحد، وتعاهد مع أبي سفيان وغيره على النبي (صلى الله عليه وآله)، ورجع ونزلت سورة الحشر، فبعث النبي (صلى الله عليه وآله) محمد بن مسلمة لقتله، فقتله بالليل، ثم قصد إليهم وحاصرهم، وهذا أيضا لا ينسجم مع طبيعة الأحداث يومئذٍ].
قال القمي: وبعد ذلك قالوا: يا محمد، نخرج من بلادك واعطنا مالنا، فقال (صلى الله عليه وآله): لا، ولكن تخرجون ولكم ما حملت الإبل، فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياماً، ثم قالوا: نخرج ولنا ما حملت الإبل، فقال (صلى الله عليه وآله): لا، ولكن تخرجون ولا يحمل أحد منكم شيئاً، فمَن وجدنا معه شيئاً من ذلك قتلناه! ، فخرجوا على ذلك، خرج قوم منهم إلى فدك ووادي القرى، وخرج قوم منهم إلى الشام [تفسير القمي2: 359].
وقال في ـ المناقب ـ: فخرجوا إلى خيبر والحيرة وأريحا وأذرعات، لكل ثلاثة منهم بعير [مناقب آل أبي طالب1: 197].
قال المفيد في ـ الإرشاد ـ: واصطفى رسول الله (صل الله عليه وآله)، أموال بني النضير، وكانت أول صافية [الإرشاد1: 93، ومناقب آل أبي طالب1: 197].

نزول سورة الحشر فيهم

قال القمي: وأنزل الله فيهم: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ * وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، [الحشر: 1ـ6، وهي السورة 101 في النزول، أي الخامسة عشر في النزول بالمدينة، أي منتصف العدد النازل بالمدينة تقريباً، ممَّا يتناسب زمنياً مع نهاية حرب بني النضير في حدود السنة الخامسة من الهجرة تقريباً].
ففيه بسنده عن أبي بصير: أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال للأنصار: إنْ شئتم دفعت إليكم فيء المهاجرين منها، وأخرجتهم عنكم، وإنْ شئتم قسمتها بينكم وبينهم، وتركتهم معكم؟ ، فقالوا: قد شئنا أن تقسمها كلها فيهم، فقسَّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بين المهاجرين ولم يعط الأنصار، إلا رجلين منهم ذكرا حاجة: أبو دجانة، وسهل بن حنيف، [تفسير القمي2: 360].
وفي ـ الإرشاد ـ: فقسَّمها بين المهاجرين الأولين، وأمر علياً (عليه السلام) فحاز ما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) منها، فجعله صدقة، وكانت بيده مدة حياته، ثم بيد أمير المؤمنين (عليه السلام) بعده [الإرشاد1: 93].
ونقل الطبرسي في ـ مجمع البيان ـ، عن الكلبي قال: قال رؤساء المسلمين لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، خذ صفيك والربع، ودعنا ـ الرؤساء ـ والباقي، فهكذا كنا نفعل في الجاهلية، وأنشدوا:
لك المرباعُ منها والصفايا * وحكمُك والنشيطةُ والفضولُ [النشيطة: ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل الوصول إلى المقصد].
فنزلت ـ السورة وفيها ـ الآية: (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، [الحشر: 7]، فقالوا: سمعاً وطاعة لأمر الله وأمر رسوله [مجمع البيان9: 392].
قال الطبرسي: فجعل الله أموال بني النضير لرسول الله خاصة يفعل بها ما يشاء [مجمع البيان9: 391]، قال: ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) قال للأنصار: إن شئتم قسَّمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم، وتشاركونهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم، ولم يُقْسَم لكم شيء من الغنيمة؟ ، فقال الأنصار: بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا، ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها، فنزلت فيهم ـ السورة وفيها ـ الآيات: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، [الحشر: 8 و9].
فنقل الطبرسي عن الزجاج النحوي قال: بيَّن الله سبحانه من ـ المساكين ـ، الذين لهم الحق ـ في الآية السابقة ـ، ثم ثنى سبحانه بوصف الأنصار ومدحهم حيث طابت أنفسهم عن الفيء [مجمع البيان9: 392]، ثم قال: فقسَّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بين المهاجرين، ولم يعط الأنصار منها شيئاً، إلاَّ ثلاثة نفر كانت بهم حاجة: أبو دجانة، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة، [مجمع البيان9: 391، وقال: والآية تشير إلى أنَّ تدبير الأُمة إلى النبي، ولهذا فقد أجلى بني قينقاع وبني النضير، وترك لهم شيئاً من مالهم، وقسَّم أموالهم على المهاجرين، وقَتَلَ رجال بني قريظة وسبى نساءهم وذراريهم، وقسَّم أموالهم على المهاجرين أيضاً، ومنَّ على أهل خيبر في رقابهم وقسَّم أموالهم ـ فيمَن حضر ـ، ومنَّ على أهل مكة في أرضهم وديارهم وأموالهم وأنفسهم ونسائهم وذراريهم9: 392، وانظر في نزول السورة: سيرة ابن هشام3: 202، ومغازي الواقدي1: 380 ـ 383].
ومن حوادث ما بعد بني النضير: أنَّ عامر بن الطفيل العامري تآمر مع صاحبه أربد بن قيس ـ أخي لبيد بن ربيعة الشاعر ـ، على النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له: إذا قدمنا على الرجل [ابن إسحاق في السيرة4: 213]، فإنِّي شاغل عنك وجهه، فإذا فعلته فاعله بالسيف!، فلمَّا قدموا عليه قال عامر: يا محمد، خالني ـ أي تفرَّد لي خالياً ـ، فقال (صلى الله عليه وآله): لا، حتى تُؤمن بالله وحده، فلمَّا أبى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال عامر: والله، لأملأنَّها عليك خيلاً حمراً ورجالاً! ثم ولَّى، فقال رسول الله: اللَّهُم اكفني عامر بن الطفيل.
ولمَّا خرجوا، قال عامر لأربد: أين ما كنت أمرتك به؟ قال: والله، ما هممت بالذي أمرتني به إلاَّ دخلت بيني وبين الرجل، أفأضربك بالسيف؟!.
فلمَّا كانا في الطريق، أصابه الله بغدة طاعون في عنقه فقتلته، ثم أصاب صاحبه أربد بصاعقة فقتلته، [إعلام الورى1: 250 و251، ونقل كون ذلك بعد غزوة بني النضير من كتاب أبان الأحمر البجلي الكوفي، وهذا أقرب من أن يكون ذلك في عام الوفود سنة تسع أو عشر].
وفيما كان من أمر أمير المؤمنين (عليه السلام)، في هذه الغزاة وقتله اليهودي ومجيئه إلى النبي برؤوس التسعة يقول حسان بن ثابت:
لله أي كريمة أبليتها ببني قريظة، والنفوس تطلع
أردى رئيسهم وآب بتسعة طوراً يشلهم وطوراً يدفع، [الإرشاد1: 94، الهامش طويل جداً اكتفينا بنقل ما يتعلق بالمتن أعلاه فقط].

