الزواج العلوي الفاطمي
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » الزواج العلوي الفاطمي

 البحث  الرقم: 529  التاريخ: 3 ذو الحجّة 1429 هـ  المشاهدات: 6540
• في (موارد الظمآن من زوائد ابن حبّان)..
كتب الحافظ نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثميّ القاهريّ الشافعي، عن ابن حبّان بإسناده إلى أنس بن مالك، أنّه ذكَرَ مجيء أبي بكر إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يخطب منه ابنته فاطمة، فسكتَ رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) ولم يُجِبْه. فرجع وقال لعمر: هلكتُ وأهلكت! فأتاه عمر وسأله كما سأله أبو بكر، فسكت رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) ولم يُجِبه، فرجع يقول لأبي بكر: إنه ينتظر أمرَ الله فيها.
• وفي خبرٍ طويل يذكره الحافظ أبو المؤيَّد الموفّق بن أحمد البكريّ الخوارزميّ في كتابه (مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام).. جاء فيه:
انّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال للإمام عليٍّ (عليه السّلام): أبشِرْ، إنّ الله عزّوجلّ قد زوّجكها في السماء قبل أن أُزوّجَكَها في الأرض، ولقد هبط علَيّ في موضعي مِن قَبل أن تأتَيني مَلَك، فقال لي: أبشِرْ يا محمّد باجتماع الشمل، وطهارة النسل، فقلت: وما ذاك أيُّها المَلَك؟ فقال: سألتُ ربّي عزّوجلّ أن يأذنَ لي في بشارتك، وهذا جبرئيل على أثري يُخبرك عن ربّك عزّوجلّ بكرامةِ الله عزّوجلّ لك.
قال (صلّى الله عليه وآله): فما استتمّ المَلَك كلامَه حتّى هبط علَيّ جبرئيلُ، فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا نبيَّ الله. ثمّ وضع في يدي حريرةً بيضاءَ مِن حرير الجنّة، وفيها سطرانِ مكتوبان بالنور، فقلت: حبيبي جبرئيل، ما هذه الحريرة وما هذه الخطوط؟ فقال جبرئيل: يا محمّد، إنّ الله اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً، فاختارك مِن خَلْقه وابتعثك برسالاته، ثمّ اطّلع ثانيةً، فاختار لك منها أخاً ووزيراً وصاحباً وختناً، فزوّجه ابنتَك فاطمة. فقلت: حبيبي جبرئيل: ومَن هذا الرجل؟ (هكذا يسألُ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله ليتمّ الخبر واضحاً، وكما قيل: وكم سائلٍ عن أمره وهْويعلمُ) فقال لي: يا محمّد، أخوك في الدين وابن عمّك في النسب، عليّ بن أبي طالب، وإنّ الله أوحى إلى الجِنان أن تَزَخْرفي، فتزخرفتِ الجنان، وأوحى إلى شجرة طوبى أنِ احملي الحليَّ والحلل، فحملت شجرة طوبى الحُلِيَّ والحلل، وتزيّنت الحورُ العين، وأمر اللهُ الملائكةُ أن تجتمع في السماء الرابعة عند البيت المعمور.. فهبط جميع الملائكة من الصفيح الأعلى وملائكةُ السماء الخامسة إلى السماء الرابعة. قال جبرئيل: ثمّ أوحى إليّ أن أعقد عقدة النكاح (بهذا النصّ الإلهي)، فإنّي قد زوّجتُ أمَتي فاطمةَ ابنةَ حبيبي محمّد، مِن عبدي عليِّ بن أبي طالب. فعقدتُ عقدة النكاح، وأشهدتُ على ذلك الملائكة أجمعين، وكتبتُ شهادة الملائكة في هذه الحريرة، وقد أمرني ربّي أن أعرضها عليك، وأن أختمها بخاتم مسكٍ أبيض، وأن أدفعها إلى رضوان خازن الجنان، وإنّ الله عزّوجَلّ لمّا أشهد على تزويج فاطمة من عليّ بن أبي طالبٍ ملائكتَه، أمر شجرة طوبى أن تنثر حملها وما فيها، والتقطَه الملائكةُ والحورُ العين، وإنّ الحور والملائكة ليتهادَينَه وتفخرانِ به إلى يوم القيامة. يا محمّد، وإنّ الله أمرني أن آمرَك أن تُزوِّج عليّاً في الأرض من فاطمة، وأن تُبشِّرَهما بغلامَينِ زكيَّينِ طيّبين طاهرين، فاضلين خيِّرين في الدنيا والآخرة.
