غزوة دومة الجندل.. سنة خمس من الهجرة النبوية
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » غزوة دومة الجندل.. سنة خمس من الهجرة النبوية

 البحث  الرقم: 521  التاريخ: 29 ذو القعدة 1429 هـ  المشاهدات: 7250
وقعت غزوة ـ دومة الجندل ـ في ربيع الأول، قال ابن إسحاق: ثمَّ غزا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) دومة الجندل، [دومة الجندل: دومة بضم الدال، وتفتح بالضم عند أهل اللغة، وبالفتح عند أصحاب الحديث، قاله الجوهري: من أعمال المدينة، تقع شمالي نجد، وهي طرف من أفواه الشام، بينها وبين دمشق خمس ليال، وبينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة، قال البكري: سُمِّيت بدومى بن إسماعيل وكان نزلها، الروض الأنف وشرح المواهب: 2/ 95]، قال ابن هشام في ربيع الأول ـ يعني من سنة خمس ـ، واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري.
قال ابن إسحاق: ثمَّ رجع إلى المدينة قبل أن يصل إليها ولم يلق كيداً، فأقام بالمدينة بقية سنته.
وقد قال محمد بن عمر الواقدي بإسناده عن شيوخه، عن جماعة من السلف، قالوا: أراد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أن يدنو إلى أداني الشام، وقيل له: إنَّ ذلك ممَّا يفزع قيصر؟!، وذُكر له أنَّ بدومة الجندل جمعاً كبيراً وأنَّهم يظلمون مَن مرُّ بهم، وكان لها سوق عظيم وهم يريدون أن يدنوا من المدينة، فندب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الناس، فخرج في ألف من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل له من بني عذرة، يقال له: مذكور، هاد خرِّيت، فلمَّا دنا من دومة الجندل، أخبره دليله بسوائم بني تميم، فسار حتى هجم على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب مَن أصاب وهرب مَن هرب في كل وجه، وجاء الخبر أهل دومة الجندل فتفرَّقوا، فنزل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بساحتهم، فلم يجد فيها أحداً، فأقام بها أياماً، وبثَّ السرايا ثمَّ رجعوا، وأخذ محمد بن سلمة رجلاً منهم فأتى به رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، فسأله عن أصحابه، فقال: هربوا أمس، فعرض عليه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الإسلام فأسلم، ورجع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلى المدينة، قال الواقدي: وكان خروجه (صلى الله عليه وآله) إلى دومة الجندل في ربيع الآخر سنة خمس، [ابن كثير: السيرة النبوية، ج3، ص177].
وقال المدائني: خرج رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في المحرم، يريد أكيدر دومة، فهرب أكيدر، وانصرف النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
وقال الواقدي: قالوا: أراد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أن يقْرُب إلى أدنى الشام ليُرهِب قيصر، وذُكر له أنَّ بدومة الجندل جمعاً عظيماً يظلمون مَن مرَّ بهم، وكان بها سوق وتجَّار، فخرج رسول الله بألف من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ودليله مذكور العذري، فنكب عن طريقهم، فلمَّا كان بينه وبين دومة يوم قوي، قال له: يا رسول الله، إنَّ سوائمهم ترعى عندك، فأقم حتى أنظر، وسار مذكور حتى وجد آثار النِّعم، فرجع وقد عرف مواضعهم، فهجم النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب مَن أصاب، وجاء الخبر إلى دومة فتفرَّقوا، ورجع النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهي عن المدينة ستة عشر يوماً، وبينها وبين دمشق خمس ليال للمُجِد، وبينها وبين الكوفة سبعُ ليالٍ، وهي أرض ذات نخل، يزرعون الشعير وغيره، ويستقون على النواضح، وبها عين ماء، [الذهبي، تاريخ الإسلام: ج2، ص258].
ذكر أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي في كتاب ـ الصوائف ـ: أنَّ غزوة دومة الجندل أول غزوات الشام، قال: وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة، ومن الكوفة على عشر مراحل في برية مرت، ومن دمشق على عشر مراحل، قال: وهي أرض نخل وزرع يسقون على النواضح، وحولها عيون قليلة، وزرعهم الشعير، وهي مدينة عليها سور ولها حصن عادي مشهور في العرب يدعى ـ مارد ـ، [ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق: ج2، ص3].
ثمَّ كانت غزوة ـ دومة الجندل ـ، وذلك أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بلغه أنَّ جمعاً تجمَّعوا بها، فغزاهم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حتى بلغ دومة الجندل، فلم ير كيداً، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، ثمَّ رجع إلى المدينة وتوفِّت أم سعد بن عبادة وسعد مع رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بدومة الجندل، فلمَّا رجع جاء رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قبرها وصلَّى عليها، فقال سعد: يا رسول الله، إنَّ أمي أفتلتت نفسها ولم توصِ أفأقضي عنها، قال: نعم، [ابن حبان، الثقات: ج1، ص261].

الروابط
مواقع الإنترنيت: شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام)
مفاتيح البحث: عزوة دومة الجندل
المواضيع: السيرة النبوية

الفهرسة