من قصص الغنائم

نقل العلاَّمة الحلِّي عن السدي قال: لمَّا فتح الله بنى النضير فغنم أموالهم، قال عثمان بن عفَّان لعلي (عليه السلام): أئت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاسأله أرض كذا، فإنْ أعطاكها فأنا شريكك فيها، وأنا آتيه فأسأله ذلك، فإنْ أعطانيها فأنت شريكي فيها، فسأله عثمان قبل علي (عليه السلام) فأعطاه إياها، وأبى أن يشرك علياً معه، فدعاه إلى حكم النبي (صلى الله عليه وآله) فأبى ذلك أيضاً، فقيل له: لم لا تنطلق معه إلى النبي (صلى الله عليه وآله)؟، فقال: هو ابن عمه فأخاف أن يقضي له، فنزلت الآيات من سورة النور: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)، [النور: 46 ـ 52، والسورة هي: 103 في النزول، أي السابعة عشرة في النزول بالمدينة]، فلمَّا علم النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك، حكم بالحق لعلي (عليه السلام)، [كشف الحق: 247، وقريباً منه: القمي في تفسيره2: 107، عن الصادق (عليه السلام)، وفي التبيان 7: 450، بلا إسناد إلى الإمام 0عليه السلام)، وفي مجمع البيان 7: 236، عن الباقر (عليه السلام)، ولعله وهم، وروى الآلوسي في روح المعاني عن الضحاك: أنَّ النزاع كان بين علي (عليه السلام) والمغيرة بن وائل].
المصدر: اليوسفي، محمد هادي، ـ موسوعة التاريخ الإسلامي ـ، مجمع الفكر الإسلامي قم، ط 1، ج 2، ربيع الثاني 1420، وأدرجنا النص مع هوامشه المطولة لفوائده التأريخية المهمّة.

الروابط
مواقع الإنترنيت: شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام)
مفاتيح البحث: نزول سورة الحشر،
الغنائم،
سورة الحشر،
عزوة بني النضير
المواضيع: السيرة النبوية

الفهرسة