• وروى أبو نعيم الإصفهانيّ، بإسناده عن عبدالله بن مسعود قال:
أصابت فاطمةَ صبيحةَ يوم العرس رِعدةٌ، فقال لها النبيّ (صلّى الله عليه وآله): يا فاطمة، زوّجتُكِ سيّداً في الدنيا، وإنّه في الآخرة لَمِن الصالحين. يا فاطمة، لمّا أراد اللهُ تعالى أن أُملّككِ بعليّ، أمرَ جبريلَ فقام في السماء الرابعة فصفّ الملائكة صفوفاً ثمّ خطب عليهم، فزوّجَكِ مِن عليّ. ثمّ أمر الله شجرَ الجنان فحملت الحليَّ والحلل، ثمّ أمرها فنثرتْه على الملائكة، فمَن أخذ منهم شيئاً يومئذٍ أكثرَ ممّا أخذ غيرُه افتخر به إلى يوم القيامة.
قالت أُمّ سلمة: لقد كانت فاطمة تفتخر على النساء، لأنّ أوّل مَن خطب عليها ـ أي في الملائكة ـ جبريلُ (عليه السّلام).
وبهذا يتبيّن لنا ـ أيّها الإخوة ـ أنّ زواج فاطمة من عليّ (صلوات الله وسلامه عليهما) كان أمراً إلهيّاً عُقد في السماء، وبمحضرٍ من الملائكة وشهادتهم، وبتكليف من الله جلّ وعلا لجبرئيل سيّد ملائكته أن يعقد ذلك الزواجَ القُدسيّ، بعد أن خطب في الملائكة وأشهدهم، ثمّ هبط الأمر بمعيّة جبرئيل (عليه السّلام) ليكون الزواج في الأرض..
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ كما روى ابن مسعود ـ: إنّ الله أمرَني أن أُزوِّج فاطمةَ من عليّ.
وكان ما كان من بهجة أهل السماء هناك حينها، ما فصّلت فيه الروايات.
وقد نقل أنس بن مالك يقول: بينما رسولُ الله في المسجد، إذ قال لعليّ بن أبي طالب: هذا جبرئيلُ يخبرني بأنّ الله عزّوجلّ زوّجك فاطمة، وأشهَدَ على تزويجها أربعين مَلَكاً، وأوحى إلى شجرة طُوبى أن انثُري عليهم الدرَّ والياقوت، فهُمْ يتهادَونه بينهم إلى يوم القيامة.
أمّا حول الأثر لذلك الزواج المبارك:
فيكتب جمعٌ من المحدّثين وأصحاب السِّير ـ على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ـ هذه الرواية العجيبة، التي يرويها من علماء العامّة: البدخشيّ، والخوارزميّ، والسيوطيّ، والقندوزيّ، والجوينيّ.. وغيرهم، وهي عن أنس بن مالك الذي أخبر أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال للإمام عليٍّ (عليه السّلام):
يا عليّ، إنّ الله زوجّك فاطمة، وجعل صِداقَها ـ أي مهرها ـ الأرض، فمَن مشى عليها مبغِضاً لك مشى حراما!
فيما روى الشيخ السليمان القندوزيّ الحنفيّ عن مير سيّد عليّ، بإسناده عن عُتبة بن الأزهريّ، عن يحيى بن عقيل، قال: سمعتُ عليّاً يقول: قال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة على خُمس الدنيا، فمَن مشى على الأرض وهو يبغضك، فالدنيا عليه حرام، ومشى عليها حراما!
لقد كان ذلك الزواج أشرف زواج شُهد، وأكثره بركةً ويُمناً على الخَلْق، كيف لا وقد أثمر عن أحد عشر إماماً معصوماً ينتهون إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) السيّد الأكبر، وإلى أبوَينِ سيّدينِ طاهرين هما: أمير المؤمنين عليّ وأمّ الأئمّة الميامين فاطمة (سلام الله عليهما)، مع أنّ هذا الزواج كان على غايةٍ من التواضع والبساطة والزهد، والرضى عن الله تعالى.

الروابط
المقالات: زواج الإمام علي (عليه السلام) من فاطمة (عليها السلام) *،
زواج فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أمير المؤمنين (عليه السلام) *،
زوج فاطمة (عليها السلام) ليس فقيراً *
مواقع الإنترنيت: شبكة جنة الحسين (عليه السلام)
مفاتيح البحث: زواج أمير المؤمنين،
زواج الامام علي والزهراء،
زواج الزهراء (عليها السلام)،
زواج الإمام علي،
زواج النور من النور
المواضيع: تاريخ أهل البيت

الفهرسة