أخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: إني لكم فرط وإنكم واردون علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الأكبر كتاب الله عز وجل. سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا، والأصغر عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما لتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم. السلام عليك يارحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة، ألوذ بك من وحشة الطريق وسفر الحياة المجهول الى عالم الموت حيث تبدأ رحلة طويلة من السؤال والمسائلة ماذا أعددنا لذلك اليوم؟. أمر جلل ودويه عظيم على كل ماعرفناه حقا واضحا كان فيه صوت النبي المصطفى يدوي في عمق التأريخ حجة بعد حجة ودليلا بعد كل دليل ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ثم ماذا بعد؟ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة كسفينة نوح عليه السلام يوم الطوفان الاعظم وقد أعلنها ان لاعاصم اليوم من أمر الله. فكان كذلك لم ينجو الا من ركب السفينة آمنا مطئنا. هل نحن نقرأ التأريخ بل هل نجيد القراءة؟ فكل ماهو فعل مترجم لثقافة الامة يدل على جهلها وكأنها أمة لاتفقه ولاتعي شيئا من أمرها!. هل تتبعنا الفهم والمنطق الانساني حين تطرح العلاقة بهذا الشكل حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا؟. بأي منطق يمكننا أن نخاطب القوم فنحن نصلي وهم يصلون ونصوم في شهر واحد هو شهر الله الكريم ونحج سوية ونشهد بالشهادتين فمالذي يميزنا عن بعضنا البعض ومقياس عملنا على ماذا يستند؟ أإله مع الله؟ بل نشهد ان الله واحد لاشريك له وان محمدا عبده ورسوله ونقرأ القرآن كما هم يقرؤونه {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عبقيه فلن يضر الله شيئا}. ترى هل نحن في حبنا لمن قال فيهم القرآن قل لأسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى هل نحن في هذا الحب والمودة نشرك بالله أم هم من يعصي الله؟. هل ابتدعنا في الدين أمرا عظيما حين نطبق وصية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ونمتثل للأمر الإلهي وأطيعوا الله والرسول وقد أمرنا الرسول أمرا واضحا من كنت مولاه فعلي هذا مولاه اللهم والِ مَن والاه وعادِ من عاداه. ترى هل نحن من عادى الله في علي؟ الحق مع علي وعلي مع الحق. وما أرسلناك الا رحمة للعالمين أيهما أولى بالإتباع وعدم الشرك أنطلب رحمة الله أم رحمة الرسول كي لأناتي بالبدع والشرك؟ وهاهو القرآن يصرح مرة أخرى وماكان الله معذبهم وأنت فيهم أتراه رب العزة قد أشرك في رحمته رسوله الصادق الأمين؟. سيدي يارسول الله أمتك التي تشرفت بك وبعترتك قادها من قال لهم عَلَيَّ بالنار لأحرق من في الدار وكتبهم تشهد لك بان آخر بيت تودعه حين تخرج إلى الجهاد في سبيل الله هو دار فاطمة وعلي وأول دار تزوره حين تعود هو دار فاطمة بنت أبيها وكم كنت تقف طوال ستة أشهر تقول عند بابها إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. ولم يكتفِ القوم سيدي الرسول بل أسقطوا الجنين وتبعوه بأخذ البيعة عنوة من داحي باب خيبر حتى أصبحت الخلافة ملكا عضوضا لبني أمية بعد إن استحلها من قال مجددا لاأبقاني لمعضلة ليس لها أبو الحسن. (تلاقفوها يابني امية... لاجنة ولانار) قالها رأس الفتنة أبو معاوية. حتى أضحى من تفرع من الشجرة الملعونة في القرآن بات هو خليفتك على أمة تنكرت لك ولأهل بيتك طائعة مرغمة، وليتهم اكتفوا بذلك بل حاصروا سبطك الذي كم كنت ترفعه على كتفيك وتقبله أمام الأمة قائلا لهم أحب الله من أحب حسينا الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، حاصروه ومنعوا عنه الماء مُعلِنين الأمر وضوحا بغضا لأبيك وكأن علياً أتى ببدعة حين كسر أصنامهم ولم يسجد لصنم قط حتى كتبوا في كتبهم عنه كرم الله وجهه كما يعبرون. وليقل من يقرأ ما اكتب اليوم في رحاب عاشوراء الإباء إني طائفي يزرع الفتنة ألا في الفتنة هم سقطوا حين أجمعوا أمرهم بينهم نريد ان نمكن لابن زياد طالبين من سيد الشهداء أن يبايع شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة يزيد بن معاوية الذي لم يتمكنوا من طمس معالمه المشينة والملعونة كما هي شجرتهم الملعونة في القرآن. وفي الفتنة سقطت الأمة حين أدارت ظهرها ولم تنصر ريحانة رسول الله حين أستصرخهم أما من ناصر ينصر دين الله وما ذنب الحسين يا أمة السوء حين قال ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي رسول الله. ثم مالذي يمنع الأمة اليوم أن تذكر الحسين الشهيد وهي التي تتبجح بالقول السنة والجماعة فمن شق عصى السنة والجماعة والحسين أولى الناس وأفهم الناس بالسنة والجماعة؟!. سلام عليك سيدي أمير المؤمنين حين قلتها: كلمة حق يراد بها باطل. لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتي فها هو قلمي المتواضع يكتب بعضا من وحي يومك الذي نعاه أخوك المجتبى لايوم كيومك أبا عبدا لله. لبيك داعي الله إلى نصرة الله وأنت لم يثنيك الطريق الذي مضيت عليه صابرا محتسبا وقد أصبح يومك كله عنوانا للإباء حين قلتها هيهات منا الذلة والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون فأنت رمز السنة والجماعة ومحبوك هم من اقتدى بالسنة والجماعة لأننا عرفناك إماما معصوما طاهرا مطهرا لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها وانك من دعائم الدين. اليك أبا الاحرار تهفوا النفوس والقلوب والحناجر ودموع باكية تبكيك منذ ان عرفنا فيكم الولاية منجاة من النار وطريق الى الهداية المحمدية والرحمة الالهية، اليك سيدي الامام فاز من لجأ اليكم وأمن في حبكم الذي جن به عابس حين واجه القوم يوم عاشوراء بتلك القولة الخالدة حب الحسين جنني، بل انتم صراط الله الذي أمرنا ان نتبعه وقد عبر عن لسانكم قول الباري انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا انا نخاف يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا. ويحهم سيدي أبا عبد الله هل جزاء الاحسان الا الاحسان فكم هي امة لئيمة حين اختارت ابناء الطلقاء عنكم بدلا فوالله لاتكون لنا من السعادة في حياتنا الفانية الا بحبكم وولايتكم والتبري من أعدائكم، اللهم العن أول ظالم ظلم آل بيت رسولك الامين وثانيهم وثالثهم ومن تبعهم الى يوم الدين. سلام عليك سيدي وعلى أولادك وأصحابك وعلى آهل بيتك المنتجبين. سلام عليكم أيها الشهداء السعداء وانتم سطرتم ذلك اليوم الخالد أروع ماعرفته البشرية من ملاحم الوفاء أننسى ذلك الفتى الذي لم يبلغ الحلم بعد حين برز الى القتال وهو يرتجز ويقول اميري حسين ونعم الامير، أننسى حبيب كان نعم الحبيب لحبيبه الحسين في رمقه الاخير يسأله أحد أصحابه لولا اعلم اني في الاثر لاحببت ان تسألني قال له أوصيك بالحسين خيرا فكان نعم النصير، سلام عليكم أيها الاصحاب وقولة الامام فيكم مارأيت أصحابا اوفى من أصحابي ولا أهل بيت أبر من أهل بيتي. اللهم بارك لنا فيما رزقتنا من ولاية أهل بيت نبيك الحبيب وامتنا على مامضى عليه الموالون لهم فانهم سفينة النجاة وأعلام الهدى. بقلم: رفعت الواسطي المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية